يجب أن نحقق رغبات الأبناء أيا كانت فالتفوق يجب أن يكون في الامتهان في التخصص الذي نعشقه ونحبه . بمناسبة موسم تعبئة نماذج القبول بالجامعات المصرية وتحديد الرغبات للكليات التي يأمل الأهالي مع الأبناء تحقيقها أود ان أوجه النصيحة للجميع وعلينا ان نتقبلها بكل صدر رحب. أؤكد للجميع ان معظم النقاش والجدال الدائر هذه الأيام يدور حول رغبة الأهل في ارغام الابناء لدراسة تخصص معين اما لأنه تخصص الأب أو الام وإما لفشل كليهما في تحقيقه في صغرهم وجاء اليوم لتحقيقه عبر الابناء. فمثلا الطبيب يود أي يستكمل الابن أو الابنة المسيرة فيرث الخبرة والعيادة وخلافه والامثلة كثيرة جدا ولا تحتاج الي دليل ويمكن التحقق من ذلك في أي مبني مخصص للعيادات الخاصة فتجد يافطة الأب وبجوارها تماما يافطة الابن وهذا المنهج لا ينجح دائما ومن هنا تجد الطبيب البارع والطبيب الذي ينسي فوطة طبية داخل جسد مريض تؤدي الي عواقب جسيمة وكذلك تجد المهندس الناجح الذي يرغم ابنه للالتحاق بكلية الهندسة ليرث الخبرة والمكتب الهندسي أيضا والله أعلم إن كان سيفلح أم لا. وانا لا أعترض علي الامتهان بنفس مهنة الآباء ولكن ألا يتم ذلك دون رغبة الأبناء , يجب أن نحقق رغبات الأبناء أيا كانت فالتفوق يجب أن يكون في الامتهان في التخصص الذي نعشقه ونحبه وهناك امثلة كثيرة علي ذلك فالشاعر العظيم ابراهيم ناجي كان طبيبا لم يسمع به أحد إلا بعدما غنت له سيدة الغناء العربي أم كلثوم أحلي قصائده والاطباء يحيي الفخراني وعزت أبو عوف وغيرهما برعوا في الفن أكثر من براعتهم في الطب.. ابنائي وبناتي الأعزاء اختاروا ما تحبونه ولا تختاروا ما يحبه الآباء والأمهات.. ما هو المانع في أن أكون أشهر عازف للكمان بدلا من مهندس فاشل أو طبيب يبحث عن فرصة عمل بالخارج حيث أن دخل الطبيب حاليا أقل بقليل من دخل السائق!! تحضرني قصة زميل دراسة كان يزاملني في فصل المتفوقين دراسيا وكان يعشق الموسيقي بشكل كبير جدا وجاءت لحظة امتحانات الثانوية العامة وكانت النتيجة عدم حصوله علي المجموع الذي يؤهله لدخول كلية الطب وهي رغبة الأب هذا رغم تفوقه الواضح طوال دراسته وأسر لي زميل الدراسة بسره وهو انه كان يتعمد الاجابة علي الحد الأدني الذي يؤهله للنجاح والالتحاق بكلية التربية الموسيقية التي يعشقها ويضع والده امام الأمر الواقع وكان له ما كان وغضب الأب غضبا شديدا وأصبح زميلي هذا من أشهر الموسيقيين في مصر والعالم العربي ويشار اليه بالبنان عوضا علي المستوي الاجتماعي والرفاهية التي يحظي بها ما شاء الله. وكلمة أخيرة للآباء عليكم توجيه الأبناء بكل اللطف واللين ودون ارغام أو تهديد بعواقب الأمور فربما بسلوككم هذا تقتلون موهبة كانت ستظهر في مجال المحاماة أو التجارة أو حرمان البشرية من عالم كان سينجح في تخصص حرم منه رغما عنه في أي مجال علمي آخر. اختيار طريق المستقبل يبدأ بحب وعشق المجال ومن هنا يكون النجاح مضمونا ان شاء الله. النظام التعليمي في بريطانيا يخفض المواد الدراسية في مرحلة ال GCSE وهي تقريبا تتساوي مع الثانوية العامة عندنا من حوالي اثنتي عشرة مادة متنوعة تتضمن اللغات والعلوم والرياضيات وغيرها الي أربع مواد فقط لمدة سنتين في مرحلة A Level تتجمع فيها المواد الملائمة للدراسة المستقبلية للجامعة فيكون التركيز ويكون التوافق وعدم الحيرة. وادعو للجميع بالهداية والنجاح والله الموفق