إبراهيم سعده كتبت أمس الأول معلقاً علي افتراء الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح علي الرئيس الراحل أنور السادات الذي وصفه بأنه "باع مصر" عندما وقع معاهدة السلام التي لولاها لما عادت سيناء إلينا وربما ظلت حتي اليوم تحت سيطرة المحتلين الصهاينة! من بين الرسائل التي تلقيتها تعليقاً علي هذا المقال اخترت رسالتين لنشرهما اليوم. الأولي تؤيد ما كتبته وتضيف إليه توضيحات وتفسيرات جديدة، أما الرسالة الثانية فقد اكتفي كاتبها بإبداء رأيه في شخصي وفي كل ما كتبته خلال العقود العديدة الماضية. الرسالة الأولي وصلتني من الأستاذ الدكتور كرم رمضان أستاذ القانون والمحامي بالنقض وجاء فيها: [كل الحب والتقدير وأشكرك علي غيرتك الحقيقية علي الزعيم الخالد /محمد أنور السادات، ذلك الرجل النوراني المبارك الذي لم ولن يتكرر، وسيجزيك الله خيرا علي هذه الغيرة الربانية الأصيلة وادعو الله ان يجمعني وإياك بالسادات في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ولكني أعتب عليك لومك علي المرشح الرئاسي الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح. فالرجل تكلم كما يري ويعتقد. وهو من اهل البصر لا البصيرة. بل اكاد اجزم من خلال آرائه انه عديم البصيرة تماما، وصدق رب العالمين »فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور«. وفي النهاية هذا لا يعني انه رجل سييء بل قد تحدث وفقا لمحدودية رؤيته التي مع ذلك قد تكون خيرا من غيرها فهو كما قلت في مقالك وان كانت كارثة "أبرز الاخوان المنفتحين"، ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. وبالطبع كلامي لا ينصب عليه وحده لكن حظه العاثر أوقعه في رجل الشهيد الخالد أنور السادات يسخر له الله من يدافع عنه. الدكتور ابوالفتوح وغيره من المرشحين الاسلاميين وغير الاسلاميين من ناصريين وأدعياء للثورة اهل بصر لا بصيرة من اهل الرسوم لا الفهوم، ضربت علي بصائرهم الحجب وحرمهم الله نور الفهم فخاب سعيهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. يرون الحق حكرا لهم وهم للأسف من المتعصبين للفرعيات. تسيطر علي مسالكهم وآرائهم أمراض نفسية ومسالك معوجة. فظن من رفعوا شعار الدين انهم وحدهم اهل الدين والإيمان . وظن من رفعوا شعار الثورة انهم وحدهم الثائرون المصلحون وهي دعوي سيسألون عنها .. ولذا لا تجد بينهم و بين اهل القلوب ذرة تقارب فينفرون ويهاجمون ويسفهون. وقد يكفرون رجالا لو انفقوا أعمارهم ما بلغوا عشر معشار ذرة من قدر ومقام هؤلاء. من هذه النوعية من ينعقون بلا أدب علي الرجل الصالح المبارك الشهيد انور السادات، ويلعنون المفتي المستنير الدكتور علي جمعة، ويسبون الفيلسوف الروائي الحكيم نجيب محفوظ، ويلعنون الرئيس مبارك ويجردونه من كل فضيلة وقد يكون من وجهة نظري المتواضعة رغم عيوبه أفضل من كل المرشحين ومني شخصيا.. وقد كنت انتوي الترشح للرئاسة لكن الله سلم. المشكلة ليست في الناعق انما كما قال الإمام علي - كرم الله وجهه - في الهمج الرعاع اتباع كل ناعق, ولا يغرك كثرتهم أو قدرتهم او شهرتهم فإن تتبع أكثر اهل الأرض يضلوك. مصر بين يدي الله ولن يحكم في ملك الله الا من أراد الله. وأدعو الله أن يقيض لمصر مستنيرا صاحب بصيرة وايمان حقيقي نراه بلا شعارات. ولكن قد يكون هناك ابتلاء وتتولي أمرنا نملة حمقاء تنظر للجبل باستعلاء أو ببغاء زنجباري منتوف الريش، متقلب الآراء. وهؤلاء لن يقتنعوا الا عندما يعلمون يقينا عند من لا معقب لحكمه أن جبالا من دينهم الشكلي لا تساوي ذرة من عمل قلب رجل مثل انور السادات. وعندما اقول ذلك أنا لا أجرح أو أنتقص ولا مصلحة لي مع احد، بل انطلاقا من خوف حقيقي علي هؤلاء المتمسكنين ومؤيديهم المساكين حسني النية، والطريق الي جهنم مفروش بالنوايا الحسنة. وبمناسبة الانتخابات.. اخترت مرشحي لا لأنه الأكفأ، أو لأنه صاحب خبرة تنفيذية وميدانية، أو لأنه صاحب وجه سمح، أو لأنه اصيل لم يتسلق علي أكتاف مبارك كغيره، وإنما اخترته فقط لأنه رجل سوي]. أ. د. أكمل رمضان أستاذ القانون والمحامي بالنقض أما الرسالة الثانية فقد فضل كاتبها عدم ذكر اسمه مكتفياً بالتوقيع عليها ب "مواطن مصري حر" وكانت كالآتي: [مقالك المنشور في جريدة "الاخبار" 18مايو 2012 وجدت فيك كما عهدتك "مطبل لكل نظام". فكما كنت مطبلاً للعهد: الناصري، والساداتي، والمباركي، فأنت مطبل الآن لعهد المجلس العسكري (..) وواضح جدا كرهك للثورة وللاحرار (..) وتريد لمصر العودة لعصر الظلام علي يد احمد شفيق أحد رجال مبارك، وأحد النظام الذي أذاق مصر الويل (..). لا اقول لك الا أنك سقطت من قبل ان تكتب، وليس لك أي مصداقية عند اي فرد.. لان من عاش منافقا مثلك لا ينتظر ان يكون حرا، ومن عاش العبودية لبشر لا يكون حرا (..) وكما انك اعطيت لنفسك حق ادخال الجنة بوصفك ان السادات في الجنة هل انت إله حتي تحكم؟!.. واخيرا: أمثالك يجب ان يُذهب بهم الي المتحف.. لا كأثر نادر لكن كصنم بدون عقل]. "مواطن مصري حر" .. ولا تعليق.