تلال القمامة أثرت على حركة المرور شوارع القاهرة تئن ولا احد يسمع شكواها أو أنينها.. فتلال القمامة اصبحت عناوين معظمها.. والمتبقي اصبحت عناوينه الاتربة والقاذروات.. بعد الثورة كان الاعتقاد بان هذه الشوارع ستطولها رياح التغير وتهب عليها نسائم النظافة، ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن.. فلا موطئ لقدم الا وتجد فيه قمامة تنتشر هنا وهناك.. والروائح الكريهة تعج من كل الجنبات.. ناهيك عن الحشرات والزواحف والقوارض التي اصبحت تهدد صحتنا وصحة اولادنا.. في شارع بورسعيد احد الشوارع الرئيسة في القاهرة شارع عنوانه " القمامة فقط لا غير، فرغم حيوية واهمية هذا الشارع الذي تقع فيه العديد من المؤسسات الحكومية وبعض المستشفيات الا ان تلال القمامة تنتشر بشكل كبير في ارجاء المكان فضلا عن اختفاء الصناديق التي توضع في هذا المكان وكأن الطرف الثالث ظهر من جديد وعاد اختطاف هذه الصناديق، اما الروائح الكريهة فتنبعث من كل مكان مما يثير اشمئزاز المارة الذين هربوا من السير علي ارصفة بسبب القمامة والقاذورات وذهبوا الي نهر الطريق يسارعون السيارات للعبور مما احدث فوضي مرورية وتكدساً وزحاماً شديداً. الادهي من ذلك في هذا الشارع الحيوي، ان القمامة نافست السيارات في السير واحتلال الطريق، فتلال القمامة انتقلت من علي الرصيف لتذهب الي الحاروة الاولي والثانية من الطريق لتصبح هناك حارة واحدة متبقية للسير، وان استمر الوضع كما هو عليه، ففي القريب العاجل ستختفي هذه الحارة الثالثة ان لم تنتبه هيئة النظافة والتجميل في القاهرة التي لا يراها او يعرفها احد ولا تظهر الا بمرور موكب وزاري او احد المسئولين. في شارعي الموردي والسلسلة بمنطقة السيدة زينب، الصورة لا تختلف كثيرا عن شارع بورسعيد، فتلال القمامة تنتشر في كل ارجاء الشارعين، وصناديق القمامة اختفت في ظروف غامضة ، بدأ شعاع الامل يدب لدينا عندما راينا المنطقة المحيطة بمستشفي 75375 عندما اكتشفنا خلو المنطقة من " الزبالة" وعدم وجود اي اكوام من الاتربة، ولكن سرعان ما عادت الصورة قاتمة مرة اخري عندما وجدنا اسفل كوبري الملك الصالح يعج بالقمامة ،وفي سور مجري العيون، التقينا باحد عمال النظافة ويدعي احمد عبد الله الذي اكد ان عمال النظافة يعملون منذ 24 ساعة بعد زيارة المحافظ لهم ،وسط دهشة منا وكأن لسان حالنا: كيف سيكون الوضع اذن اذا لم يقم المحافظ بالزيارة ؟!! وقال علي محمود عامل نظافة في منطقة السيدة زينب انهم تلقوا معلومات بتكثيف عمليات النظافة وان صناديق القمامة سوف يزيد عدده ولكن حتي الآن لم يتم وضع الصناديق الجديدة مضيفا ان احد الاسباب الرئيسية التي تعوق عملهم وجود اصحاب الكارو الذين يلقون القمامة بعد تنظيفهم الشوارع .