هي دعوة يطلقها الكاتب ياسر قطامش لإعادة كتابة تاريخ مصر في عهد أسرة محمد علي برؤية حيادية وموضوعية. نراه هنا في كتابه فنجان قهوة مع أفندينا يتناول عهد إسماعيل باشا الذهبي... هذا العهد الذي شهدت خلاله مصر نهضة شاملة في مختلف المجالات, فقد تم خلال هذه الحقبة التاريخية(1863 1879) وهي الفترة التي حكم فيها الخديو إسماعيل مصر العديد من الإنجازات منها علي سبيل المثال ردم البرك والمستنقعات, رصف الطرق, الاهتمام بالحدائق العامة كالأورمان والأزبكية, وعرفت القاهرة خلال تلك السنوات مياه الشرب عن طريق المواسير والحنفيات بعد أن كانت تعتمد علي الأسبلة, وأنشئت محطة مصر للسكة الحديد, وفي عهده أنشئ أول كوبري بالقاهرة وهو كوبري قصر النيل القديم سنة1871, كما تغيرت الأزياء الشعبية من العمم والقفاطين والعباءات والجلاليب وصارت تميل إلي الطابع الافرنجي, وفي عهده شيدت القصور الفخمة( الجزيرة والزعفران والنزهة والقبة وحلوان وعابدين وغيرها) وازدهر الفن والغناء, كما حدثت نهضة تعليمية نسائية لا نظير لها.. ورغم كل هذه الإنجازات العظيمة التي واكبت عهد إسماعيل باشا, إلا أن التاريخ دأب علي تجاهلها أو التقليل من شأنها, مؤكدا فقط سلبيات عصره وأبرزها بذخه وإسرافه وإغراق مصر في الديون مما مهد للاحتلال البريطاني.. يبدو هنا ياسر قطامش كمن يجلس في أحد المقاهي العريقة متناولا مزيدا من فناجين القهوة برفقة أفندينا الخديو, وعارضا بأسلوبه الخاص المميز لتاريخه الحافل ومن حوله تخت غنائي مكون من قانون وعود ورق وطبلة وناي يصدح بالموسيقي والأغاني الشرقية الخلابة.. الكتاب صادر عن المجلس الأعلي للثقافة.