48 ساعة منذ أعلنت وزارة التربية والتعليم نتيجة امتحانات الثانوية العامة بمرحلتيها، ثمان وأربعون ساعة مرت علي بيوت مصرية ما بين فرحة بتفوق وارتعاد من مآل أبناء نجاحهم له طعم السقوط وحزن لفشل في تخطي مرحلة التعليم المدرسي. في بيوتنا اليوم فتية وفتيات بشروا بتفوق تعليمي وأقران لهم تأكد بإعلان النتائج أن التعلم والدراسة ليسا المجال المناسب لتميزهم. إلي كل أب وكل أم أبعدت أبناءهم درجات ضعيفه حصلوها في الثانوية عن دائرة التفوق أقول إنه ليس لكم أبداً كآباء وأمهات وأياً كان الحال النفسي الذي صرتم عليه بسبب النتيجة، أن تقعوا في خطيئة وصم ابن أو ابنة بالفشل.. فالآباء والأمهات كلنا مفترض أن الذي يهمنا ويشغلنا بالأساس هو الدفع بابنائنا وبناتنا للنجاح في الحياة عموماً لا في الدراسة وحسب ، ولعل تزكية روح الإبداع والتفوق المطلقة بأبنائنا تضعهم علي الطريق الصحيح لنجاح مشهود في الحياة بما لكلٍ من ملكات كإنسان فرد خصه خالقه عز وجل بقدرة ومهارة شخصية تؤهله لنجاح في تجارة أو حرفة وغيرهما من الأنشطة الاقتصادية والانسانية المهمة. والصحيح أن للتفوق والنجاح الشخصي في الحياة وجوها لا حصر لها وكم من فتية وفتيات عدوا فاشلين بسبب ضعف دراسي وصاروا بعد ذلك رجالاً ونساء يشار بالبنان لنجاحات حققوها في مهنهم وأعمالهم وحياتهم كلها.. واجبنا كآباء وأمهات أن نقف سنداً لأبنائنا.. وأن نستوعب الأمر كعلامة علي الطريق ترشدنا أي الوجهات نحفز لدي أبنائنا اختيارها .. فلا إصرار علي تفوق دراسي مع من ندرك تماماً أنه لن يصبح في يوم من الأيام عالماً أو خبيراً فذاً.. وإنما فتح للمدارك علي آفاق أخري للنجاح.. وليكن النجاح بحد ذاته أياً كان ميدانه هو عنوان ومحل الإصرار .