رضا محمود جربت أحاسيس المواطن المصري المغترب عندما يقرأ خبرا عن وقوع حادثة من الحوادث في أي ناحية أو مكان علي أرض المحروسة حتي لو كانت هذه الحادثة بسيطة ولم ينتج عنها أي إصابات.. النار المشتعلة في كوم زبالة يشعر بها وكأنها حريق ضخم في كل آبار البترول، ويتخيل لبعده آلاف الأميال أن النيران أمسكت بكل بيت في قري ونجوع وشوارع وحواري أرض الكنانة حارة وزقاقا! الخبر الذي يصل إلي مسامعه عن خناقة بسيطة بين اثنين يشعر به وكأن في مصر حربا أهلية وليست مجرد مشادة عادية كالتي تحدث كل يوم ولأتفه الأسباب مئات بل آلاف المرات . يزيد الطين بلة أن وكالات الأنباء ومحطات التليفزيون تتعمد سكب الزيت علي النار البسيطة فوق سطور أي خبر يخرج من القاهرة، فيشعر المغترب المسكين البعيد عن أرض الوطن لأي سبب من الأسباب بالرعب والخوف والحزن الشديد، ويلعن اليوم الذي غادر فيه البلاد، وتمني لو أنه يمتلك صاروخا وليس طائرة ليقذفه في الهواء ليعبر به في ثوان معدودة كل البحار والجبال والحواجز لكي يصل في التو واللحظة إلي أرض الكنانة فيكون بين أهله وذويه ليدفع ويصد الأذي عن تراب بلده ويتمني لو يفدي مصر بروحه ودمه وكل ما يملك من أجل ألا تصاب ولو بخدش بسيط. عشت كل هذه المشاعر والأحاسيس وأنا موجود خارج البلاد في مهمة عمل صحفية وأنا أسمع عن الأحداث وردود الأفعال في الشارع المصري بعد أن أصدرت المحكمة حكمها علي حسني مبارك وابنيه والعادلي ومساعديه، والتي أغضبت الملايين التي كانت تتوقع الأحكام أشد من ذلك. يارب احفظ مصر الحبيبة من كل مكروه وفتنة، والهم العقلاء فيها الرشد والحكمة حتي تعبر وتتجاوز هذه الأيام الصعبة والحساسة.. اللهم آمين.