أصدرت الأممالمتحدة لأول مرة في تاريخها تقاريرًا عن حقيقة الوضع المأسوي والكارثي في قطاع غزة، وهو التقرير الذي استشاطت إسرائيل بسببه غضبًا. جاء في التقارير أن المجاعة في قطاع غزة وصلت إلى الدرجة الخامسة، في ظل سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان القطاع. غزة تصل لأعلى وأخطر مستوى للجوع في العالم يعني وصول المجاعة إلى الدرجة الخامسة أنها وصلت، بحسب القانون الدولي واللوائح الرسمية للأمم المتحدة، إلى أعلى وأخطر مستوى للجوع في العالم. ويقول الخبير في الشأن السياسي والعالمي، الكاتب الصحفي محمود علام، إن هذه هي المرة الأولى التي تسجل فيها الأممالمتحدة المستوى الخامس لدرجة المجاعة في أي منطقة بالعالم خارج قارة أفريقيا. انهيار النظام الصحي تضمنت التقارير أيضا الإشارة إلى انهيار النظام الصحي داخل القطاع، وتفشي الأمراض بين سكانه بسبب سوء التغذية وضعف المناعة، خاصةً في ظل عدم وجود أدوية أو مستلزمات طبية. ولفتت التقارير إلى أن الأرقام الرسمية نوهت إلى أن حوالي 112 طفلًا لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية، علاوة على الكبار الذين تخطى عددهم المئات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بعد صدور هذه التقارير، إن الأزمة في غزة ليست طبيعية، ولكنها "مجاعة مصنوعة بالكامل بإيد إسرائيل" على حد تعبيره. كما وصفت الأونروا المجاعة في غزة بأنها "مجاعة متعمدة" في ظل استخدام الاحتلال الجوع كسلاح حرب. أهمية صدور تقارير المجاعة عن الأممالمتحدة يوضح "علام" أن صدور مثل هذه التقارير يعني توثيقًا قانونيًا دوليًا للجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا ما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يغضب منها بشدة، ويصفها بأنها افتراء وكذب. وذكر "علام" أن "نتنياهو" أكد في تصريحات إعلامية، أنه لا توجد أي مجاعة في غزة، وأن المجوعين الحقيقين هم الأسرى الإسرائيليين المحتجزين داخل القطاع. كما يوضح الخبير في الشأن السياسي والعالمي، أن صدور مثل تلك التقارير الأممية ينفي ادعاءات إسرائيل المتكررة بأن جيشها هو الأكثر أخلاقية في العالم، خاصةً بعد تأكيد صحيفة الجارديان البريطانية على أن 83% من الذين استشهدوا في غزة كانوا من المدنيين، وهو أكثر دليل على الإبادة الجماعية.