بدء التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ بسفارات مصر بالسعودية والكويت والأردن    انتخابات الشيوخ 2025.. توافد لافت ورسائل دعم للدولة المصرية خلال تصويت المصريين بالسعودية    الكهرباء تكشف أحدث حيل سرقة التيار عبر العدادات مسبوقة الدفع    عاجل..عدم دستورية الرسوم المفروضة على رسو العائمات السياحية لافتقادها السند التشريعي    توقيع بروتوكول تعاون بين الجمارك والغرفة التجارية بالقاهرة لتيسير الإجراءات الجمركية    استشهاد 23 فلسطينيا في قصف إسرائيلي متواصل على غزة    الدفاع الروسية: اعتراض وتدمير 112 طائرة مسيرة أوكرانية    مواعيد مباريات السبت 2 أغسطس 2025.. البدري ضد كهربا وافتتاح أمم إفريقيا للمحليين    مواعيد مباريات اليوم السبت 2- 8- 2025 والقنوات الناقلة    ماسكيرانو: نحلم باستمرار ميسي مع إنتر ميامي.. والقرار بيده    ضبط مالك مكتبة "دون ترخيص" بالقاهرة    الداخلية تضبط مخدرات وأسلحة وتنفذ 58 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    الشرطة الأمريكية تطارد جنديًا سابقا قتل 4 أشخاص في مونتانا    مصطفى عبده يكتب: خيانة مكتملة الأركان    ذات يوم.. 02 أغسطس 1990.. اتصالات هاتفية بالرئيس مبارك والملكين فهد وحسين لإبلاغهم بمفاجأة احتلال العراق للكويت ومحاولات الاتصال بصدام حسين تفشل بحجة «التليفون بعيد عنه»    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    الهيئة الوطنية للانتخابات: سفراء مصر بالخارج يدعمون التصويت    أسعار الأسماك بكفر الشيخ اليوم    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    تعرف على منافسات مصر بسابع أيام دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    يحيى عطية الله يعود إلى الوداد بعد موافقة سوتشي الروسي    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    الرئيس البرازيلي: نستعد للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية    الطقس اليوم السبت 2-8-2025.. أجواء حارة ورطبة نهارًا على أغلب الأنحاء    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب شمال باكستان    وفاة عم أنغام .. وشقيقه: الوفاة طبيعية ولا توجد شبهة جنائية    القاهرة الإخبارية تعرض تقريرا عن مجلس الشيوخ.. ثمرة عقود من التجربة الديمقراطية    حملة «100 يوم صحة» تقدم 26.7 مليون خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    جنين تم تجميده عام 1994.. ولادة أكبر طفل في العالم    أسعار السبائك الذهبية اليوم السبت 2-8-2025 بعد الارتفاع القياسي العالمي    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    وفاة والد معتمد جمال مدرب الزمالك السابق    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    أسعار الفراخ والبيض في أسواق وبورصة الشرقية اليوم السبت 2-8-2025    جريمة تهز سيوة.. مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة وإصابة ابنهم    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    تشيع جنازة عريس لحق بعروسه بعد ساعات من وفاتها بكفر الشيخ    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    بينهم طفل.. إصابة أسرة كاملة في انقلاب دراجة نارية بالوادي الجديد    محافظ سوهاج يقرر غلق محلين بسبب مشاجرة بعض العاملين وتعطيل حركة المواطنين    الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    كما كشف في الجول – النجم الساحلي يعلن عودة كريستو قادما من الأهلي    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد فعاليات اليوم العلمى ل«الفنية العسكرية»    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المحاور مفيد فوزي في حوار صريح مع »الأخبار«: محاكمة مبارك.. كانت ثمن الغيبوبة التي عاشها في سنواته الأخيرة
نشر في الأخبار يوم 07 - 08 - 2011

لم أگن أتصور أن النظام يسقط في 81 يوما في ظل وجود كل عقول رجال لجنة السياسات.. والحزب الوطني!.
الرئيس السابق گان ضد التوريث لولا زوجته والرجل المعجزة!
نظرا لأنني أعتمد كثيرا في حواراتي علي مجريات الأحداث التي نعيشها في التو واللحظة.. هنا أبدأ رحلتي معك بسؤالك عن المحاكمة التاريخية للرئيس السابق. وأقول ما رأيك في هذه المحاكمة؟!
رأيي أن الشعب أراد هذه المحاكمة. رأيي أن مبارك يدفع ثمن غيبوبة شديدة عاشها طوال العشر سنوات الأخيرة.. رأيي أن هذه المحاكمة تعكس ببساطة شديدة أن المستشارين قد ضللوا رئيس الدولة، وان اعلام الدولة لم يكن دقيقا في نقله الأحداث، وأن الحزب الوطني لم يعطيه بصدق صورة الناس في الشارع، ورأيي ايضا أن مبارك حزين لما حدث له. لإحساسه بأنه قد خرج من التاريخ، وأنا شخصيا قد شعرت بغصة. لأنني بني آدم.
إذن أنت قد حزنت؟!
نعم.. لقد شعرت بغصة.. وهو لفظ اكثر دقة للتعبير عن الحزن.. لانه يعبر عن شيء لم تكن تتوقعه أبدا.. خصوصا.. عندما نادي عليه القاضي الفاضل، فقال: أفندم.
وماذا كان يعني ذلك بالنسبة لك؟!
لا تقل لي معناها إيه.. إنها لحظة في التاريخ كله ستظل راقدة في وجدان المصريين. لأنه في لحظة من اللحظات نجد رئيس الدولة المحبوس يرد علي قضاء مصر. عندما نادي عليه محمد حسني السيد مبارك.. أفندم.
»مقاطعا« علي فكرة هناك الآلاف غيرك من الذين دمعت عيناهم في هذه اللحظة. فما معني ذلك؟!
عايز اقولك إذا لم نجد أن فريقا كبيرا من المصريين قد أصابه الحزن.. علي طول فلن نكون مصريين ولا نصبح الشعب المصري.. نصبح أي شعب آخر.. وإذا الشعب المصري لم يشعر بحزن وهو يري رئيسه فوق سرير المرض في لحظة ذل، فإنه لن ينجح في المستقبل. ولن يستطيع الثوار ان يديروا مثل هذا الشعب.
أخشي الجحود
ولماذا؟!
لأنني أخشي علي الثوار أن يصيبهم جحود الناس في الشارع خصوصا.. أن هذا الشعب قد أخرج من داخله خلال مرحلة التحول بعد الثورة أسوأ ما فيه.
وماذا تقصد بذلك؟!
أقصد البلطجة. فإنه شيء ليس له مثيل.
ومن المسئول عن هذه الظواهر التي بدأت تطفو علي سطح المجتمع بعد الثورة؟!
كانت مقموعة.. رغم أنها كانت موجودة من قبل ولكنها كانت مقموعة!
وما مستقبل هذه الظواهر التي تفجرت بعد الثورة؟!
بعد التحول الديمقراطي سوف تتم غربلتها ونعود الي شاطيء الأمان.. ولكن بعد حين طويل!
محاكمة الوزير
عندما ننتقل بالحديث الي الزاوية الثانية من زوايا هذه المحاكمة أو الضلع الثاني منها وأقصد بها محاكمة حبيب العادلي. أسألك ماذا تمثل لك؟
حبيب العادلي وزير داخلية يحسب له أن جفف منابع الارهاب في يوم من الايام ويحسب له أنه أوقف المحظورة »الإخوان المسلمين« الي حد.. ويحسب له كذلك انه قفل الباب في وجه فوضي ما كنت أتخيل حجمها أو خطورتها في الشارع المصري.. ولكن حبيب العادلي ايضا كوزير داخلية.. تم تضليله! فالوزير ليس كل شيء.. وأنا في حقيقة الأمر مذهول من موقف رجل فاضل يحاكم الآن ولا أستطيع أن أقول عنه كلمة واحدة واسمه حسن عبدالرحمن.
وهنا اتساءل.. كيف لمدير مباحث أمن الدولة ألا يعطي صورة كاملة لما يجري في الخفاء؟ وكيف لا يستطيع ان يقتحم مكتب حبيب العادلي كي يبلغه أن حريق المحلة الكبري الذي وقع قبل أشهر من الثورة إنما هو بروفة العصيان المدني القادم! وكيف لا يتمكن من أن ينقل لوزيره أن حركة 6 أبريل ليست حركة صبيانية وأن حركة كلنا خالد سعيد شيء مهم وله كيان. ودعني اتساءل من جديد وأقول: كيف ياربي سفهت أو قللت هذه الأحداث رغم خطورتها، ونقل الي وزير الداخلية معلومات ربما قليلة عن هذا الذي لم يحدث.. التقصير العفوي.
وهل تتصور أن ذلك لم يكن مقصودا؟!
لا يمكن أن يكون مقصودا.
وهل هذا التقصير تم عفويا؟!
أنا أعتقد أن شيئا من الفلكلور المصري. والذي نسميه »بالعنتظة« أو التعالي علي الأشياء.
معني ذلك أنك تتصور أن الأمن هو المسئول عن سقوط النظام السابق.. وهل هذا صحيح؟!
أنا أعتقد أنه دخلت في المعادلة أشياء كثيرة من الخارج.
من الخارج؟!
طبعا. لأنه هل من المعقول ان يتم فتح السجون جميعا في وقت واحد.. وكذلك الاقدام علي حرق كل أقسام الشرطة. وكذلك المحاكم التي احترقت بها القضايا؟!
وهل تم ذلك باتفاق مسبق؟!
لقد لعبت فيه أصابع خارجية بالاضافة الي الإخوان. هؤلاء وأولئك كانوا يخططون لذلك من قبل وبالتالي واتتهم الفرصة ، لأن الإخوان جماعة منظمة، ولديهم بيان يتم تنفيذه في كل مكان من أسوان الي الاسكندرية.
نعم فوجئت
وهل يعني ذلك أنك لم تفاجأ بسقوط النظام السابق بهذه السرعة؟!
لأ.. فوجئت.. بلا جدال.. وفوجئت ليه.. لأنني اكتشفت ان هناك حالة هشاشة، وبالتالي لم أكن أتخيل انه في 81 يوما يسقط نظام ثابت وكامل.. هذا الأمر فكرني فورا بالست ساعات في زمن عبدالناصر التي ضاع بعدها جزء كبير من أرض مصر.
وهل تري أن النظام السابق نفسه فوجيء بهذا الانهيار السريع؟!
لأ. دا مش فوجيء وبس، دا حصل له درجة ذهول، ويمكن عينيه خرجت من تجويف وجهه!! وذلك من أثر هذا الذهول وهذا معناه أنه لم يكن يتخيل هذه النهاية السريعة. إنه لم يتصور في لحظة من اللحظات أن هناك شيئا يمكن ان يحدث بهذا المعني. الحزب الضخم، وعقول رجاله أمانة السياسات، كل ذلك سقط.
بوادر السقوط
دعني أسألك بصفتك كنت قريبا من النظام السابق.. هل كانت هناك بوادر لهذا السقوط.. وهذا الانهيار؟!
حرق مدينة المحلة الكبري.. أنا ذهبت هناك كمحاور كي احقق في الحادثة، وما رأيته من القاء النار علي الكاوتش.. كان بحق بروفة عصيان، مدني كبير.
وهل لم يلتفت الي ذلك النظام السابق؟!
أبدا.. وحجمتها عن النظام صديقتي الوزيرة عائشة عبدالهادي. لقد حاولت ان تلم الموضوع كما يقولون بجدعنتها المصرية وعلاقتها بالعمال، لقد استطاعت انهاء هذه المشكلة عندما أرسلها نظيف الي هناك لأنها كانت امرأة جدعة. وبرضه عمال رجالة في الوقت نفسه، لأنهم في الأول والآخر مصريون.. ولكن كما رأيتها بعيني كانت بروفة لعصيان مدني ينتظر مصر.. أضف الي ذلك حركة 6 أبريل وتأتي في النهاية اجتماعات الفيس بوك التي جرت في غيبة الأمن المصري، حيث استطاع فرسان الفيس بوك ان يلتقوا بذكاء خارق وبطرق خرافية. لكي يجتمعوا، لأنهم لم يستطيعوا ان يجتمعوا في الشوارع، وإلا تعرضوا للقانون وايضا هذه نقطة جوهرية تتعلق بنا كجيل، كنا قد شحنا المجتمع المصري بأشياء كثيرة وليس صحيحا ما قاله الدكتور فاروق الباز من أن جيلنا قد تخاذل. انها لحظة عاطفية آدمية عند فاروق الباز حين قال.. للشباب: انتم نجحتم فيما نحن فشلنا فيه. لقد كان فاروق الباز طول عمره خارج مصر. فماذا يفعل، ورجل له وزنه العلمي وذهبت هناك الي امريكا من أجل أن أحاوره. وعايز اقولك ان كل الكتاب في مصر وبلا تفرقة كانت لهم بصمة في هذه الثورة لقد كنا جميعا كجيل رأس الحربة في هذه الثورة.
وأين كانت اصواتكم في ظل النظام السابق؟!
كانت أصواتنا تخرج في مقالات، وفي برامج تليفزيونية كانت تحذف. وأنا واحد من الناس سجلت عدة برامج مثلا عن مشكلة أجريوم ولم تتم اذاعته! واخر عن جزيرة آمون، لم يذع.. ولم أذيع ثم حذف ما فيه من الأسماء التي ارتكبت المصائب.. النظام السابق كان يسمع ولا يتحرك!
ولماذا؟!
كان نوعا من التعالي.. ولو أنك أخذت ما كنت أكتبه ايضا في اخبار اليوم تحت عنوان شيء في صدري وفي مقالي بالأهرام.. كنت أشير فيما اكتب الي فكرة الاصلاح والتغيير.. وبالتالي لم اكن أفكر في ثورة. كنت فقط استخدم قلمي للتنبيه ودعني اقولك بكل تواضع أنني كنت مسحراتي الحرف في يده طبلة الكلمة.
معني ذلك.. انك تؤيد ما قيل عن مبارك أنه لم يكن يستمع الا لصوته فقط؟ أما ماذا؟!
لقد كان الرئيس السابق اكثر من هذا!.. لقد كانوا دائما يحرصون ألا ينكدوا عليه.
بمعني..؟!
بمعني ان الذي يذهب لمقابلته من كانوا حوله. لا يقول له شيء يزعمه.. أو تقدر تقول نصحك في وجهه!! ولهذا لم يكن يعرف ماذا يدور، ثم افترسته مشكلة بيته. حين دخل في قضية التوريث!
التوريث المفروض
اذن التوريث كقضية.. هل فرض عليه؟!
نعم.. لأنه لم يكن يتمني ان يحدث هذا الموضوع وكان يخشي علي ابنه من قوة الإخوان.
ولماذا رأينا الرئيس السابق يستجيب لضغط زوجته في مسألة التوريث؟!
حين يكبر الرجل في السن في بعض الاحيان، تصبح الاستجابة بيولوجية!.. أو بمعني أدق انه عايز يريح دماغه رغم انني أجززم بأن مبارك لم يكن يريد لابنه جمال المصير ده ابدا. ولكن ظهور الرجل المعجزة أحمد عز قدم له التوريث.. حين قدم مجلس شعب خاليا من المعارضة. وبالتزوير.. وأجزم ان هذه الانتخابات الأخيرة وبالتحديد كانت مسمارا في نعش النظام.. ولو أن مبارك أنتهز فرصة تعاطف الناس معه يوم رحيل حفيده لبدأ لحظة التغيير.. وكذلك لو أنه استفاد من حادث نجاته في اثيوبيا بتعيين نائب له أو نائبين أحدهما رجل عسكري لبدأ التغيير.
وماذا في تصورك ما كان عليه حينذاك؟!
كان من الممكن ان يعلن عن حل مجلس الشعب الذي جاء علي اثر مراوغات أحمد عز، وكان من الممكن ايضا ان يعلن عن اختيار نائب احدهما مدني وآخر عسكري. والعبد لله الذي يجلس أمامك ويشهد علي ذلك أحد الرجال الذين رحلوا عن عالمنا وهو الكاتب الصحفي الكبير الاستاذ سعيد سنبل حينما وقفت أقول له في احد اجتماعاته مع رجال الاعلام، وكان يجلس خلفي في هذا الاجتماع الأديب جمال الغيطاني. حيث قلت بالحرف الواحد: لماذا لا تختار نائبا لك في هذا البلد فربما في يوم من الأيام نندم وربما لا نعرف السيناريوهات القادمة.. عندئذ.. تحدث اليّ قائلا: ما المشكلة؟!
قلت له: إنك تخشي ازدواجية الولاء عندئذ ضغط علي قدمي الراحل سعيد سنبل، ولما خرجت سألني جمال الغيطاني. وكيف لك ان تقول ذلك؟!
سيدي الفاضل ان الشباب الثوار الانقياء وفرسان الفيس بوك لا يعلمون هذا التاريخ. إنهم فقط أسري الفيس بوك ولا يقرأون.
أخاف علي الثورة
إذن أنت تخاف علي ثورة 52 يناير؟!
من المؤكد.
ولماذا؟!
أخاف لأنه لا عودة لعقارب الساعة الي الوراء.
وماذا عن رؤيتك للمستقبل؟!
غامض وضباب.. ولا أملك أن أعرف تفاصيله والادعاء بأنني إذا قلت إنني أعرف ملامحه.. وعندما أسمع شعارات »اسلامية«.. »اسلامية« أخشي جدا.. وإن عندنا 831 ائتلاف شباب.. وأنا مذهول من عددهم. ومفروس ايضا. هذه الائتلافات جميعها من الواجب ان تتحول الي ائتلاف واحد من أجل ان يقولوا: إننا قمنا بالثورة من أجل ان تكون مصر مدنية وفي نفس الوقت لابد للاحزاب المصرية ان تضع يدها في ايديهم من أجل ان تكون مصر دولة مدنية وكذلك هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم كرؤساء جمهورية في المستقبل عليهم كذلك ان يقولوا: نحن نريد دولة مدنية.
وهل نعتبر ذلك ملامح لخريطة طريق تراها صالحة لمستقبل مصر؟!
نعم.. أنا أرسم خريطة طريق بتواضع شديد، حتي لا يحدث تقسيم لهذا البلد. ولا تحدث هجرة لأهله، وحتي يستكين الاقباط وأنا منهم مصري في أمان.. وحتي يعود الأمان النفسي وتعرف اللحي أحجامها الحقيقية!
المفاجأة كبيرة
نعود من جديد لحديث الثورة ونسألك.. وهل فوجئت بالثورة؟!
من المؤكد.. ولكن كانت هناك ملامح بعد حريق المحلة الكبري يا سيدي.. هذا الحادث الخطير.. كان اكبر مما صوره الاعلام. وكما قلت لك أنا أعتبره بروفة هذه الثورة، وطبعا بخلاف ما كان يحدث من اعتصامات أمام مجلس الوزراء. لقد كانت احداث المحلة بالفعل هي بروفة حقيقية لمصر التي تسقط!
وهل شاركت في هذه الثورة؟!
أنا لم أشارك في الثورة وليس كل من لم يشارك في الميدان يبقي چيفارا.. وبالتالي لم أحصل علي جنسية ميدان التحرير.
هل يمكن لك أن تحدثنا عن بعض ملامح شخصية الرئيس السابق؟!
ما جدوي الكلام.. وقد قال: افندم وهو راقد علي سرير المرض. سيدي ما جدوي الكلام. وما جدوي الحديث عن ملامح حياته وانسانياته. ومواقفه المتعددة لدي كثير من الناس في مصر. ولكنني أتوقف عند عبارة قالها الملك عبدالله لسمير رضوان وزير المالية السابق يا أخ سمير: ما في شيء واحد عمله مبارك؟!. ما في شيء واحد تخدم مبارك من أجله؟ وبشكل مجمل أقولك.. ان مبارك اصاب وأخطأ.
وما رأيك فيما أذيع ويذاع عن كم الفساد الذي أصبحنا نسمع عنه كثيرا بعد سقوط النظام؟!
الناس في بلدنا غلابة.. وهم يسمعون الاعلام الذي يردد المبالغ الكبيرة المهربة في الخارج.. فيصحون علي احلام هي احلام يقظة! وثانيا: أنا مذهول لكم الاجهزة الرقابية التي كانت تعمل داخل النظام السابع. وكم هذا الفساد.
غياب الرقابة
وهل كنت تري ان هذه الاجهزة الرقابية لا تقوم بدورها المطلوب؟!
لقد كانت هذه الاجهزة ترسل فعلا تقاريرها وكل ما لديها سواء داخل الرقابة الادارية أو في الجهاز المركزي للمحاسبات الي موقع الضرورة. ثم لا شيء!
ومن المسئول؟!
أعتقد أن رئيس الدولة هو الذي يحرك الأمور، وربما لم تصل اليه مثل هذه التقارير، وربما لعب المحيطين به هذا الدور. سيدي دعني أقولك بصراحة مبارك جعلوه ديكتاتوا! هؤلاء الذين كانوا من حوله ومع ذلك فإن مبارك ليس بهذا السوء المطلق. وأنني حزين لأنه في الفترة الأخيرة لم يكن في وعيه وربما حدث ذلك له بعد رحيل حفيده. وايضا أشعر بأن مجموعة ممن كانوا حوله والتي تتكون من جمال مبارك وأحمد عز وبعض الوزراء من رجال الأعمال استأثروا بالحكم في مصر في الفترة الأخيرة. وذلك بعد ما نجحوا في وضع حواجز قوية بين مبارك وبين الشعب وربما احمد نظيف كان علي علم بذلك ولو أنني اشك في ذلك.
في تصورك.. ألم يكن الرئيس السابق علي علم بطائفة السوء من الذين كانوا حوله؟!
ربما قد عرف ذلك.
ومتي حدث ذلك؟!
في الفترة الأخيرة التي لم يعد فيها الفساد عند الركب فقط، بل وزاد حتي وصل إلي الأعناق، وبالتالي ما كان في استطاعته أن يوقف كل ذلك، وتقدر تقول هنا انه استيقظ بعد فوات الآوان.. وكان بإمكانه وبالتحديد ان يحل مجلس الشعب المشبوه ويوقف التوريث ويعلن ان من يريد ترشيح نفسه نائبا لرئيس الجمهورية فليتقدم.
ولماذ تراه لم يأخذ هذه الخطوة المهمة؟!
عندما يجلس رجل فوق كرسي السلطة ثلاثين عاما، يحدث ما قاله بالحرف الواحد.. سأظل حتي الرمق الأخير!! لقد قال بالحرف: سوف أظل رئيسا حتي الرمق الأخير.. وقد تسبب ذلك في ارباكنا.. وأخذنا نتساءل.. هل سيظل رئيسا طوال الحياة.. أم ان ابنه جمال سوف يدخل المعادلة!! كما أخذنا ايضا نقول.. من المسئول عن هذا التناقض.. وفي تصوري ان مبارك كان بالفعل يريد ان يظل علي مقعد الحكم حتي الوفاة ومن هنا أقولك.. إن خطوة تزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وهي تلك التورتة التي قدمها أحمد عز.. كانت توحي بأن جمال هو القادم.
بيت مبارك
وماذا عن سوزان مبارك.. ولماذا كانت تلقي بكل ثقلها من أجل أن يحكم ابنها جمال؟!
أنا مصري صعيدي.. وبالتالي لا أحب الاقتراب من الحديث عن سوزان مبارك، أما حينما اتكلم عنها اقول.. ان بيت مبارك كان يريد التوريث! ومن الأمانة والانصاف والعدالة التي قامت من أجلها الثورة ان هذه السيدة قدمت لهذا البلد بعض الانجازات، وعلي فكرة.. في احد البرامج التي أذيعت قريبا سألني المذيع.. وهل صفوت الشريف كان ضالعا في قضية سعاد حسني.. قلت له: بالحرف الواحد: ماذا كان يهمه في ذلك.. لقد كان رجلا قويا جدا، وثاني رجل في الدولة.. ولا مبرر علي الاطلاق لكي يقوم بذلك! وبعد البرنامج كتب احد النقاد أ. مفيد فوزي يدافع عن صفوت الشريف.. وهذه مهزلة بكل المقاييس، وحين نعود لحديث سوزان مبارك اقولك ان قضيتها هي كانت الدفع بجمال مبارك إلي كرسي الحكم، ولكن الرئيس كان يريد ان يجلس علي الكرسي حتي الرمق الأخير.
غليان.. غليان
وهل ذلك يعني أنه كانت هناك خلافات داخل منزل الرئيس السابق بهذا الخصوص؟
كان هناك غليان داخل القصر الرئاسي!! ودعني اقولك انني واحد من الناس من الذين ارسلوا إلي مبارك في السنوات الأخيرة 4 خطابات بخط يدي.. وقد حملها إليه سكرتير الرئيس.
وماذا قلت في هذه الخطابات؟!
قلت له ياريس اعطني فرصة لكي نتحاور مثلما تحاورنا من قبل وكانت هذه المحاورات ونسا للبيت المصري.. وطلبت في هذه الخطابات أيضا أن يعطيني فرصة كي اطرح ما بداخلي من أشياء كثيرة.. واهمها ان البلد تغلي الآن!
وما تاريخ هذه الخطابات؟
من حوالي 81 شهرا أي قبل الثورة بعدة أشهر.
وماذا عن ردود أفعاله؟!
لا شيء!!
وهل صلت إليه؟!
نعم وصلت إليه وقرأها.. ولم يفعل شيئا.. وهذا يعني كما قلت لك من قبل انه في السنوات الأخيرة بدا متحجرا إلي أقصي الدرجات.. وما اسماه الاستاذ هيكل كانت عنده دكتوراه في العند! ذلك لأن البقاء الطويل علي الكرسي مدمرة، ويجعل تلافيف العقل تؤمن بأحادية الرأي.
دعني اسألك بهذه المناسبة- وهل هذه الصفة التي كان عليها مبارك في أيامه الأخيرة فرصة لرجال الأعمال كي يظهروا نفوذهم أكثر؟
أقول لك.. ن.ع.م.. وأيضا شيء آخر.. أنه كان هناك مناخ ساهم علي ذلك.. وكلنا في المقابل عميان باقتدار.. حدث ذلك رغم اصوات المعارضة ورجال الصحافة من الذين حذروا مبارك.. ولكنه لم يكن يتخيل ان هناك عصيانا مدنيا يصحو في الصباح فيجده!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.