اللهم احم مصر، اللهم اعد لها الأمن والأمان والسكينة، اللهم اهد أهلها سبل الرشاد والرشد لتعلو بهم ويعلو بها فمصر لا تستحق منا الا كل الخير فهي الأم والسكن والدار والرفيق، مصر هي الدنيا لنا جميعا. الأم تنادينا لنعيد لها الوئام والألفة بين كل طوائف أبنائها ولن يتأتي ذلك إلا إذا نبذنا جميعا أسباب الفرقة والانقسام ونزعات التخوين وإرهاب الفكر والعقل الذي نمارسه بعضنا علي البعض الآخر. هناك الكثير من النغمات النشاز التي تتسبب في ظهور مصر وشعبها بهذا التنافر الذي يهدد كياننا جميعا وهو ظاهرة لم نكن نعرفها علي مدي تاريخنا القديم والحديث. كلنا ينظر إلي المستقبل وهو خائف مما قد يحدث، قلق علي حياته من تنافر التيارات التي تتجاذب مجاديف الوطن ولا نعرف هل هناك شاطيء يمكن ان ترسو بنا السفينة عليه أم ستتجاذبها الأمواج المتلاطمة إلي بحور قد نغرق جميعا فيها. الوطن في حاجة إلي حكمة أبنائه العاقلين لعبور كل الأزمات وليس في حاجة إلي تهور الموتورين ممن يدعون إلي الخروج علي الشرعية وسيادة القانون ويلهبون حماس الجماهير الثائرة تحت شعارات محسوبة وموجهة الهدف من أجل مصالح شخصية أو حزبية لقلة علي حساب المجموع. لسنا في حاجة إلي فتح ملفات الماضي فقد أوقفنا بالرجوع إليها عجلات الزمن في ان تنطلق بنا لعبور جديد بمصر بعد ثورة 52 يناير فهناك من الطموحات والمطالبات ما يحتاج إلي جهد أجيال لتعود لمصر نضارتها وعصورها المجيدة الضاربة في عمق التاريخ. كلنا مطالبون بالمشاركة في انماء الوطن لا ينفصل فريق عن اخر أو يبتعد بعضنا أو يُبعد عن ذلك لاننا شركاء فيه لنا كلنا كل الحقوق ملتزمون جميعا بكل الالتزامات ليس من حق فريق ان يغلب نفسه بحجة انه يمثل الغالبية فصغير الوطن ككبيرة تماما في كل شيء. علينا ان نعاون من يقود الدفة طالما انه جاء باختيار الغالبية سواء رضينا عنه أو لم نرض اختلفنا معه أو اتفقنا لان السفينة يجب الا تغرق بنا جميعا. إذا تنازع الجميع فوقها فقد تملؤها الثقوب التي تسارع بها إلي القاع وعندها لا ينفع الندم ولا البكاء علي اللبن المسكوب وعليه هو ان يدرك ان كل أبناء الوطن سواء من معه ومن يخالفه. إذا كنا نريد لمصر ان تعبر كل ازماتها فعلينا ان ننبذ العنف وان ننبذ الكراهية بيننا فقد أصبح بعضنا يكره الآخر ويغلب مصلحته علي مصلحة الجميع وعلي مصلحة مصر وصارت هذه النغمة هي السائدة ووصل الحد إلي ان يكفر احدنا الاخر علنا ويطالب الاخرين بالخلاص منه ووصل الحد إلي التهديد بحرق واشعال البلد بمجرد الرغبة في الهيمنة والسيطرة. نغمات نشاز نسمعها ويرددها البعض وتزكي نارها بعض الفضائيات المأجورة مع الأسف وينساق وراءها من لا يفكرون من أبناء الوطن تدعو إلي تحطيم كل شيء في مصر بدءا من المؤسسة العسكرية والقضائية وانتهاء بذبح الاخلاق علنا وهو ما لم نكن نعرفه ولن تعرفه مصر التي ندعو الله ان يجنبها الشر.