إذا أردنا بالفعل إعادة الجمهور إلي قاعات المسارح فلنبدأ من طلبة المدارس.. هم لا يحبون المسرح.. الأغلبية العظمي منهم تفضل الجلوس أمام الكمبيوتر أو لعب الفيديو جيم.. هم بالقطع ضحية لأفعال الكبار الذين تركوهم بالساعات أمام هذه الأجهزة ولم يحذروهم منها. ومادمنا نسعي إلي نشر المسرح كثقافة هامة ورسالة فعلينا أن نعيد الأسرة إلي قاعات المسارح والخطوة الأولي أن نجعل المسرح بسعر لا يزيد عن جنيهين فقط أمام طلبة المدارس والجامعات بكارنيه المدرسة والجامعة.. ممكن أن نحدد يومين فقط في الأسبوع .لهذه التجربة. سنكتشف أن طلبة المدارس سوف يقبلون بكثافة علي ارتياد المسرح وخاصة الصغار منهم وتفسير ذلك عندي هو أن مسرح العرائس والمسرح القومي للطفل هما الأعلي إيرادا بين مسارح الدولة لأن هناك إقبالا كبيرا من العائلات ورحلات المدارس الصباحية . سمعت أن المخرج ناصر عبد المنعم رئيس البيت الفني للمسرح يدرس مثل هذا المشروع لتنشيط الحركة المسرحية وهو عمل جيد أضاف عليه تحصيل المدارس لمبلغ رمزي علي المصروفات الدراسية وحصول الطالب علي كارنيه مجاني من البيت الفني للمسرح يسمح له بمشاهدة جميع العروض . معظم العائلات ما تزال تتذكر مشهد الأسرة كلها وهي تخرج لمشاهدة أحد العروض المسرحية في نهاية الأسبوع.. هذا التقليد الرائع انتهي تماما من حياتنا ونتمني أن يعود إلي بيوتنا من جديد .. فنجان قهوة مع أفندينا الكاتب المحترم ياسر قطامش أصدر طبعة جديدة من كتابه (فنجان قهوة مع أفندينا).. الكتاب رحلة ممتعة بدأها المؤلف من انتشار تناول الشاي في المحروسة التي لم تكن تعرف سوي القهوة ويفسر لنا لماذا يهتم المصريون بتناول الشاي حيث دعا اللورد الانجليزي لنبرن ليبتون الزعيم أحمد عرابي وزملاءه المنفيين في جزيرة سيلان لشرب الشاي وأعجب عرابي به وأرسل كميات منه كهدايا لأهله ومعارفه وأن المصريين لم يألفوا تناول الشاي الا في بدايات القرن العشرين أما قبل ذلك فقد كانت القهوة هي المشروب الشعبي للضيافة في مصر ويستشهد بالجبرتي الذي لم يرد مطلقا في كتاباته كلمة واحدة عن الشاي بينما ترددت كلمة قهوة كثيرا عنده .ثم يبدأ حواره مع أفندينا الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر في الفترة من 1863وحتي 1879 وهي فترة ملئية بالانجازات ففي عهده أصبحت مصر قطعة من أوروبا وظهرت أحياء وسط البلد بمبانيها القائمة حتي الآن .ومنها أحياء الفجالة والظاهر وعابدين وجاردن سيتي والزمالك وميدان الأزبكية وشارع محمد علي وشارع كلوت بك وشارع عبد العزيز وميدان الأوبرا ومنطقة الدواوين والمنيرة . وفي عهد إسماعيل باشا أنشئت أول دار أوبرا في مصر والشرق الأوسط التي احترقت عام 1971 ومكانها الآن جراج الأوبرا وفي عهده ظهرت صحف وادي النيل والوطن والتجارة والأهرام ومجلة روضة المدارس وظهرت أسماء مثل رفاعة الطهطاوي وعلي باشا مبارك ومحممود باشا حمدي الفلكي ومحمود سامي البارودي وولد في عهده عظماء مصر مثل أحمد شوقي أمير الشعراء وحافظ إبراهيم وقاسم أمين ومحمد فريد وأحمد لطفي السيد ومصطفي كامل. وفي عهده زينت ميادين القاهرة بالتماثيل لأول مرة ومنها تمثال إبراهيم باشا ولاظوغلي وسليمان باشا الفرنساوي وأنشئت دار الكتب بباب الخلق وعرفت القاهرة مياه الشرب عن طريق المواسير والحنفيات وأنشئ أول كوبري بالقاهرة وهو كوبري قصر النيل وتغيرت ملابس المصريين من الجبة والقفطان والعمة والجلابيب إلي الأزياء الإفرنجية التي نراها الآن. حقا الكتاب ممتع ينم عن مجهود جبار بذله ياسر قطامش ليقدم إلي القارئ وجبة دسمة وقهوة مضبوطة مع أفندينا.