سيذكر التاريخ الحديث معركة السادس من أكتوبر 3791 كإحدي العلامات البارزة في هذا القرن وكعلامة مضيئة في تاريخ العرب بما تحقق لمصر والعروبة من نصر عظيم علي اسطورة إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر. لقد واجه أبطال مصر العديد من المشاكل والصعوبات في طريق النصر وأهمها: 1- قناة السويس التي كانت أكبر مانع مائي أمام القوات المصرية حيث يبلغ عرضها حوالي 081م مما يجعل من الصعب علي أية دبابة برمائية عبورها. 2- الساتر الترابي الذي اقامه العدو بطول القناة من الشمال إلي الجنوب بارتفاع يزيد علي 02 مترا في بعض الاحيان وكان هذا الساتر يمنع قواتنا من اقامة الجسور الثابتة عبر القناة لكي تعبرها القوات والدبابات الثقيلة من غرب إلي شرق القناة. 3- خط بارليف من أصعب الخطوط الحصينة التي أقامها العدو وهي من تصميم أحد كبار القادة الإسرائيليين أطلق عليه اسمه. وهو بطول الشاطيء الشرقي للقناة ويتكون من حصون مزودة بكل أنواع الأسلحة والذخيرة. سيظل السادس من أكتوبر يوم العبور العظيم وبدء معركة التحرير يوما خالدا في تاريخ مصر ولن ينساه المصريون ففي الساعة الثانية ظهرا عبرت أكثر من 002 طائرة مصرية قناة السويس لتقوم بأول ضربة جوية في عمق سيناء بقيادة قائد القوات الجوية وسلاح الطيران المصري المناضل اللواء طيار محمد حسني مبارك ونجحت في مهمتها وعادت بسلام بعد 02 دقيقة تمكنت فيها من تدمير مراكز قيادات العدو ومطاراته ومواقعه وشل حركته تماما بعد ان فقد توازنه. في الساعة الثانية وخمس دقائق فتحت المدفعية المصرية نيرانها المكثفة علي مواقع العدو في الضفة الشرقية فدمرت تحصيناته وقواته وبدأ عبور كتائب المشاة في القوارب المطاطية ونقل الأسلحة والمعدات تحت حماية القوات الجوية وحملت قواتنا سلالم الحبال التي تسلقوا بها الساتر الرملي. رفعت الاعلام المصرية شرق القناة -في الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قام ابطال مصر برفع اعلام مصر علي الشاطيء الشرقي من القناة وسط هتافات الايمان والنصر لتعلن بدء المعركة المقدسة لتحرير سيناء الغالية. بدأ المهندسون المصريون في شق فتحات في الساتر الرملي بمضخات المياه لتجذب المياه بشدة من القناة وتدفعها في اتجاه الساتر فتذوب امامها الرمال لتعبر الموجات الأولي من الكتائب المصرية لقوات المشاة إلي الضفة الاخري وتم بسرعة كبيرة عمل الجسور امام تلك الفتحات لتندفع الدبابات والعربات الثقيلة عابرة القناة إلي الشاطيء الشرقي. في الثامنة من صباح الأحد 7 أكتوبر كانت القوات المصرية قد تمكنت من عبور اصعب مانع مائي في العالم ودمرت خط بارليف وتحطيم اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر. عندما وصلت أنباء النصر للشعب المصري عبر الاذاعة والتلفاز عم السرور والبهجة كل البيوت وغمرت الفرحة كل النفوس في كل أرجاء الوادي وسرت البشري في جميع البلدان العربية وأحس الجميع بالفخر والاعزاز ورد الاعتبار وارتفعت هامة مصر عالية شامخة في كل أنحاد العالم. وعادت سيناء الحبيبة إلي أحضان مصر بعد سنوات الغربة والألم وحققت مصر بسواعد ابنائها الأبطال أغلي نصر في معركة الشرف والكرامة، سيظل خالدا علي مر الزمان بفضل إيمانهم وجهادهم في سبيل الله والوطن.