الرئيس السيسي يشيد بحسن تنظيم السلطات السعودية لمناسك الحج    حماس: موقفنا واضح ومتوافق مع مبادرة بايدن وقرار مجلس الأمن    قوات الاحتلال تمنع مئات الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر    لإنقاذ فرنسا، هولاند "يفاجئ" الرأي العام بترشحه للانتخابات البرلمانية في سابقة تاريخية    وزير السياحة يطمئن على نجاح نفرة الحجاج إلى مزدلفة    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم سيارتين على الطريق السياحي بالفيوم    الأرصاد: درجات الحرارة على محافظات الصعيد أول أيام العيد تصل إلى 48    أنغام تحيي أضخم حفلات عيد الأضحى بالكويت وتوجه تهنئة للجمهور    محافظ جنوب سيناء يشارك مواطني مدينة الطور فرحتهم بليلة عيد الأضحى    بث مباشر.. ضيوف الرحمن يقومون برمي جمرة العقبة الكبرى بمشعر منى    الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: مرضى الربو الأكثر تأثرا بالاحترار العالمي    إصابة 9 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الأوسطى    تمنتها ونالتها.. وفاة سيدة قناوية أثناء أداء فريضة الحج    تشكيل منتخب هولندا المتوقع أمام بولندا في يورو 2024    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم في السعودية الاحد 16 يونيو 2024    ريهام سعيد: محمد هنيدي تقدم للزواج مني لكن ماما رفضت    باكية.. ريهام سعيد تكشف عن طلبها الغريب من زوجها بعد أزمة عملية تجميل وجهها    يوم الحشر، زحام شديد على محال بيع اللعب والتسالي بشوارع المنوفية ليلة العيد (صور)    تعرف على سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    حزب الله ينشر مشاهد من عملياته ضد قواعد الاحتلال ومواقعه شمالي فلسطين المحتلة (فيديو)    متلازمة الصدمة السامة، ارتفاع مصابي بكتيريا آكلة اللحم في اليابان إلى 977 حالة    93 دولة تدعم المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة جرائم إسرائيل    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    موعد صلاة عيد الأضحى المبارك في القاهرة والمحافظات    موعد مباراة المقاولون العرب وطلائع الجيش في الدوري المصري والقنوات الناقلة    رئيس فنلندا: الصين تلعب الدور الرئيسي الآن في تحقيق السلام بأوكرانيا    «الموجة الحارة».. شوارع خالية من المارة وهروب جماعى ل«الشواطئ»    أثناء الدعاء.. وفاة سيدة من محافظة كفر الشيخ على صعيد جبل عرفات    إقبال متوسط على أسواق الأضاحي بأسيوط    الحج 2024.. السياحة: تصعيد جميع الحجاج إلى عرفات ونجاح النفرة للمزدلفة    تأسيس الشركات وصناديق استثمار خيرية.. تعرف علي أهداف عمل التحالف الوطني    كرة سلة.. عبد الرحمن نادر على رأس قائمة مصر استعدادا للتصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس    مش هينفع أشتغل لراحة الأهلي فقط، عامر حسين يرد على انتقادات عدلي القيعي (فيديو)    استقبال تردد قناة السعودية لمشاهدة الحجاج على نايل سات وعرب سات    أنتم عيديتي.. كاظم الساهر يهنئ جمهوره بعيد الأضحى المبارك (فيديو)    عاجل.. رد نهائي من زين الدين بلعيد يحسم جدل انتقاله للأهلي    غرامة 5 آلاف جنيه.. تعرف علي عقوبة بيع الأطعمة الغذائية بدون شهادة صحية    «التعليم العالى»: تعزيز التعاون الأكاديمى والتكنولوجى مع الإمارات    تشكيل غرفة عمليات.. بيان عاجل من "السياحة" بشأن الحج 2024 والسائحين    دعاء النبي في عيد الأضحى مكتوب.. أفضل 10 أدعية مستجابة كان يرددها الأنبياء في صلاة العيد    الدعم العينى والنقدى: وجهان لعملة واحدة    طريقة الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي    قبل صلاة عيد الأضحى، انتشار ألعاب الأطفال والوجوه والطرابيش بشوارع المنصورة (صور)    تزامنا مع عيد الأضحى.. بهاء سلطان يطرح أغنية «تنزل فين»    شيخ المنطقة الأزهرية بالغربية يترأس وفداً أزهرياً للعزاء في وكيل مطرانية طنطا| صور    إقبال وزحام على محال التسالي والحلويات في وقفة عيد الأضحى المبارك (صور)    ملخص وأهداف مباراة إيطاليا ضد ألبانيا 2-1 في يورو 2024    «المالية»: 20 مليون جنيه «فكة» لتلبية احتياجات المواطنين    إلغاء إجازات البيطريين وجاهزية 33 مجزر لاستقبال الأضاحي بالمجان في أسيوط    عاجل.. عرض خليجي برقم لا يُصدق لضم إمام عاشور وهذا رد فعل الأهلي    عاجل.. الزمالك يحسم الجدل بشأن إمكانية رحيل حمزة المثلوثي إلى الترجي التونسي    اتغير بعد واقعة الصفع، عمرو دياب يلبي طلب معجبة طلبت "سيلفي" بحفله في لبنان (فيديو)    للكشف والعلاج مجانا.. عيادة طبية متنقلة للتأمين الطبي بميدان الساعة في دمياط    حلو الكلام.. لم أعثر على صاحبْ!    بمناسبة العيد والعيدية.. أجواء احتفالية وطقوس روحانية بحي السيدة زينب    فحص 1374 مواطنا ضمن قافلة طبية بقرية جمصة غرب في دمياط    رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصرى بعيد الأضحى المبارك    وزيرة الهجرة: تفوق الطلبة المصريين في الكويت هو امتداد حقيقي لنجاحات أبناء مصر بمختلف دول العالم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتبة والصحفية والمناضلة صافيناز كاظم تخرج عن صمتها:
الرئيس القادم يخوض عملية استشهادية وعليه التحلي »بصبر أيوب«
نشر في الأخبار يوم 19 - 06 - 2012


المؤبد لمبارك أقسي عليه من الإعدام
مصر التي في خاطري وفي دمي قد اختلط حماس ثوارها المخلصين بتكالب النشالين والنصابين يدفعونهم جانبا كي يحتلون الثورة وذئاباً يتلمظون لالتهامها وإقصاء جنودها جبرا وجورا عن ساحة العطاء المرجو لنهضة البلاد هكذا بدأت الكاتبة الصحفية صافيناز كاظم لقاءها بالاخبار واضافت أن الذين تربوا وترعرعوا في احضان حقب الاستبداد والدكتاتورية العسكرية في أشرس احوالها قد اتقنوا علي مدي السنوات والعهود حرفة التدليس بتسمية الاشياء بغير حقيقتها والجدل بالباطل ليدحضوا به الحق.
صحيح هي مقدمة صادمة ولكن ربما بها بعض رائحة الحقيقة.. وعلي أية حال لن نستعجل الامور وننتظر حتي نقف علي تفاصيل ما جاء في هذه الجولة والتي نبدأها بهذا السؤال.
ما رأيك فيمن كانوا يهددون بالنزول للشارع للاعتراض علي نتيجة الانتخابات القادمة أو مقاطعتها؟
- يتصارع البعض الآن وكانوا ينادون بمقاطعة انتخابات الاعادة تحت دعاوي مختلفة، بل ومتناقضة أحياناً وبغض النظر عن توصيف المشارك فيه ما بين بريء وغير بريء، رفض نتيجة التصويت الشعبي لأنها لم توافق توقعات الداعين إلي المقاطعة أو اهواءهن. لو نحينا سوء النية جانباً، ولو مؤقتاً نقول إن النداء بالمقاطعة يعتبر مخالفة صريحة للتعهد الذي توافق عليه الجميع واعلنوه جهاراً نهاراً ومراراً وتكراراً خاصة أن معظم الذين جلسوا في (زياط إعلامي) مكثف اخذوا يحللون ويستطلعون هم كانوا في الحقيقة لا يقدمون سوي ما يتمنون ويوحون به بغية الترويج لأهدافهم ما ظهر منها وما بطن.
هل فوجئت بنتائج انتخابات المرحلة الاولي؟ وهل هناك تجاوزات؟
- الذي اوضحته النتائج ان الناس لم تكن حريصة علي فوز مرشح بعينه بقدرحرصها علي أن تستمتع بممارسة حرية اختيارها والتأكيد علي حق »التعبير عن الرأي« في ذلك »البوفيه الانتخابي« المفتوح والدليل علي ذلك ان الاصوات توزعت بنسب متقاربة خاصة بين الخمسة الأوائل، ثم كادت تتساوي بين البقية الباقية من ال 31 مرشحاً، ولو أنه كان هناك تلاعب جوهري في الصناديق لكنا قد رأينا الي 99.99٪ التي تعوّدنا عليها في تمثيليات الانتخابات والاستفتاءات علي مر سنوات القهر الذي تجرعته مصرنا العزيزة تطل علينا طلتها المشؤومة.
لقد ذهبت أصوات كثيرة نحو مرشحين كان من المعروف أنهم لن يفوزوا أبداً، تلك التي يعتقد من لا يلتقطونه حكمة الشعب المصري أنها ضاعت وأهدرها التفتت وكان المقصود منها بث رسالة مثالية فحواها: أنا اخترت هذا الشخص ليعلم أن هناك من يريده بغض النظر عن سوق المكسب والخسارة!
حق الاختيار
وما تقييمك لانتخابات الرئاسة؟
- إذا وافقنا علي ان ثورة 52 يناير 1102 كانت أولا ثورة من أجل الكرامة وحق اثبات الذات الشعبية وقدرات الجسارة الوطنية علي فرض ارادتها السلمية في التغيير فإن انتخابات 32، 42 ، مايو 2102 كانت من اجل الاستمتاع بممارسة حق الاختيار مهما كان ذلك سوف يعجب او لا يعجب مما يعني ما يلخصه التعبير المصري الخالص حين تسأل عن السبب في أمر يدهشك لماذا؟ فيكون الرد: »مزاجي كده«!
إن النتيجة النهائية لأول انتخابات »حقيقية« يخوضها الشعب المصري جاءت مطابقة (لمزاجه كده) وعلينا ان نحترمها ونتحملها ونتلافي اخطارها بدلا من تسفيهها والسعي لتزويرها بنزاعات تشبه »حمرأة« الصبيان في الملاعب حين يغلبون.
ما هو مفهوم النخب الثقافية من وجهة نظرك؟
- العقلية الحسابية القديمة لا يمكن أن تفهم العملية الحسابية الجديدة لأن اصحاب العقلية الحسابية القديمة قد تعودوا علي التلاعب والتدليس كي يؤمن لهم مصالحهم ومن بينهم شريحة عريضة ممن يسمون انفهسم »النخب الثقافية« الذين لم يروا مانعاً فكرياً أو اخلاقيا يعوق وفدهم المكون من أحد عشر شخصية ما بين شاعر وناقد وروائي وقد ذهبوا في لقاء مع الرئيس السابق مبارك يوم الخميس 03 سبتمبر 0102 وظلوا معه يتحدثون علي مدي أربع ساعات يلاطفهم ويلاطفونه وقد خرجوا بعدما التقطوا صورة جماعية معه تطل بالبشاشة والتأزر المتبادل وتؤكد ما أكدوه بأن يتمتع بصحة جيدة ويحضر نفسه لجولة انتخابية سادسة!
هذه النخب الثقافية هم أنفسهم بأسمائهم ووجودهم وتفاصيلهم التي ارتضيت لنفسها الود المخزي مع الرئيس المخلوع قبل ثورة الشعب بأقل من أربعة اشهر تتأبي الآن علي اختيارات الشعب الدالة عليها نتائج الصناديق مرتدية مسوح ثورة 52 يناير 1102 وتجلس بيننا كما الذئب في سرير الثورة يتحين التهامها، وتعظ وتحذر من هذا وذاك، وتقرر الزعامة الحلم لمن شاءت وكيف شاءت في محاولة قسر إدخال البغل في الابريق وتنصح بالمقاطعة إذا لم يتم لها ما تريد وينصاع الناس لها بالإلحاح.
وماذا عن توقعاتك في جولة الاعادة؟ ولمن ستعطي صوتك؟ ولماذا؟
- احترم التعهدات والعقود بمعني أنه إذا اتفقنا علي قاعدة احترمها وإن كانت نتائجها ضد رغبتي لانه كان امامي أن ارفضها منذ البداية لكن طالما الشعب المصري توافق علي الانتخابات فأنا احترمت النتائج ولذلك ما ترتب علي النتائج الإعادة بين مرشحين »مرسي وشفيق«. وبلا تردد اقولك أنا سأعطي صوتي للدكتور »مرسي« ولست متورطة في هذا الاختيار.. لانه اتضح لي أنه الاجدر وادعو الله ان يرزقه الفوز.
مجموعة مصطلحات
ما رأيك في التيار الإسلامي؟
- لا أعرف معني لمجموعة مصطلحات مفتعلة ابتلتنا بها مهارات الفضائيين ما معني »الإسلام السياسي« ما معني »الفاشستية الدينية«؟ ما معني دولة »المرشد«؟ هذه كلها تنابزات أي شتائم من خصوم لا يرتضون »بآخر« يحيل أمره إلي مرجعيته الإيمانية التي تحرص علي ألا تجعل »هذاالقرآن مهجوراً«.
إذن لا شئ هنا اسمه »إسلام« سياسي وغير سياسي »الاسلام« هو إسلام الوجه لله سبحانه وحده لاشريك له فكيف اسلم وجهي لربي وأنا »فاشستي« أي وأنا ظالم للناس قاهر الهم ذابحاً قاتلاً طاغياً مستبداً؟! هكذا بالعقل كيف لمن يعاهد ربه بأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين ان يكون خصم عهده في الدنيا والآخرة؟ إن خيانة العهد لا تخوّل للخائن ربط خيانته بالدين، ثم ما معني »إسلاميين«؟ هناك »مسلمون« ومفردها »مسلم«. وكيف يحق للمستريب إدعاء دولة ل »المرشد« ولا يقر بأن هناك دولة ل »رئيس الحزب«؟؟ وكيف حدث ان صارت المرجعية الدينية الايمانية وصمة علي صاحبها أن ينفيها أو يتبرأ منها بينما يتباهي غيره بأنه والحمد للشيطان تابع لمرجعيات ما أنزل الله بها من سلطان؟
أنني ارفض التسميات المفعتله مثل الدولة الدينية التي يلصقونها بكل صاحب مرجعية اسلامية أو دينية.
الحكم القضائي علي مبارك ووزير داخليته ونجليه اثار الكثير من الجدل وعدم الرضا.. ما رأيك في عدم قبول هذا الحكم؟
- أري ان هذا الحكم علي »مبارك المخلوع« بالمؤبد حكم صحيح ويستحق أكثر وأنا أري أن »المؤبد« أقسي عليه من الإعدام لأن الاعدام يثير الشفقة اما المؤبد فهو هناك يتعذب كل يوم ويري منزلته هو ومن جوله.
هناك اقتراح بتنازل مرسي أو انسحاب شفيق من التنافس في الاعادة.. هل هذا التنازل قانوني؟
- القانونيون قالوا إنه لا يجوز تنازل اي طرف وفي حالة تنازل »د. محمد مرسي« يأخذها الفريق »أحمد شفيق« بالتزكية. و »شفيق« لن يتنازل.
هل نحن في مأزق؟
- مصر ليست في مأزق هناك تسميات غريبة جداً دخلت في مفردات الشعب المصري التي روج لها المتكلمون في الفضائيات ونفخوها في عيونهم مثل لا نريد دولة دينية لا نريد إسلاما سياسيا.. نحن في مأزق.. نحن في ورطة.. وأري ان هناك فاشستية عسكرية ولن يكون هناك فاشستية دينية لان هذا شئ غير موجود من اصله.
ما شكل ومضمون الخطاب السياسي والضمانات الكفيلة لتأسيس دولة مدنية ديموقراطية حديثة؟
- اعتقد ان الضمانات موجودة في القسم الجمهوري الذي خذله الجميع في الماضي. الذي يقول أقسم بالله العظيم ان احافظ مخلصا علي النظام الجمهوري وان احترم الدستور والقانون وارعي مصالح الشعب رعاية كاملة وان احافظ علي استقلال الوطن وسلامة اراضيه.
هذا النظام الجمهوري قد خانوه جميعا وهو يتحول بعدد سنوات رئاسة الجمهورية التي لاتزيد عن 4 أو 5 سنوات ومع ذلك نري أن »عبدالناصر« حكم مصر 18 سنة كانت قابلة للمد لولا ان توفاه الله.
وحكم أنور السادات 11 سنة قابلة للمد أيضا لولا اغتياله.. وحكم مبارك المخلوع 30 سنة فكانت التأبيدة لنا ولم يحترم احد منهم الدستور أو القانون ولم يرعي احد منهم مصالح الشعب رعاية صالحة كاملة ولم يحافظ أي منهم علي استقلال مصر وسلامة أراضيها فهل كانت هناك ضمانات أقوي من القسم ذاته؟!
الرئيس القادم سيواجه الكثير من التحديات فما هي طبيعة هذه التحديات؟
لابد ان يتحلي بصبر أيوب ويجيد التعامل باحترام مع مطالب الشعب الممكنة وغير الممكنة وان يقلل من الكلمات وبكثير من الافعال وان يتوخي التقشف المناسب لميزانية الدولة.
وعليه ان يعلم تماما ان منصب الرئاسة عملية استشهادية يتوخي فيها الصدق مع والله والبعد عن الفساد والافساد وان يهتم بأمن وأمان الواطن والمواطن وينتبه لمطالب البسطاء والفقراء ويبذل قصاري جهده لإيجاد حلول فعلية لحل مشكلة »البطالة« وان يهتم بالشباب لأنهم أمل ومستقبل مصر ولابد ان يدقق في اختيار مساعديه الذين يجب ان يتصفوا بالامانة والضمير والمسئولية والانتماء وحب الوطن.. وان يضع استراتيجية مقنعة لنهضة مصر وتطويرها.
ومطلوب من الرئيس القادم ان يعمل جاهدا علي تجسيد أهداف الثورة ويحافظ علي مسارها في أعقاب الانهاك الكبير الذي تعرضت له علي مدي 15 شهراً. والرئيس القادم لابد أن يأتي أولا بمرجعية إسلامية تستلهم المنطلقات الفكرية والثقافية والحضارية للدين الإسلامي وان ينتبه إلي أولويات الانقاذ وهي تلبية مطالب سواد الشعب المصري في الطعام والكساء وحل مشاكل الصرف الصحي والنجاة من كل مسببات السرطنة وان يضع الاهتمام بالشئون الصحية في اولويات اجندته وان يجعل من »التأمين الصحي« مظلة للفقراء والبسطاء بحق وحقيقي موش بالكلام والمنشتات في الجرائد ويبقي مجرد »هجص« وان يعمل جاهدا علي محو الامية ويقود بلاده إلي النهضة والتقدم ويعمل علي إعادتها مهدا للحضارة كما كانت.
نعود ونسألك عن المعني الذي ترينه للدولة الدينية.. فما هو؟!
رغم الانزلاق المتسارع إلي تنحية الدين تماما عن قيادة حياتنا بكل تلك الترسانة من القوانين الوضعية المستجلبة من الدساتير الغربية التي ما انزل الله بها من سلطان إلا أن ثمة »ورقة توت« كانت دائما تغطي سوءات ذلك الانسلاخ من أرضيتنا العقائدية.. هذا الانسلاخ الذي هو بلاشك ضد مصالح البلاد والعباد فكان من المعتاد التنويه بالتمسك بقاعدة اجازة القانون الذي لايتعارض مع الشريعة الإسلامية فحسب والغاء المتعارض مع الشريعة فيتوجب حذفه ورفضه ورده إلا أننا اصبحنا نفاجيء بتسربات المقولات الجديدة لتكتل الجماعة الرافعة لافتة »الدولة المدنية« والتي لم تعد تطيق »حتي ورقة التوت« تلك التي لاترضي ربنا ولا تنفع عبده وتعتبرها دليلها الدافع علي الدولة الدينية المزعومة التي تهدد أسس الدولة المدنية.. وقد بدأت تلك الجماعة والمزهوة بسلطتها وتسلطها لغرقنا بتحليلاتها ومشروعاتها التي تتدفق بجرأة وتدلف بمزاحمته لتمكين »اللادينية« علي أرض مصرنا كنانة الله المحروسة.
وهناك من يقول عندما تحل معادلة الحلال والحرام بديلا لمعادلة القانوني وغير القانوني فاننا نكون قد ابتعدنا عن المرحلة الوضيعة إلي التحليق في سماوات العقيدة الروحية وآفاق المشاعر الدينية والمقترح والمتضمن في هذا الكلام وسياقه هو الآتي: إذا تعارض الحلال والحرام مع القانوني فعلي الحلال والحرام ان ينتحيا ويضربا تعظيم سلام لحضرة القوانين الوضعية لاستكمال أركان دولتهم اللادينية تحت اسمها الحركي »الدولة المدنية«.
عجلة القيادة
وماذا عن ثقافة السلام والمقاومة؟
يجب الا تختل في يدنا عجلة قيادة حياتنا.. والا ترغمنا الاحداث علي اليأس والاحباط وهزيمة الروح والإصابة بعقدة اضطهاد الذات القومية والعرقية والثقافية بكسر كل اعمدة النهوض وتمزيق اطواق النجاة.. ان الذي يعنينا ان يعرف العربي القوة الكامنة في إيمانه.. وان يعرف »المسلم« دينه حق المعرفة من دون استخزاء أو اعتذار أو تثبيط نريد ان نعرف جميعاً أننا بدعوة السلام لا نقصد التفريط وأننا بحب السلام نهبُّ للمقاومة لانها غريزة مغروزة في كل كائن حي.. والمقاومة لا تبدأ بقرار ولا تنتهي بأمر.. المقاومة لديها »الترياق« ضد التسمم ليس بديوان »الحماسة« بل بالوعي الايماني المستمد من المداومة علي قراءة القرآن الكريم والمقاومة وسيلة لدفع الظلم والجور والعدوان وهي حق للمستهدف الذي يتربص به اللصوص.
هل فوجئت بما يعلن عن نتائج أولية بخصوص ما تردد عن فوز محمد مرسي؟
لم أفاجأ علي الاطلاق لأن عشمي في الله ان يعوض هذا الشعب بعوض الصابرين وان يكفيه شر القتلة واللصوص الذين لا يتقون الله في آلام هذا الشعب المغلوب علي أمره ولكن كنت ارجو ألا يتم إعلان أي نتائج للمرشحين قبل ان تعتمد النتائج النهائية لان هذا جعلنا جميعا في حالة قلق.
هل تتوقعين حدوث اضطرابات بعد فوز مرسي بمنصب رئيس الجمهورية؟
لا أتوقع حدوث اضطرابات أو مناوءات وأرجو من الشعب المصري ان يحذر ممن يخوفونه والذين من بضاعتهم ان يطلوا من كل الفضائيات ويبثوا سمومهم.. والاحتفال الموجود بميدان التحرير وفي كل مكان بمصر احتفال تلقائي لشعب ذاق العذاب طويلا.. ولا تنسي ابدا ان هذا اليوم 81 يونيو يستحق بكل المقاييس الاحتفال لان هذا اليوم يتم مرور 95 سنة علي انتقالنا من النظام الملكي الي الجمهوري.. كما ان 81 يونيو 6591 هو عيد الجلاء الذي خرج فيه آخر جندي احتلال بريطاني من ارض مصر ثم ان يوم 81 يونيو انتخاب أول رئيس للجمهورية ينتخبه الشعب المصري بارادته الحرة وسط عُرس ديمقراطي اشاد به العالم اجمع بعيدا عن اية خروقات أو مخالفات أو تزييف حتي لو حدث لا يذكر بالنسبة لما مضي.
هل فوجئت بقرار المحكمة الدستورية بشأن حل مجلس الشعب؟
ازعجني كثيرا حل البرلمان لانه اختيار الشعب المصري وهذا البرلمان لم يعط الفرصة ولا الوقت الكافي وهوجم كثير من كل الاتجاهات ولكن نرجو من الله ان يدبر لنا الامر خير تدبير واندهش كثيرا من الذين لا يخجلون من التصريح لأنهم فرحوا كثيرا بحل هذا البرلمان.
هل تتوقعين حل مجلس الشوري والجمعية التأسيسية ولماذا؟
لا أتوقع حل مجلس الشوري ولا أريد لان هذه كلها جهود بشر لا يجب ان تهدر هكذا.. ولا ادري انه قانونا ينسحب هذا علي حل الجمعية التأسيسية من عدمه ولكن الخلافات واردة في كل وقت لانها وجهات نظر محضة في القانون.
هل تتوقعين وجود مواد في الدستور الجديد سيكون هناك خلافات عليها من جانب لجنة إعداد الدستور؟ وما هي المواد التي ترين ضرورة وضعها في الدستور الجديد؟
مشكلة الدستور أو الدساتير السابقة لم تفعل لصالح الوطن ولا حتي المواطن.. وفي رأيي الدستور مثل القسم الجمهوري المهيب الذي ينص علي اقسم بالله العظيم علي ضمانات أربع لو تحققت تغني عن أية ضمانات اخري مطلوبة أو مرجوة هي ان احافظ مخلصا علي النظام الجمهوري وان احترم الدستور والقانون وان اعمل علي حماية امن وامان المواطن والوطن وألا يروع وألا ينتهك حرماته بالتعذيب والتجسس عليه وان ارعي مصالح الشعب رعاية كاملة وخلاصه من الفقر والجهل والمرض وان احافظ علي استقلال الوطن وسلامة اراضيه.
وكلنا نعلم أن الرؤساء السابقين نطقوا هذا القسم بكل خشوع وظلوا حانثين له وارتكبوا مخالفات مسجلة ومعروفة ولم تتحقق الرعاية الواجبة علي أرض الواقع الذي شهد حرمان الشعب من ابسط حقوقه في الرعاية التي تقيه شر الذلة والمهانة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.