شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    مشاركة فعالة لجامعة قناة السويس في مؤتمر تفعيل القيادات الطلابية باللجان الرياضية    «التنظيم والإدارة» يعلن توقف الامتحانات بمركز تقييم القدرات.. لهذا السبب    وزير الشؤون النيابية: الحكومة تقدم أجندة تشريعية مرنة كل دورة برلمانية    سعر الحديد مساء الجمعة 22 أغسطس 2025    محمود فوزي: الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم وحماية الفئات الضعيفة    وقفة للجالية المصرية بفرنسا دعماً لمصر ورفضاً لأي اعتداء على بعثاتها الدبلوماسية    حماس: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي اعتراف بجرم يرقى للتطهير العرقي    المجاعة تهدد نصف مليون في غزة.. كيف يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل؟    حماس: تصريحات كاتس «اعتراف بجرم يرقى للتطهير العرقي»    زيلينسكي: لا يوجد أي اتصال مع روسيا بشأن محادثات السلام    وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يدينون خطة إسرائيل الاستيطانية الجديدة    لا يخسر في بريميرليج و18 مساهمة.. هل يواصل صلاح إسقاط ضحيته "نيوكاسل"؟    فانتازي يلا كورة.. ارتفاع سعر ريتشارليسون.. وانخفاض عدة لاعبين    بروكسي يتعادل مع مالية كفر الزيات في افتتاح مباريات دوري المحترفين    «حماة الوطن» ينظم حلقة نقاشية حول تعديل قانون الرياضة    حبس متهم لإدارته ورشة لتصنيع الأسلحة البيضاء بالشرابية    «تسريب غاز».. مصدر أمني يكشف سبب صوت الانفجار بموقف سيارات ملحق بمطار القاهرة    ضبط سائق لاستيلائه على سيارة ومبلغ مالي من شركة بالسلام    بعد مداهمة وكر التسول.. حملات مكثفة لغلق فتحات الكباري بالجيزة| صور    6 مصابين من أسرة واحدة في حادث انقلاب سيارة ملاكي في بني سويف    "أحرج معجبة حاولت مصافحته".. علي الحجار يثير الجدل:"مينفعش يعني"    بادشاه لسعد القرش.. قصص فلسفية شاعرية تشتبك مع القضايا الكبرى    الوادي الجديد تبحث إنشاء منصة إلكترونية للمواقع السياحية والأثرية    "قالتلي إلحقني".. محامي شيرين عبد الوهاب يصدر بيان بشأن عودتها ل حسام حبيب    التفاؤل ماليهم.. ما هي الأبراج التي لها نظرة إيجابية ؟    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    الحبس عامين ل تارك صلاة الجمعة في ماليزيا.. أحمد كريمة يكشف الحكم الشرعي    نجاح عملية دقيقة لاستئصال ورم بالمخ وقاع الجمجمة بمستشفى العامرية العام بالإسكندرية    الكروم ومرض السكر.. مكمل غذائي مساعد لا يغني عن العلاج الدوائي    عميد طب القصر العيني يتابع جاهزية البنية التحتية استعدادًا لانطلاق العام الدراسي    "درويش" يحقق قفزة كبيرة ويتخطى 20 مليون جنيه في 9 أيام    ضبط لص حاول سرقة حقيبة من شخص فى العمرانية    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    الكشف الطبى على 276 مريضا من أهالى قرى البنجر فى قافلة مجانية بالإسكندرية    فورين بوليسي: منطقة "دونباس" مفتاح الحرب والسلام في أوكرانيا    مصر تحصد فضية الريشة الطائرة بالبطولة العربية المدرسية بالأردن    حقيقة حرمان خريجي البكالوريا من الالتحاق بعدد من الكليات    مرموش: لم تفاجئني بداية إيكيتيكي مع ليفربول.. وصلاح الأفضل    ضبط 400 قضية مخدرات وتنفيذ 83 ألف حكم قضائي خلال يوم    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    العين مرآة العقل.. وهذه العلامة قد تكشف مرضًا عقليًا أو اضطراب نفسي    محافظ مطروح يستقبل رئيس جامعة الازهر لافتتاح مقر لكلية البنات الأزهرية    الاقتصاد المصرى يتعافى    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    «التسامح والرضا».. وصفة للسعادة تدوم مدى الحياة    دعمًا للأجيال الواعدة.. حماة الوطن يكرم أبطال «UC Math» في دمياط    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    صحيفة عبرية: نتنياهو يشجع بن جفير وسموتريتش على تقويض فرص التوصل إلى اتفاق    ناقد رياضي: بن رمضان اللاعب الأكثر ثباتًا في الأهلي.. ومواجهة المحلة صعبة    ثائرٌ يكتُب    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ الصحفيين الكاتب الكبير عبدالرحمن فهمي يفتح ل »الأخبار«.. خزائن أسراره:
سوزان كانت وراء اختيار زوجها نائباً للرئيس السادات
نشر في الأخبار يوم 21 - 08 - 2011

لم أكن أتصور أنني حين أجلس أمام شيخ الصحفيين الكاتب الكبير عبدالرحمن فهمي ورائد الكتابة الرياضية، سوف أعثر علي كنز من المعلومات التاريخية التي ربما لا يعرفها إلا القليل سواء داخل الوسط الصحفي أو من القراء، ورغم رحلته الطويلة مع الأيام والسنين التي استمرت من عام 9291 وحتي اليوم.. إلا أنه مايزال يتمتع بلياقة ذهنية عالية.. كثيراً ما تبدو في كل ما يكتبه في الصحف وفي عمود الشهير، وحين نعود لحديث الكنز الذي كان بمثابة مفاجأة كبيرة لي وربما لكم أيضاً.. نجد أن ما به من معلومات قد ارتبطت أغلبها بشدة بأيام النظام السابق، وكيف وقف زعيمه أمام إرادة القضاء الذي نادي بإرجاع الحقوق لأصحابها.
ويكفي أن نعطي معلومة واحدة فقط، في هذا السياق.. والتي ارتبطت بوقوف النظام السابق في وجه أصحاب الحق. لقد عرفت من أستاذنا عبدالرحمن فهمي، أن والدته السيدة نعمت أبو الفتح كان لها ثلث نصيب الملكية في صحف المصري وأصولها، وبالتالي فقد كانت أحد شركاء أبو الفتح المالكين لجريدة المصري، وقد رحلت عن عالمنا قبل أن يعود الحق لأصحابه، وربما استمرار مطالبة ابنها بحقوقها وحقوق أخواله وضرورة عودة جريدة المصري وأملاك أبو الفتح كانت من أسباب هذه المواجهة بين عبدالرحمن فهمي وبين الرئيس المخلوع.. وهناك بخلاف ذلك العشرات من الأسرار التي عثرنا عليها في الكنز الذي فتحه لنا شيخ الصحفيين.. فتعالوا إلي التفاصيل:
سر الأسرار
رغم كثرة الأحداث حولنا والتي تستوجب التساؤل.. إلا أنني فضلت أن نبدأ هذا الحوار بسر في حياتك لم تذعه من قبل.. فما هذا السر الذي تخص به جريدة »الأخبار«؟!
لي مع النظام السابق.. ومع حسني مبارك شخصياً مواقف طويلة وكثيرة جداً.. وجريدة الوفد قد طلبت مني أ ن أكتب حكايتي مع هذا الرجل بعد سقوط النظام.. فبادرت وكتبت عدة موضوعات سوف أنشرها في كتاب تحت عنوان: »حسني مبارك وأنا« تحدثت من خلالها عما عانيته من معاكسات معه شخصياً.
وما أشهرها؟!
أشياء كثيرة جداً.. وقد كتبتها تقريباً في أحد عشر عموداً من أعمدة هذه الصحيفة.. وهناك واقعة واحدة فقط لم أذكرها.. وهي الحكاية التي سوف أخص بتفاصيلها »الأخبار« كما طلبت أنت ذلك.
وما تفاصيلها؟!
لقد تصور مبارك أنني كنت قد اغتصبت منصبي داخل مؤسسة دار التحرير خاصة في جريدة الجمهورية.. لأنني كنت مشرفاً علي كل إصدارات هذه الدار، خاصة الإصدارات الرياضية. ونظراً لعلاقته بالناقد الراحل عبدالمجيد نعمان، فكان يري أنه كان أولي مني بذلك.. وكل من كانوا حوله سخروا منه، وقد أبلغوه بأنني أمارس عملي الصحفي منذ عام 0591، ثم تكرر هذا الموقف منه بعدما نجحت في إصدار مجلة الأهلي.. ونظراً للعلاقة التي كانت بينه وبين الفريق مرتجي، فقد تحدث معه أيضاً عن استئثاري بالعمل في الصحافة الرياضية ونجاحي في إصدار مجلة الأهلي كأول مجلة رياضية متخصصة، وقد انتقد مبارك الفريق مرتجي لأنه والنادي الأهلي قد خصني بهذه المهمة.
إذن أنت أول رئيس تحرير لمجلة الأهلي؟!
أنا الذي أصدرت وأنشأت مجلة الأهلي!.. وقد صدرت بناء علي طلب بمذكرة مني لمجلس إدارة النادي، الذي كان خائفاً من هذه التجربة ولذلك خُصص لي فقط مبلغ 5 آلاف جنيه كقرض ومن المفروض أن أرده سواء نجحت التجربة أو فشلت.
مبارك ومجلة الأهلي
أستاذنا الجليل.. نريد تفاصيل أكثر عن علاقة مبارك بهذا الموضوع!! فما هذه التفاصيل؟!
مبارك أبلغ الفريق مرتجي وكان وقتها رئيس مجلس إدارة الأهلي وكذلك المجلة، امتعاضه من أن أتولي رئاسة تحرير مجلة الأهلي، فأخبره بأنني صاحب الفكرة وأنني الذي قمت بتنفيذها بهذا النجاح، إضافة إلي أنه يعمل بالرياضة كناقد في دار التحرير منذ أن صادرت الثورة أملاك أهله والجريدة التي كان يعمل بها، وهي جريدة »المصري«! ثم مصادرة أموال والدته.
وهل لك علاقة بجريدة المصري وأصحابها؟!
إنهم أخوالي.. محمود أبو الفتح وحسين أبو الفتح ووالدتي اسمها نعمت أبو الفتح.
وكم كنت تبلغ من العمر حين صودرت هذه الأشياء؟!
42 سنة.
وهل والدتك كانت بالفعل مشاركة بأموالها في جريدة المصري؟!
والدتي كان لها ثلث الملكية، وخالي محمود فقط هو صاحب الباقي، وطبعاً كنت أعمل صحفياً بالمصري منذ عام 0591، وفور أن تخرجت في كلية الحقوق عملت في البداية محرراً للقضايا والحوادث ثم كاتباً سياسياً.
عائلة أبو الفتح
وماذا كان رد مبارك علي ما عرفه من الفريق مرتجي من أنك من عائلة أبو الفتح صاحبة المصري؟!
مبارك كان يعرف ذلك، ويمكن كان متضايقاً ليس مني فقط بل ومن آل أبو الفتح كلهم، بدليل أنه وقف بقوة ضد تنفيذ 3 أحكام واجبة التنفيذ باسترجاع أملاك أبو الفتح.
وما سبب هذا الضيق؟!
يمكن بسبب العلاقة الحميمة التي كانت بين السادات وبين آل أبو الفتح خاصة أحمد أبو الفتح الذي كان من بين أصفياء وأصدقاء السادات في هذه الفترة، وأنا أعتقد أنه شاهد خالي أبو الفتح وهو يجلس كصديق مع الرئيس السادات خاصة في القناطر الخيرية، وكان مبارك وقتها نائباً للسادات، وهذا معناه أن هذه العلاقة الحميمة بين السادات وآل أبو الفتح كانت سبباً في غضبه الدائم مني!.. وعارف ده ليه لأنه كان كثيراً ما يأتي ليتحدث مع السادات وسط أصدقائه سواء أحمد أبو الفتح أو موسي صبري أو آخرين، وتصادف أنني شاهدت ذلك بعيني عندما كنت أصاحب خالي أحمد أبو الفتح في زيارته للسادات.
وماذا عن القضايا التي كسبها أبو الفتح لاستعادة أملاكه؟!
الفكرة بدأت أيام السادات.. حين طلب من أحمد أبو الفتح أن يعود للكتابة سواء في الأخبار أو الأهرام.. ولكنه طلب أن يكتب في المصري، فأشار عليه السادات أن يرفع قضية مطالباً بحقوقه.. وهو ملتزم بتنفيذ حكم القضاء. وبالفعل بدأنا هذه الخطوة ولكن للأسف توفي السادات قبل الحصول علي الحكم النهائي، ومن ثم تولي بعده الحكم مبارك، وفي أيام مبارك حصلنا علي 3 أحكام بالنفاذ ولكنه وقف ضد التنفيذ!
وهل هذا كان موقفاً شخصياً من مبارك؟!
طبعاً.. كان موقفاً شخصياً، وبالتالي كان وراء عدم استرداد عائلة أبو الفتح أموالها وأصولها التي كانت قد أُممت من قبل، ودعني أحكي لك واقعة ترتبط بشدة بما حكيت عنه منذ لحظة، هذه الواقعة شهدها الراحل مصطفي أمين، وعلي فكرة بيننا نسب كبير فابنته متزوجة من ابن خالي حسين أحمد أبو الفتح. المهم.. ان مصطفي أمين اقترح علي أحمد أبو الفتح أن يذهب إلي حسني مبارك بعد توليه الحكم، وتوسط لإتمام هذه المقابلة التي تمت بعد عدة أيام وفيها طلب مبارك من أبو الفتح ألا يحدثه عن قضية أملاكه وجريدته مخبراً إياه أن مصطفي أمين شرح له كل شيء.. وهو ليس في حاجة إلي أن يستمع إلي هذه القضية مرة أخري، وفي هذه المقابلة نصحه أبو الفتح أن يلتقي برموز مصر من الساسة سواء من كانوا قبل الثورة أو بعدها، ومن هؤلاء فؤاد سراج الدين، فوافق، ولكن هذه المقابلة لم تتم لأن من كانوا حوله أشاروا إليه بذلك.
أنا ومبارك
وهل أنت شخصياً قابلت حسني مبارك؟!
أنا لم أقابله إلا مرة واحدة. وخلاف ذلك كنت أراه يقف بين يدي أنور السادات وقت أن كان نائباً.. هذه المرة التي قابلته فيها كانت بالصدفة البحتة.. وقت افتتاح المنشآت الرياضية باستاد القاهرة، وعايز أقول لك انني قد أعددت ملفاً خاصاً لعلاقتي بمبارك.. هذه الأوراق كما ذكرت لك من قبل سوف تصدر في كتاب تحت عنوان: »حسني مبارك وأنا«.. وعايز أقول لك انني كتبت بداخل هذه الأوراق »هذه قصة الفيل والنملة«.
ومن هو ذلك الفيل.. ومن هو النملة؟!
طبعاً مبارك هو الفيل.. وأنا النملة!!
وهل كان مبارك يعرفك شخصياً؟!
طبعاً.. لقد رآني كثيراً بجانب أبو الفتح في ضيافة السادات.. ولذلك فهو يعرفني جيداً.
نريدك أن تحدثنا عن مبارك أيام السادات؟!
مبارك كان دائم التردد علي استراحات السادات خاصة بعدما يعود من إحدي السفريات المكلف بها.. وكثيراً ما كان لا يستمع إليه السادات ويطلب منه الانتظار حتي ينهي مقابلته مع أصدقائه ممن كانوا حوله؟!.. وأعود وأقول لك ان أحمد أبو الفتح كان هو القاسم المشترك لكل لقاءات السادات الشخصية ومبارك كان يري ذلك بنفسه، ويمكن هذه الحميمية، وكذلك وجودي داخل هذه المجموعة، كان سبباً في هذا الموقف الخاص بي.
وهل كانت لديك معلومات عن أسباب اختيار مبارك دون غيره في منصب نائب الرئيس؟!
يمكن بسبب زوجته التي كانت تتقن اللغة الانجليزية، وطبعاً لعلاقتها بالسيدة جيهان السادات، وعلي فكرة الرئيس السادات لم يتحدث عن هذه المسألة إطلاقاً، وعلي حد علمي فإن السادات في هذه الفترة كان قد قابل جميع قادة القوات المسلحة من الذين شاركوا في حرب أكتوبر بمن فيهم الفريق الجمسي الذي أصابه الحزن من اختيار مبارك نائباً للسادات لأنه كان يري أنه أحق منه. وقد رأي السادات أن مبارك يصلح لهذا المنصب دون غيره يمكن لأن زوجته كما ذكرت كانت تتقن الانجليزية.
معني ذلك أن زوجته سوزان كانت جواز مرور مبارك لتولي هذا المنصب؟!
أعتقد ذلك، خاصة أنها كانت لها علاقة بجيهان السادات، وبالتالي هي أحد الأسباب في هذا الاختيار، وجيهان السادات نفسها قد قد صرحت بذلك في أكثر من مناسبة.
زوجتي والمرض
وهل لديك مواقف لم تذكرها عن علاقتك بمبارك؟!
هناك واقعة مهمة ويشهد عليها زكريا عزمي. لقد كانت زوجتي تعاني من مرض شديد، وصفه الدكتور شريف عمر بأنه سرطان في العامود الفقري، وبالتالي لابد أن تسافر فوراً إلي باريس للعلاج، وعلي الفور اتصلت بزكريا عزمي.
وهل كانت لك علاقة خاصة بزكريا عزمي؟!
طبعاً.. وهو صديق شخصي لي، وبالتالي عندما شرحت له الموضوع طلب مني أن أكتب طلباً بالسفر إلي مبارك وهو سوف يعرضه عليه في المساء.. لقد ذهبت إلي الدكتور زكريا في مكتبه بقصر عابدين، ووعدني بأنه سوف يحصل علي تأشيرة مبارك للسفر والعلاج، وانتظرت أن يخاطبني عزمي لكي أعرف ماذا حدث، فاضطررت إلي مكالمته تليفونياً.. فقال لي بالحرف: أنا مكسوف منك، وفي مقابلته الثانية عرفت بأن مبارك رفض وكتب تأشيرته بأن تعرض علي الكومسيون الطبي! معني ذلك أن الموضوع سوف يستغرق شهوراً، فما كان مني إلا أن ذهبت إلي الفريق مرتجي في النادي الأهلي.. ولما عرف الحكاية.. طلب مني أن نذهب فوراً إلي الفريق كمال حسن علي وكان في ذلك الوقت رئيساً للوزراء، وهناك ونظراً للزمالة والصداقة بين الفريق مرتجي وكمال حسن علي، وافق فوراً علي سفر زوجتي للعلاج في فرنسا.
وهل عرف مبارك بذلك؟!
أنا كتبت تفاصيلها في الجريدة.
وهل كان له أي تعليق؟!
لا أعرف.. وقد كتبت هذا المقال لتحية كمال حسن علي.
أنا وزكريا
نستأذنك من أجل أن نعود إلي حديث علاقتك بزكريا عزمي ونسألك.. ما طبيعة هذه العلاقة؟!
من المعروف أن الدكتور زكريا عزمي عضو قديم في نادي هليوبوليس وكان غاوي أن يدخل انتخابات مجلس الإدارة، وفوجئت به في يوم من الأيام يسألني عن كيفية أن يصبح رئيساً للنادي، وهل يمكن أن يرشح نفسه فنصحته بألا يفعل ذلك لأنه كان مكروهاً من أعضاء النادي، ورغم ثقته في كلامي للصداقة التي كانت بيننا إلا أنه تقدم بالفعل لانتخابات رئاسة النادي ولم ينجح.. وفي آخر منافسة حصل علي ستمائة صوت.. وعلي فكرة زكريا رشح نفسه 3 مرات وفي كل مرة لم ينجح.. المهم بعد ذلك لم يدخل حتي انتخابات عضوية مجلس الإدارة.
وهل استمرت علاقتك بزكريا عزمي حتي قبيل الثورة؟!
لقد كنا أصدقاء للغاية، ورغم ذلك كانت لي معه مواقف انتقدته فيها حتي في كتاباتي. الأمر الذي طلب أيامها من الأستاذ محسن محمد، أن يوقفني عن العمل أو أن أكتب رداً أشير فيه إلي أن الواقعة غير صحيحة! وقد علمت بأن محسن محمد رفض ذلك وقد أخبر زكريا عزمي بأن عبدالرحمن فهمي لا يعنيه العمل في هذه الجريدة لأنه مستغني عن ذلك، وأن المؤسسة التي نعمل بها الآن هي ملك أبوه وأمه!
وهل معني ذلك أن جريدة الجمهورية هي من أملاك عائلة أبو الفتح؟!
طبعاً.. وإلي اليوم. لقد كنا نملك جريدة المصري في قصر العيني إضافة إلي شركة الإعلانات المصرية الموجودة حالياً في مبني جريدة الجمهورية.
وماذا عن ردود أفعال زكريا عزمي حين علم بذلك؟!
فوجئت به يتصل بي في غضب شديد، طالباً مني أن أكذب ما كتبته، فرفضت وطلبت منه أن يرسل إليّ تكذيباً وسوف أنشره مع تعليق عليه، وقد توعدني، ولكنه لم يفعل أي شيء. ثم عقدنا جلسة صلح داخل النادي وانتهت الحكاية عند هذا الحد.
وهل هذه المواقف مع زكريا عزمي.. وقعت قبل الثورة؟!
يمكن بسنوات، وفي هذه الجلسة وأنا فاكر قد عاتبته.. لأنه لم يدافع عن عائلة أبو الفتح لدي مبارك.
سقوط النظام
دعنا ننتقل بالحوار إلي زاوية أخري.. ونسألك.. هل سقوط نظام ورحيل الرئيس السابق، كان انتقاماً إلَهياً لك وللشعب المصري؟!
طبعاً وبلا شك.. وقد كتبت عن ذلك كثيراً، لأنه قد ظلم اناسا كثيرين وبلا داع أو هدف.. لقد وقف ضد تنفيذ أحكام قضائية أقرت بأحقية عائلة أبو الفتح في استرداد أملاكها، وعايز أقول لك ان نظرتي لسقوط هذا النظام تؤكد أنه سقط بناء علي عدالة السماء.. لقد نزلت عدالة السماء علي مصر لكي تخلصها من مبارك، والمسألة بالنسبة لي لم تتوقف عند حرماني وعائلتي من الأموال المصادرة فقط، بل شطب اسمي من كشوف الحصول علي جائزة الدولة التقديرية، بصفتي أول من حول الرياضة إلي صحافة محترمة بدلاً من أن تكون نتائج فقط، وعايز أقول لك إنني وفي هذه الأثناء قد تم إعلان اختياري لهذه الجائزة في كل الصحف ووسائل الإعلام، ولما عرضت عليه الأسماء شطب اسمي!!
وماذا كان إحساسك عندما علمت بذلك؟!
أبداً.. لقد عوضني الله وفوراً، بأن تم منحي أول دبلومة من اللجنة الأوليمبية الدولية، وكانت أول دبلومة وربما كانت الدبلومة الوحيدة التي يحصل عليها ناقد وصحفي مصري بل وعربي وافريقي أيضاً.. ولدي شهادة هذه الدبلومة وموجودة ومعلقة فوق جدران منزلي، وقد تسلمتها في مقر اللجنة الأوليمبية هناك في سويسرا.
محاكمة مبارك
وهل تتابع محاكمة مبارك؟!
أنا لسه شايفها علي التليفزيون منذ لحظات.
وما رأيك في هذه المحاكمة؟!
أنا أخشي أن يكون قد اندس في هذه المحاكمة مجموعة من الذين أخذوا يطالبون بالحق المدني والتعويضات من أجل تعطيل سير هذه المحاكمة.
وماذا تتوقع من نتائج عن هذه المحاكمة؟!
أنا أخشي من إطالة أمد هذه المحاكمة، هذه الإطالة لا تعرف ماذا سيحدث بعدها.. خاصة أننا مقبلون علي انتخابات.
وهل تتوقع أن يصدر حكم رادع علي مبارك؟!
طبعاً.. ولابد أن يحدث ذلك، بل وأصبح من الضروري.. وإذ لم يحدث ذلك فربما لا يكون القضاء عادلاً، وأنا أشك في ذلك. لأن لدينا قضاء عادل. وليس مبارك فقط، بل هو وأولاده أيضاً، لأنه هو المسئول عما حدث لمصر ولشعبها من إهانات وقتل.
وماذا عن الفساد؟!
مصر لم تشهد في تاريخها مثل هذا الفساد وحجمه.
وهل تري ضرورة محاكمة مبارك عن الفساد؟!
لابد.. هو ومن كانوا حوله من الوزراء الفاسدين، الذين يجب أن يتم وضعهم في السجون وتلك أقل العقوبات. وعلي فكرة أنا من بين المعارضين لاستخدام وتفعيل قانون الغدر، الذي أصدرته الثورة لمحاكمة الذين أفسدوا الحياة السياسية في مصر قبل ثورة يوليو عام 2591. هذا القانون لا يصلح لمحاكمة هؤلاء الذين سرقوا ونهبوا أموال مصر، وأدخلوا مواداً سرطانية قتلت الناس.
الثورة.. الثورة
وهل فوجئت بثورة 52 يناير؟!
آه.. طبعاً.. ودعني أسألك.. من من المصريين لم يفاجأ بهذه الثورة.. وعلي فكرة لقد مهدنا لانطلاقها أنا وغيري من الليبراليين الشرفاء الذين كتبوا عن أوضاع مصر وأحوالها السيئة خلال الفترة السابقة، يعني تقدر تقول انه كان هناك حراكاً سياسياً قوياً جداً أدي إلي هذه الثورة. وعلي فكرة كل هذا الحراك لم يتصور أو يتخيل سقوط النظام بهذه السرعة أو هذه السهولة التي تمت.
وهل النظام نفسه لم يكن يتوقع سقوطه بهذا الشكل؟!
بطبيعة الحال.. فقد كان لا يتخيل أن يحدث ذلك، وهو يملك كل هذه القوة البوليسية المسلحة التي كانت تطوق البلد له.
معني ذلك أنك كنت تري أن الأمن هو الذي كان يحمي النظام السابق؟!
بلا شك.. حيث لعب الأمن الدور الكبير في حماية النظام السابق.. ولولا نزول الجيش بعد اندلاع الثورة لتغير كل ذلك، وعلي فكرة مبارك أصابه الخوف عندما وصلت مليونية الشباب إلي قصر الرئاسة، فقد تصور أنه سوف يكون شوشيسكو آخر، وأنه أصبح معرضاً للذبح علي يد الثوار.
وهل شاركت في هذه الثورة؟!
في الحقيقة.. لأ.. ولكن قبل انطلاقها كنت كل يوم أكتب ضد رأس النظام.
وهل كتبت مقالاً ضده.. أثاره عليك؟!
حصل ده، يمكن بعد واقعة اغتياله في أثيوبيا، عندما طلب مني محفوظ الأنصاري رئيس تحرير الجمهورية في ذلك الوقت أن أكتب مقالاً مهنئاً إياه بسلامة نجاته من الحادث،وقد رفضت ذلك، ولكن تحت إلحاحه.. كتبت مقالاً عبرت فيه عن عدم فرحتي بموته!! من خلال قصة ديكتاتور آخر هو أبو الحجاج الثقفي، وكانت النتيجة أنه تم إيقافي عن العمل بالجمهورية.
ثروت أباظة
وكيف عدت إلي العمل واستأنفت كتابة مقالك؟!
الله يرحمه ثروت أباظة تدخل لدي رئيس مجلس الشوري.. وأنت تعرف أن ثروت أباظة كان في ذلك الوقت وكيل مجلس الثورة.. المهم صدرت فوراً تعليمات بعودتي إلي العمل مع نشر مقالي وفي نفس اليوم.. ويمكن أنا ظللت موقوفاً لمدة 3 أيام أو أكثر فقط، لقد كنت صديقاً وجاراً وزميل دراسة للمرحوم ثورت أباظة. وعلي فكرة لقد أوقفوا طباعة العدد في هذا اليوم حتي أكتب مقالاتي اليومية كحسن نية وإثبات علي أنني قد عدت فعلاً للعمل. وذلك بناء علي ما وصلهم من تعليمات.
أستاذنا الجليل.. دعنا نختتم هذه الحوارية بسؤالك.. هل أنت خائف علي ثورة 52 يناير؟
أخشي أن يرثها من لا يستحقها!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.