حازم الحدىدى "حبيبك يبلعلك الظلط وعدوك يتمني لك الغلط"، هذا المثل الشعبي هو خير وصف لما آلت إليه أحوالنا في ظل الثورة والفورة والتخبط والهيجان، لأننا أنقسمنا إلي ناس وناس، فإذا كنت معانا يبقي أي حاجه تقولها صح حتي لو كانت غلط، وإذا كنت مع الناس التانيين يبقي أي حاجه تقولها غلط حتي لو كانت صح، لم تعد أحكامنا أو تصرفاتنا تنطلق من مبادئ راسخة أو قناعات موضوعية أو منطق وجيه، وإنما باتت تتحكم فيها الميول والمخاوف والأهواء، ولم يعد الحق حقاً إلا إذا كان في صالحي، وبات الرهان حلالاً إذا كسبته وحراماً إذا كسبه غيري، وتحولنا إلي فرقاء وغرباء في نفس الوطن ونفس الشارع وربما نفس البيت، وأوشكت حياتنا أن تتحول إلي "أسانسير" يهبط من تحت لتحت، أسانسير لا يعرف الصعود ولن يعرفه، إلا إذا أدركنا "جميعاً" أننا في مواجهة إعصار "مدمر" لكنه "عادل"، لأنه يفرق بيننا وبين الناس التانيين.