دعا خبيران في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي امس التكتل الأوروبي الذي يضم 27 دولة الي ايلاء مزيد من الاهتمام لعلاقاته مع مجلس التعاون الخليجي الذي تتولي دولة الكويت رئاسته حاليا. وقال دانييل غروس مدير مركز دراسات السياسة الأوروبية ومقره بروكسل في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) انه يتفق مع وجهة النظر القائلة ان بروكسل لم تعط مجلس التعاون الخليجي الأهمية الكبيرة التي يستحقها حتي الآن. الا أنه أضاف أن هذا يرجع الي خلافات بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في التكتل. وأوضح أن الناس في بروكسل يريدون القيام بكثير من الأشياء لكنهم لا يستطيعون الا بعد موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وتابع غروس ان دولا أعضاء مثل ألمانيا وايطاليا وفرنسا تصر علي التعامل مع هذه العلاقات بشكل ثنائي مع دول المجلس نفسها لأنها تعتقد بأنها تستطيع الحصول علي عقود مهمة من خلال ذلك. من جانبه قال كريستيان كوخ مدير الدراسات الدولية في مركز الخليج للأبحاث ومقره دبي ل(كونا) انه يتفق بأن الاتحاد الأوروبي لا يولي اهتماما كبيرا بالتطورات التي تحدث في دول مجلس التعاون الخليجي والدور المتزايد الذي تلعبه دول مجلس التعاون الخليجي ليس فيما يتعلق بالشؤون الخارجية والأمنية فحسب وانما في المجالات الاقتصادية أيضا علي وجه التحديد. وأوضح كوخ ان دور الصناديق السيادية كانت له أهمية حاسمة خلال الأزمة المالية العالمية مشيرا الي أن دول مجلس التعاون الخليجي كيانات شديدة الديناميكية والنشاط تعمل في مجال التنمية الاقتصادية علي نطاق واسع. وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي يمكن أن تكون عاملا ايجابيا علي جميع هذه الجبهات ما يجعل الاتحاد الأوروبي بحاجة إلي ايلاء المزيد من الاهتمام تجاه ما يجري في منطقة الخليج. وينظم مركز الخليج للأبحاث ورشة عمل مشتركة حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي والقضايا الاقتصادية العالمية في بروكسل يوم الجمعة. وقال غروس "هذه محاولة لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي ونحن في مركز دراسات السياسة الأوروبية نتناول علاقات الاتحاد الأوروبي مع العالم". وأشار الي أن مركز الخليج للأبحاث في منطقة الخليج ما يجعله علي دراية بالأحداث التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي نفسها "لذلك قررنا أن نوحد قوانا لاقامة حلقة دراسية مشتركة بحضور نخبة متميزة من المسؤولين وعلماء الاقتصاد من الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك". من جانبه أشار كوخ الي أن ورشة العمل المقررة يوم الجمعة المقبل ستبحث بشكل أعمق في العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والامارات العربية المتحدة. وقال كوخ "سنبحث التطورات الاقتصادية الراهنة والأزمة المالية والاقتصادية وتداعيات ذلك علي تنمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي". وفي اشارة الي مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة التي توقفت بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي قال كوخ "أحرز الكثير من التقدم في المفاوضات وعقدت بالفعل مفاوضات جادة في الفترة من 2004-2009". وأضاف "نأمل في الضغط من أجل ابداء المفوضية الأوروبية ومجلس التعاون الخليجي ارادة سياسية للوصول في النهاية الي اتفاق في المستقبل". وتعقد ورشة العمل يوم الجمعة في بروكسل في اطار مشروع (الجسر) حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي الذي يحظي بدعم من المفوضية الأوروبية. وتهدف ورشة العمل الي رصد وتحليل تفاصيل تفاعلات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية مع التركيز علي قضايا العملات وتأثيرها علي الاندماج الاقتصادي لدول مجلس التعاون وقضايا التجارة العالمية واللوائح الخليجية. كما ستركز بشكل خاص علي تحديد مجالات التعاون التي يمكن أن تساهم في تعزيز العلاقات والتنسيق بين الجانبين.