سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفكر السياسي د. نادر فرجاني يفتح النار علي الجميع قبل أيام من إعادة الانتخاب: عدم توحد النخبة السياسية أدي الآن إلي نشأة التيارين المتنازعين علي جثة الثورة
د. نادر فرجانى اثناء حواره مع »الأخبار« لا أستبعد ترشح جمال مبارك في الانتخابات القادمة لا فرق بين حكم النظام السابق والإخوان.. كلاهما استبدادي احتكاري أري صفقة يتم طبخها تكون نتيجتها شفيق رئيساً وأحد الإخوان رئيساً للوزراء كنت اتشبث ببصيص من أمل وأبحث عن مصدر للطاقة الإيجابية استمد منه أنا وغيري بعضاً من الانشراح وسط حالة العبوس والتيه التي تعيشها غالبية الشعب المصري بعد اعلان نتائج المرحلة الأولي من الانتخابات الرئاسية. سعيت الي المفكر السياسي الكبير وأستاذ العلوم السياسية الدكتور نادر فرجاني. لكن واقعيته الشديدة بدلت الغيام في عيني الي عتمة. فالثورة لم تنجح سوي في إسقاط رأس النظام السابق، والمرحلة الانتقالية التي قضينا فيها ما يقرب من عام ونصف أسيئت ادارتها عن عمد علي يد المجلس العسكري من أجل الإبقاء علي النظام القديم. كما ان هناك صفقة بين المجلس العسكري والإخوان يتم إنضاجها الآن من أجل تتويج طاغية جديد سواء كان من النظام القديم أو من الإخوان باعتبارهما اكبر القوي السياسية. استغرقتنا دوامة الأحداث الجارية بحثاً عن اجابات لأسئلة حائرة وأجلنا تصور خارطة الطريق لمصر الجديدة حتي تستقر الأوضاع ونعرف من هو الرئيس القادم وكي سيحكم مصر وكيف ستكون علاقته مع القوي الثورية التي تمثل أغلبية عددية حسب نتائج الجولة الأولي من الاقتراع الرئاسي لكنها متناثرة. كيف تري الحكم الصادر مؤخرا بالسجن المؤبد للرئيس السابق وتبرئة نجليه ؟ الحكم جاء مخيبا للآمال من حيث المبدأ وغاب عنه عنصر العقاب العادل. السجن المؤبد للرئيس المخلوع معناه فقط زيادة تكلفة علي الدولة من أجل تجهيز وتحسين ظروف حبسه في إقامة 5 نجوم ليقضي أيامه الأخيرة علي نفقة الدولة وفي اعتقادي سيأتي رئيس يمنحه عفواً .ولو نجح مرشح النظام القديم سيكون اول قرار له هو العفو عن مبارك وأسرته ولا استبعد حينها ان يترشح جمال مبارك للرئاسة بعد اربع سنوات اما لو فاز المرشح الإسلامي فلا استبعد ان يستمر تأثير نظام الحكم القديم علي الرئاسة. هل لديك تفسير لحالة الحيرة التي يعيشها الآن قطاع كبير من الشعب المصري قبل انتخابات الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين محمد مرسي وأحمد شفيق؟ ملخص الوضع الحالي هو اجبار الشعب علي المفاضلة المُرة بين استمرار النظام الذي قامت الثورة من اجل اسقاطه ولم تنجح بعد وبين استيلاء الإسلام السياسي علي المجتمع والدولة وهي النتيجة المنطقية لإساءة حكم المرحلة الانتقالية بواسطة المجلس العسكري. المجلس العسكري كان أحرص مايكون علي شيئين. الأول : هو الحفاظ علي النظام التسلطي الفاسد الذي قامت الثورة من اجل إسقاطه ، والحرص الثاني هو ان تتصدر قوي الإسلام السياسي الساحة السياسية في مصر هل تقصد ان الوضع الحالي متعمد؟ بأي هدف؟ كي يسفر عن الاختيار المر الذي نحن أمامه الآن إما استمرار النظام السابق الذي قامت الثورة لإسقاطه أو هيمنة الإسلام السياسي أو قيام تعايش بينهما والبدائل الثلاثة تؤدي الي إجهاض الثورة الشعبية العظيمة التي قامت في مصر ماذا لو فازوا؟ وماذا يستفيد المجلس العسكري لو فاز الإخوان المسلمون؟ الهدف الأساسي هو ما أشرت اليه بالإبقاء علي النظام القديم الذي قامت الثورة لإسقاطه ولم تنجح حتي الآن إلا في إبعاد رأسه، لكن النظام كما هو قائم سواء بفساده أو استبداده. مصدر الحرص علي تيار الإسلام السياسي لأن تقدير السلطة الانتقالية هو ان الإسلام السياسي هو القوة الأكبر في المجتمع وبالتالي يريدون الحفاظ علي وفاق معه بصرف النظر عن التوتر الذي يمكن ان ينشأ بين الحين والآخر في حدود التوافق التاريخي هناك كتلة حائرة تقف في منتصف الطريق بماذا تنصحها؟ الكتلة الحائرة التي لا ترضي باستمرار النظام السابق او بتحكم الإسلام السياسي في الدولة والمجتمع عليها ألا تستكين للعبة الحالية ، تلك الكتلة التي تناصر اهداف الثورة عليها ألا تسمح لأحد الفريقين المتنازعين علي جثة الثورة أن يدعي ان لديه تفويضاً شعبياً كبيراً. فإما ان يقاطعوا الانتخابات في جولة الإعادة أو علي الأقل يبطلوا أصواتهم. وأنا أفضل المقاطعة لأن إفساد الصوت يعني الحرص علي العملية الانتخابية وعادة لاتظهر في النتائج بوضوح ، لكن المقاطعة ستوضح موقف الشعب وتبين عدم اقبال الشعب وبالفعل سبق ان قاطع الشعب انتخابات الشوري وستبدو آثارها في جميع وسائل الإعلام ان الشعب غير مهتم. فليحاربوا هم معركتهم وليتركوا الشعب ليحرص علي ثورته. تقصد أن ننتظر ونبدأ في التحدث مع من يفوز؟ لا المشكلة أن هذا الصراع علي جثة الثورة سيمزق أحشاء المجتمع،و لن يكون صراعاً سلمياً ولا هادئاً. كلا الطرفين ليس مشتهراً بالصراع السلمي علي السلطة، وكلا الطرفين لديه نوازع شريرة وعنيفة. تعهدات مكتوبة ما رأيك في الدعوات التي ظهرت مؤخراً بمرشحي الإعادة بالتوقيع علي تعهدات مكتوبة؟ هذه المطالبات تثير دهشتي. هل توجد مثل هذه السذاجة السياسية؟ هل هناك مثل هذا القدر من قلة الحيلة؟ من يطلب تعهدات ويتصور انه ستكون لها قيمة ساذج. لكن حتي لو قاطعنا في النهاية سيفوز أحد المرشحين؟ فعلاً في النهاية بالتأكيد سيقومون بترسيم "ملك" جديد سواء كان من النظام الجديد أو من الإسلام السياسي وسيخلقون طاغية جديدا بأي شكل من الأشكال. لكن ليتحملوا هم الجُرم التاريخي. وأي طاغية جديد سيؤدي الي اشتعال موجة ثانية من الثورة الشعبية . تتوقع إذاً ثورة ثانية؟ حتماً ستحدث.موجات تالية من الثورة الشعبية لأن الثورة لها مبررات موضوعية هي ما أسميه المزيج السام من الفقر والقهر، وسيزداد ويتفاقم في وجود أي من الطرفين المتصارعين علي جثة الثورة الآن ولأن الثورات لاتنتهي في أيام أو شهور خصوصاً لو كانت القوي المعادية لديها مصالح جمة وشرسة لن تتنازل عنها بسهولة وما شهدناه منذ يناير 2011 هو الموجة الأولي لثورة شعبية عظيمة وقبها بشهور كانت المبررات الموضوعية هي تصاعد الاحتجاج الشعبي الذي يسمونه الآن "احتجاجات فئوية" تراكم هذه الاحتجاجات هو ما أدي موضوعياً الي نشوء الثورة. شئ من هذا سيحدث في الشهور القليلة القادمة أيا من كان من سيركب علي رأس النظام. سيكون لها موجات متتالية ان شاء الله الي ان تنجح احدي هذه الموجات في الوصول الي السلطة وتحقق غايات الثورة أخيراً. الأمل الحقيقي في موجة أو موجات ثانية من الثورة الشعبية قانون العزل كان هناك بصيص من أمل في إقرار قانون العزل السياسي واضح انه من ضمن مظاهر الحرص الشديد علي اجهاض الثورة هو تضييع هذه الفرصة وتثبيت الارتباك التشريعي والتخبط الدستوري الذي انتجته المرحلة الانتقالية بإساءة حكم المجلس العسكري. والمحكمة الدستورية تؤجل النظر في قانون العزل حتي 12 يونيو والمحكمة الدستورية تؤجل البت في دستورية مجلس الشعب .. واضح ان هذا الارتباك والتخبط متعمد بحيث يمهد لعقد صفقات سوداء داخل الغرف المغلقة. كيف سيكون الحال لو صدر قانون العزل السياسي فعلاً؟ المفترض ان تعاد الانتخابات وساعتها يجب ان تتوحد القوي الثورية وهنا يجب ان يجتمع حمدين صباحي وعبد المنعم ابو الفتوح وسينتصر التيار الثوري. لكنني اقول لك من الآن ان هذا احتمال مستحيل الحدوث في رأيي .. ولن يصدر قانون العزل السياسي!! معالم الصفقة حتي لو لم يكن الفائز استمراراً للنظام القديم؟ أياً كان الفائز. لقد بدأت معالم الصفقة تتضح. فريق النظام الساقط يعد الإسلام السياسي بالحكومة. والمعلم الرئيسي للصفقة التي يتم طبخها الآن في رأيي هي شفيق رئيساً مع شخص من الإخوان يتولي رئاسة الحكومة. أما المعالم الفرعية فستتوقف علي مدي ما يُسمح به لمجلس الشعب أو ما يُسمح به للحكومة. من الممكن أيضاً ان يكون للصفقة حواشي وملحقات وبنود سرية مثل اتفاقية كامب ديفيد وممن الممكن ان يكون احد ملحقات الصفقة هو العفو عن مبارك وأسرته ربما تحت ستار سماحة الإسلام مثلاً والعفو عند المقدرة. في ضوء سيناريو الصفقة كيف تري العلاقة بين شفيق رئيساً وبين مجلس البرلمان أوالحكومة؟ هذا يتوقف علي الحواشي والملحقات السرية للصفقة . وبالطبع وفق ما أراه ستكون العلاقة بعيدة عن أي صدام ولن يقوم مجلس الشعب بأداء واجبه الحقيقي في مراقبة السلطة التنفيذية والحكومة كما ينبغي. لأنه زيتنا سيكون في دقيقنا.وسيكون كم التنازل متوقفا علي تقدير المجلس العسكري للقوة الانتخابية الحقيقية للتيار الإسلامي، أو مدي رغبته وقدرته علي اتخاذ اجراءات استثنائية لدعم شفيق في الانتخابات الصورية التي ستجري علي أي حال. الخوف الحقيقي يكمن في غياب حكم ديموقراطي حقيقيعن مصر بعد سلسلة الانتخابات التي جرت وهذا هو مبرر الارتباكواستمرار مزيج الخوف والقهر الذي سيساعد علي اندلاع الموجة الثانية من الثورة الشعبية. كأنك تصر علي رؤية قدر من التعمد فيما يحدث الآن. هذا الكلام ليس جديداً فقد بدأت بوادره منذ خروج النصيحة السيئة التي قدمها طارق البشري باجراء الانتخابات النيابية قبل وضع الدستور ر وتمسك بها المجلس العسكري ليضمن هيمنة الإسلام السياسي علي البرلمان. وبعد ان استقرت هذه الهيمنة دخلنا في الإعلان الدستوري والإعلان المكمل. حتي طارق البشري الذي أعطاهم الوصفة هب وقال لهم ليس من سلطتكم عمل الإعلان الدستوري المكمل لأن هذا يعتبر اغتصابا للسلطة التشريعية في وجود البرلمان المنتخب. دعنا نستعرض كلا "السيناريوهين" ماذا لو فاز الإسلام السياسي، أو بقايا النظام القديم؟ ما أراه اننا سنكون كالمستجير من الرمضاء بالنار. وأنا لست معنياً بالمفاضلة بين الخيارين. وسيكون النظام في كلا الحالين نمطا شموليا استبداديا بالضبط مثل النظام الذي قامت الثورة لإسقاطه ولاحظي انني استخدم هذا التعبير كثيراً لأن الثورة لم تسقط النظام السابق حتي الآن. وفي الحالتين سيكون لدينا اقتصاد شمولي، احتكاري، تجاري، غير منتج، نظام رأسمالي منفلت يؤدي الي انتاج تراث الظلم الاجتماعي القائم علي الفقر والقهر الذي انتجه النظام القديم. ولا أحد من المرشحين الاثنين يقدم مبررات تغيير هذا النظام. ألا تري أي فارق في السياسة الاقتصادية لكلا المرشحين أو بين المشروعين المعروضين أمام الشعب؟ النموذج الماثل امامي هو ان مشكلة النظام الاقتصادي السابق هو نظام الاحتكار، كل السوق في ظل الرأسمالية المنفلتة كان محتكراً علي يد أحد اعضاء عصابة الحكم، بالمقابل لا يوجد في منطق تيار الإسلام السياسي وبرامجه أي نية لتغيير هذا. فبدلا من ان يحتكر السوق شاب حليوة خريج الجامعة الأمريكية سيكون شخصاً ذا لحية طويلة وحسب ولقد حدث هذا في بلدان أخري. آفة الاحتكار هل معني ذلك اننا فقدنا كل أمل في انتاج نظام اقتصادي نهضوي بعد الثورة؟ في موجة تالية من الثورة تطيح بالنظام الاستبدادي التسلطي الذي كان قائماً. وما أراه الآن ان المبررات الموضوعية لقيام موجة تالية من الثورة الشعبية ستكون قائمة لأن آليات عمل الطرفين المتنازعين علي السلطة الآن ليست مختلفة. الاقتصاد المصري لن ينصلح حاله إلا لبعض الأشخاص الجدد الذين سيحصلون علي الاحتكارات الجديدة بدلا من عز وأمثاله.ولو لاحظت البرنامج الاقتصادي لحزب الحرية والعدالة وليد الإخوان المسلمين لن تجدي كلمة واحدة فيه ضد الاحتكار مع انه مرفوض اسلامياً ومعاقب عيه شرعاً وهناك أمر آخر، ان كل الثروات التي جمعها اغنياء الاسلام السياسي حققوها عن طريق الشراء ثم البيع بهامش ربح . ولم ينشئ احد منهم مصنعاً او مزرعة. وهم يتمثلون بأن تسعة أعشار الربح في التجارة. مع ان التجارة وحدها لا تنهض بالاقتصادات ولا بالسياحة. المجتمعات تنمو بقطاعات انتاجية قوية. يعني طلعت حرب الخاص بتاعهم او سيدنا موسي كيف حقق ثروته؟ كان يستورد الأثاث الفاخر من تركيا ويبيعه للأثرياء في مصر. أو عن طريق استيراد السلع المعمرة وبيعها في النقابات التي سيطر عليها التيار . ألم يكن هذا قائما من قبل؟ أعني انها ليست بدعة إخوانية؟ نعم هذا هو المنطق نفسه الذي كان سارياً ايام مبارك، رأسمالية تجارية منفلتة. وكان من يقيم مصنعا او مزرعةيعد غير رشيد اقتصاديا ، أما من يعرفون من اين تأكل الكتف فلا يكلفون انفسهم بالخوض في مشاكل العمالة والادارة وادوات الإنتاج. ومشكلة الاحتكار ليس فقط في انه ينطوي علي ظلم اجتماعي لكنه أيضاً يقتل الطاقة والقدرة الإنتاجية وإمكانية رقي المجتمع. هذا التصور المعتم مع كلامك السابق -لو صح - بوجود صفقة سياسية فهذا يعني ان الثوار لهم الله؟ الثوار لهم الله ولهم الشعب من بعده. يجب ان نقارن الوضع الحالي بالأيام الأخيرة في نظام حسني مبارك، لم يكن احد يتصور وكان النظام البوليسي القهري " كابس" علي نفس المصريين حتي "بططهم" انه ستقوم ثورة شعبية بعد شهور قليلة تسقط رأس النظام. الوضع الآن في مصر - في تقديري- علي جميع محاور القهر والإفقار أسوأ كثيراً مما كان في عصر مبارك. الآن الفقر أشد، القهر أشد، الظلم الاجتماعي أشد، الغلاء أشد. القهر موجود باستثناءات شكلية وعلي المحيط الخارجي فقط . يعني مثلا هناك قدر مجرد قدر هامشي- من حرية التعبير لكن من يجرؤ علي الخروج في مواجهة السلطة يتم سحله ويسحق بالمدرعات. وهناك أمل فقط اذا وضعنا ثقتنا في الشعب .. هذا هو أملنا الوحيد ويجب ان يكون اعتمادنا الأساسي. حين تقوم الموجة التالية من الثورة سيجد الثوار أنفسهم في مواقع الحكم ربما بعد عدة سنوات. أخطاء النخبة السياسية لكنك تتنبأ الآن بتمزق احشاء المجتمع المصري والشعب منقسم حالياً وبصرف النظر عن حديث التزوير ليس من الصواب تجاهل ان هناك خمسة ملايين من الناخبين صوتوا لشفيق عن اقتناع؟ الشعب سيدفع الثمن وربما يأتي عقاب المفسدين في صورة محاكمات ثورية لكن من يتحمل مسئولية هذا الجُرم التاريخي من يقومون علي السلطة الآن.مع ذلك يجب ان نعترف بأن التيار المحسوب علي الثورة ارتكب أخطاء فادحة. يعني لجنة المائة حاولت التوفيق بين حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وكلاهما رفض. انما في النهاية الشعب اعطي معسكر الثورة 9 ملايين صوت بينما أعطي الإثنين الآخرين أقل من ذلك. يعني لو هناك عدل يصبح معسكر الثورة هو الرابح لا الفلول ولا الإخوان. هل تقصد ان العيب في قيادات الثورة؟ العيب الي حد ما في النخب السياسية التي لم ترق الي مستوي الحدث. وغلطة الشاطر بعشرة. الثورة انضحك عليها وقت تخلي الطاغية المخلوع وكانت القيادات في غاية السذاجة عندما اهدوا الثورة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لكن ما أريد التأكيد عليه هو ان أغلبية اصوات الشعب ذهبت لمعسكر الثورة حتي في هذه الانتخابات المعيبة اي أن التأييد الشعبي للثورة العظيمة مازال متوهجا. الثمن الفادح ما طبيعة الثمن الفادح الذي قلت ان الشعب سيدفعه؟ فترة طويلة نسبيا من الارتباك المجتمعي وربما العنف بين من في السلطة سواء كان من النظام القديم او من الإسلام السياسي. لا تنسي ان برلمان الإخوان الحالي أصدر قانوناً لتقليل التظاهر. أليس هناك أمل أن يعود اخوان لصف الثوار ويحدث التآلف المنشود؟ هذا عشم ابليس في الجنة. الإخوان لم يكونوا أبداً في الثورة إلا حينما كان ذلك مطلوباً منهم. مرة من عمر سليمان ومرة حين شعروا ان الثورة ستنتصر ليركبوا عليها مرة ثانية.حينما كان الثوار يتحدون ويتعرضون للدهس بالمدرعات كان الإخوان خارج العملية. هل تظن ان الاستقطاب الحالي كان سيصبح أقل حدة لو كان عمرو موسي هو من دخل الإعادة كما ذكرت استطلاعات الرأي؟ عمرو موسي كان هامشياً في كل شيء.ولم تكن لديه أي فرصة علي الإطلاق. الاستطلاعات التي تذكرينها كانت استطلاعات مصنوعة وموجهة. وأي جهة أجرت استطلاعا للرأي يجب ان يحكم عليها بعد اجراء اي استطلاعات أخري قادمة. لو هناك محكمة للعلم لحكمت عليهم هكذا.فإما انهم كانوا يجرونها علي المقاهي أو انهم كانوا يعملون علي عينات بالغة التحيز. وإذا كانت هذه الاستطلاعات جعلته يتصدر المركز الأول فكيف حصل علي هذه النسبة الضئيلة من الأصوات لو كانت الانتخابات نزيهة بالقدر الذي يزعمون؟ هل صعود شفيق المفاجئ لانتخابات الإعادة هو الشكل الهادئ للانقلاب العسكري الذي كان يتم التلويح به من قبل في حالة تفاقم الفوضي؟ لا. الانقلاب العسكري تم بالفعل يوم 10 فبراير حين اجتمع المجلس الأعلي للقوات المسلحة بدون رئيسه وقتها مبارك. والنتيجة المنطقية ان الانقلاب قام للحفاظ علي النظام القديم الذي هو جزء منه. الانقلاب قام علي رأس النظام للحفاظ علي باقي النظام. تفكيك الدولة وتركيبها قبل ان نصل لمرحلة الإعادة الانتخابية كنت اتصور ان مهمة الرئيس القادم ستشبه ما قام به عبد الناصر بعد قيام ثورة يوليو وهي تفكيك الدولة وإعادة تركيبها بما لا يهدم مفاصلها. أقصد نهضة وبناء حقيقيين. الآن حديثك أطاح بكل ما كان يدور في ذهني وأذهان الكثيرين؟ الآن نحن نفاضل في الإعادة بين مرشحين أحدهما متهم في قضايا فساد والآخر هو صوت مرشده ما المدي الزمني الذي تتوقعه لقيام الموجة الثانية للثورة الشعبية؟ شوفي .. بالحساب العادي نحن استغرقنا ثلاثين سنة حتي تقوم الموجة الآولي من الثورة في يناير 2011. لكن أهم شئ حققته هو انكسار حاجز الخوف. مع استمرار القهر والظلم اعتقد ان المدة ستكون أقصر ربما من ثلاث الي خمس سنوات. ولدينا امل ان تنتصر الثورة التالية ولا تسلم قيادها لأحد يختطفها.