د.طه القرنى أثناء حواره مع » الأخبار « 16جدارية تدعو لوحدة الصف في ميادين العباسية والتحرير والأوبرا قل هي تجربة جديدة وفريدة، ربما هي الأولي من نوعها في الشكل الفني والمحتوي الفكري.. قل هي تجربة جريئة وجديرة بالمشاهدة العينية والفؤادية بما تحمله من رسالة ذات دلالة.. قل هي قطع من وجدان الشعب الثوري استقطرها فنان حفر اسمه وسمته ورسمه في قائمة المبدعين الذين اغتسلوا بماء الفن الجماهيري فكانوا أكثر التحاما والتئاما وانسجاما مع الشعب روحا ووجدانا بصفاء رؤية وانشراح صدر وعزة نفس. أما هذه التجربة فهي عنوان صاحبها »د.طه القرني« وفي عيونها عنوانه ودماؤه وماؤه وظلاله وألوانه وفرشاته ومرساته وطبقات شعوره وجنونه وفنونه..أليست »الفنون جنون«؟ وتجليات هذا الجنون العقلاني تتبدي في قراره الذي اتخذه بأن يعرض لوحته ذات الخمسة والأربعين مترا والتي تكونت زمنيا في أطول عام في تاريخنا(2011) واكتملت قبل أيام، بالمقطع السادس عشر، لتحرضه ليعرضها علي أبطالها وشخوصها وشخصياتها، كل هذا طبيعي ومعقول، أما اللامعقول فهو عرضها الجماهيري جدا في قلب ميدان العباسية، وفي قلب ميدان التحرير ثم يهبط بها بسلام في أجواء دار الأوبرا المصرية، مثلما دخل بلوحته سوق الجمعة لينفذ من السوق إلي »موسوعة جينس العالمية« كأول فنان مصري يتوجه العالم الفني بهذا الوشاح التشكيلي عام 2007. تُري.. يا أيها الفنان:لماذا الإقدام علي خوض هذه التجربة وفي هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا الميادين المشتعلة بالنار والنور معا؟ وأحدثها ميدان العباسية، سيقول، بعد سطور قليلة، هي محاولة بماء الفن الجميل، لتجفيف الدماء التي سالت، وسيقول أيضا لإضاءة مصباح تنويري ضد آخر هجمة ظلامية، وإزالة عشوائية الفن البعيد عن بسطاء الناس، ودحض السنوات الضوئية بينهم وبين فنونهم، وقد اختلق هذه المسافة فنانو القصور والبلاط وشركات توظيف اللوحات والمتاجرين بلعبة الفن إياهم. لحظة أن أخبرني الفنان طه القرني،ونحن في مرسمه بمصر الجديدة، أنه سيعرض جدارية الثورة في هذه الميادين الملتهبة بالحب والحزن والفرح والوجع، أصابتني ارتعاشة صحفية، ولاتفسير لآيات الدهشة، فالتجربة مقامرة ثقافية، ومغامرة أمنية، لكن عزاؤها يتجلي في الروح الثورية التي ينبض بها القلب المصري الذي هو بسبع أرواح!. سيكون العرض الأول في ميدان العباسية من الصباح حتي المساء من يوم الخميس القادم، تحت رعاية د. محمد صابر عرب وزير الثقافة، ود.عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة، ويتواصل العرض الثاني في ميدان التحرير يوم السبت ، ويستأنف العرض الثالث يوم الاحد في دار الأوبرا لمدة عشرة أيام. تتشكل الجدارية من 16 لوحة، تصور أعلي موجات الثورة، تتهادي في عمل فني متصل، يستغرق 45 مترا، كل لوحة تبلغ مساحتها مترين في مترين ونصف المتر، تنضوي تحت عناوين حية متوهجة بالمد الثوري وتداعياته وتجلياته: لوحة بداية الثورة: المظاهرات والمطالبات، الشعب يريد اسقاط أمن الدولة، الثائرات، جمعة الغضب، انهيار الأمن المركزي، موقعة الجمل، جمعة دم الشهيد، جمعة الشهداء، تحذير من ثورة مضادة، التلاحم بين المسلمين والمسيحيين، المحاكمة، جمعة السلفيين،أحداث ماسبيرو، لوحة الانتخابات، لوحة الدستور وانتخابات الرئيس. صوت .. صوتان.. ثلاثة أكثر من صوت يتهادي في هذ المحاورة المكثفة، يتجادل صوتي مع صوت الجدارية الثورية، وصوت الفنان نفسه، وصوت الناقد، مع أصوات نقدية تمثل مواقع استراتيجية في الحركة التشكيلية، استحضر بعضها خاصة أنها صادرة عن أهل الذكر الفني شهادة(1): تمثل جدارية الفنان المبدع د.طه قرني التجسيد الحقيقي لثورة الشعب المصري التي غيّرت وجه الحياة وفتحت الأبواب لعصرٍ جديد وجيلٍ جديد يسقط فيه جدار الخوف ويختفي الاستبداد ويتراجع الفساد، تحية لهذا الفنان الذي يوقظ مشاعر المصريين بعمله الرائع ويضيف إلي سجله المتميز تحية منه للوطن والشعب والأمة (د.مصطفي الفقي) حميمية القلب المصري أنا أستشعر غرابة القرار في عين كل سائل.. أليس كذلك؟ هو الذي بدأ بهذا السؤال الاستباقي، لذلك حقت عليه الإجابة. يقول الفنان طه القرني: أحرص علي إزالة آثار الدماء التي انسكبت في ميدان العباسية، كآخر معركة مع الفكر الظلامي وانتصار الاستنارة، أريد حميمية القلب المصري والشارع المصري والإنسان المصري البسيط والمعقد في أن واحد، و أريد أن أغسل الاسفلت الذي سال عليه بعض الدم المصري بدون مبرر، بهذه اللوحات النقية التي توثق لأخطر مراحل التحول في مصر الحديثة. شهادة (2): سنظل نشكر الي الابد الفنان طه قرني لانه خلد لنا امجد لحظات تاريخنا الحديث في لوحاته الجدارية التي جسدت احداث ثورة يناير، الجسارة والبطولة والاصرار في جانب، والوضاعة والجريمة والخسة من شرطة مبارك المسلحه بالبنادق وبلطجيته المدججين بالاسلحه البيضاء، وكم كان الفنان موفقا حين سلط الضوء و النور علي الثوار وحين طمس المعتدين في الظلام والسواد، لم يكن السواد في ازياء الشرطة الرسمية فحسب، ولا في كتلة السواد التي احاطت بالبلطجية ولكن كان بقعة داكنة في اللوحات تحيط بهم في مقابل هالات النور التي تحف الثوار ووجوههم المنيرة وسواعدهم البيضاء، وكان العلم المتكرر شموسا بارقة تضئ اللوحات كلها، النور والظل، انتصار الامل علي الغدر، تلك هي رسالة طه القرني ورسالة ثورتنا للمستقبل كما لخصها لنا في جدارياته الرائعة فشكرا له باسم مصر وأحبابها. (بهاء طاهر). أدعوكم أجمعين ................؟ لا أختصم أحدا، بل أدعو كل التيارات في الساحة المصرية، نحن مرحلة انفتاح علي كل الاتجاهات والقوي الاجتماعية والسياسية والثقافية، بدون استثناء، كلنا نريد الحفاظ علي هوية وهيبة الدولة، وفي هذا السياق الحضاري الذي نعيش في أجوائه أدعو كل المرشحين لرئاسة الجمهورية لمشاهدة العرض الثوري، وأدعو كل أعضاء مجلسي الشعب والشوري وكل الأحزاب، وكل القوي المتحررة والمحركة للثورة المجتمعية، للتصالح المجتمعي علي ضوء حفلة جماعية تلقائية في عز النهار، والنهار رمز عظيم، علي مرأي ومسمع من الجميع، وفي قلب الشارع المصري الذي لا يعرف إلا السماحة والوداعة والعفو والغفران منا لأنفسنا أولا ومنا لبعضنا البعض، فالفن جزء من هويتنا المصرية، والمواطنة تؤكد فكرة الهوية، وجدارية الثورة ذات الستة عشر لوحة هي رؤية كلية لثورة 25 يناير في أبهي صورها وعنفوانها وشموخها. شهادة(3) : ابدع الفنان طه القرني جدارية ثورة 25 يناير ليؤكد تفرد موهبته في التعبير عن حركة هؤلاء البشر و ملامحهم المصرية، وليسبط قدرته في السيطرة علي المجاميع مع اظهار كل واحد منهم وكأنه البطل في الجدارية، فكلهم ابطال و كلهم ثوار وهو كفنان عبقري متمكن يسيطر علي حركة المجاميع داخل المساحة، و يربط العناصر ببعضها و يستطيع تحليل المجموعات واعادة ربطها مع حرصه علي ابراز الملامح في وجوه الناس ومعالجة التوازن بين الكتله و الفراغ ومراعاة النسب بين خلفية اللوحة والشخوص وقدرته علي توزيع الكتل اللونية بشكل يعكس علي المشاهد الحالة التي يريد الفنان التعبير عنها( نجوي العشري) إزالة عشوائية الفن ................؟ نحن في مفترق طرق، ومن ثم تأتي أهمية فكرة إزالة عشوائية الفن، والدخول الي منطقة العمومية في التذوق والتلقي والإبداع المتجدد، فالقيمة الفنية للوحة التشكيلية تنبع من داخل الإنسان المصري الذي يرسم بداخله لوحات وشرائح وجدانية فيها جينات الآباء والأجداد، وقادرة علي أن تنتقل الي الأبناء والأحفاد، هذه الروح موجودة في أعمال تحتمل الزمن ويحتملها، كضرورة فنية وحياتية، كلنا امتداد لبعضنا البعض، شهادة(4): الفنان طه قرني يتعامل مع الفن كصاحب رسالة خاصة، كتابها النور والظلال، وحديثها الملامس والالوان، بأسلوب انطباعي رصين يذوب فيه التلميح مع التصريح، والايحاء مع المباشرة،في ايقاع بليغ لا يخلو من التبسيط والسلاسة، وتتألق جدارية الثورة بعد ملحمتي سوق الجمعة والمولد، حيث يقدم الفنان فيها رصيداً يؤرخ لجلال الثورة وعظيم قدرها ولتصبح تلك الجدارية قيمة فنية ابدعها فنان ثائر يهيم عشقاً في هذا الوطن العظيم (محمد شاكر) شهادة (5) : في لوحة الثورة الحدث يفرض الحدث سطوته علي الجميع فالأحداث تتلاحق والمتغيرات تتابع والوجوه أصبحت أكثر تصميما وحرارة الحدث تقترب الي الإشتعال، وقد تجد وجوها تعرفها، أصدقاءك أو أقرباءك، وأشخاصا ربما جلست بجوارهم علي أحد المقاهي،أو ركبت معهم إحدي المواصلات العامة ذات يوم، إنها وجوه مصرية تشبهني وتشبهك.. أهلك وناسك.. أنا وأنت!إنها دعوة للتأمل في أرض مصر الطيبة التي لا تنبت إلا الخير ( د.خالد البغدادي) أنشودة فنية لوطن مختلف ................؟ نعم هي مغامرة، لكنها مغامرة من أجل الناس لأقدم لهم فنهم، وهذه بضاعتهم ردت إليهم، وأنا أول الذين يردون الفضل لأهله، الناس خاصة البسطاء هم الذين يلهموننا نحن معشر المبدعين، فلماذا نتعالي عليهم، ولا نتفاعل معهم لابد أن ننفعل لهم، ونفعل كل فن وإبداع من أجلهم، فن الشعب يعود للشعب، والفن سياسة، أنا أقدم في هذا العرض الثوري مرايا متجاورة في هذه الجدارية المستلهمة من الوجدان الشعبي بثوريته وتقليديته، كل أعمالي موضوعها واحد ووحيد، هو الجوهر الخلاق للشخصية المصرية، هذا الجوهر المتشوق أكثر الي التوحد بعد طول التشتت، كأمر طبيعي ناتج عن زلزال التحول الاجتماعي والحضاري الرائع والمروع في آن واحد. شهادة (6): أصوات المقرئين تكاد تسمعها، وحلقات ذكر المتصوفين تشدك إليها، وملامح الوجوه العادية لناس عاديين يعرفونك وتعرفهم تجدها في جداريات طه قرني، ولكنه في عمله الجديد جدارية الثورة ينتقل إلي عوالم جديدة، حركة الأحداث عاصفة بالغضب والدم، وإرادة الحياة تخرج من رحم شعب ضاقت به السبل وانهارت أمامه أفاق الإصلاح، أصوات الإنشاد الديني لم تغب تماما في الجدارية الجديدة، فثمة تطلع لنصر الله، والتصوف موجود في الجدارية، ولكنه تصوف من نوع مختلف، تصوف في حب وطن أنهكته المحن وأضنته أشواق التغيير، والناس هم ذات الناس، ولكن غابت الاستكانة عن الوجوه، وبدت الجدارية كلها أنشودة فنية لوطن مختلف يسعي إلي مجتمع ديمقراطي حر، وإنسان حر، يرفع رأسه ويقول: »أنا مصري«. (عبدالله السناوي) الذي هو الإحساس ................؟ هي لوحات تتحدث الي المستقبل والأجيال القادمة والمتعاقبة، لأنها أقوي من الكاميرا، لأنها محملة بالإحساس والتاريخ والثقافة والتطلع الي المستقبل، الفرشاة اعادة رؤية، وانتخاب أبطال، واعادة تصميم العمل اللوحة تقول ما لم تستطع الكاميرا أن تفعله، الاحساس غير ثابت، وانفعالي في كل لحظة، عمر اللوحة الزمني أطول من خلال الإحساس المتغير، دور الفنان في تصويرالأحداث التاريخية أن يعيد صياغة المستقبل من خلال الحدث الآني شهادة(7): الوحة ثورة 25 يناير الحية الرائعة التي ابدعها الشعب المصري، هل تستطيع ريشة الفنان المتميز طه قرني ان يثقلها بالخط واللون والكتلة ؟ اظن ان صانع لوحات االمولدب والسوق وغيرها، يستطيع ويقدر بجدارة (جمال فهمي). شهادة(8): مايميز هذا العمل الفني، جدارية الثورة، هو التنوع في حركه الشخوص بين الثبات والحركه بفعل الحدث،وتعبيرات الوجوه الغنيه بكل الإنفعالات الإنسانيه إضافةً الي ان إنفصال الأحداث جعل هناك تنوع في بنايات اللوحات فهو بخط أفق أو عمق واحد كما في العملين السابقين، وأهم من كل ذلك ستظل لوحة الثورة للفنان طه القرني هي العمل الفني الملحمي الوحيد الذي سجل ووثق أحداث ثورتنا المجيدة للأجيال القادمها(مجدي الكفراوي) إعادة إكتشاف الجمهور ................؟ طبيعي أن ينتصر الفنان الحقيقي للناس، ويعيد صياغة المشهد التشكيلي المنعزل الي الشارع، بتحركي وتعمقي وسط الناس للتفاعل معهم، كقاعدة جماهيرية عريضة، ولذا أقول: وداعا للقاعات المغلقة التي تحبس جماليات الفن التشكيلي وتخنقه داخل الجدران الصماء، فالفن التشكيلي هو أكثر فن يتداخل في كل مشهد وكل صورة وكل حركة وكل نفس في حيانتا، إنه أقرب الفنون الي أنفسنا ومع ذلك فهو الأكثر بعدا وابتعادا عن الناس.إن علينا كفنانين أن نعيد البحث عن الجمهور، ونمارس إعادة اكتشاف هذا الجمهور، ولا بد أن نسعي لاستكمال النصاب القانوني كمواطنين مصريين لهم دور فعال من خلال الفن. شهادة(9) : اتبع طه القرني منطق السيناريو السينمائي في تتابع الاحداث، وجعل من يوم الجمعة وحدة رمزية منفصلة / متصلة، معتمداً علي سيناريو الاحداث الحقيقية كما حدثت، وهي لا تزال حيه في وجدان المصريين، سواء من شاركوا في الثورة او من تابعوها عبر اجهزة الاعلام، و تلك القراءة السردية لا تتعارض مع العملية الابداعية، بل انها تضيف بعداً تاريخياً وثائقياً علي هذه التجربة، التي لا يجب ان نحملها فوق ما تحتمل بالنظر اليها وفق مقاييس اتجاهات الفن الحديث، فإن عملاً . بمثل هذه النوعية ينبغي ان يقيم بمقاييسه الذاتية، وقد حدد صاحبها هدفه منها منذ البداية، وهو ان تكون فعلاً ثوريا و آنياً مصاحبا للثورة، و محركاً للمشاعر بعد انتهاء احداثها، وتبقي لطه قرني شجاعة المبادرة و الاقتحام للمادة الخام (اللحم الحي للثورة) حتي جعل منها ذاكرة جمعية، و طاقة محرضه لا تزول بانتهاء الدافع اليها (عز الدين نجيب ) لأنه فنان الشعب ................؟ مشواري كله هو سعي حثيث لكسر الحواجز بين الفن والجمهور، والومضة الأولي الحقيقية كانت لوحة سوق الجمعة والتي أجرت حوارا ثقيلا بين وبين أمن الدولة الذي كان يفتش في الخطوط والألوان والوجوه وكأنهم كانوا ينقبون عن النفط في صحراء جرداء خارج التاريخ، اكان هزارهم سخيفا. شهادة(10): هو فنان قدير يستحق أن نسميه فنان الشعب لأن وجدانه مرتبط بالناس البسطاء، عاش حياته يرسم ويصور سوق الجمعة قي لوحة بانورامية تجاوز عرضها العشرين مترا ملأت جدران قاعة العرض الرئيسية بدار الأوبرا، ومارس هذه المرة في عمله الثاني اللمسة الانطباعية الخاطفة المحملة بانعكاس الضوء علي الطبيعة لتزداد حيوية الشكل ونضارته وجاذبيته الجمالية والتأثيرية، أقول هذا كناقد مخضرم عايش كل الأجيال حتي مئوية الفن الجميل (كمال الجويلي). شهادة(11): في لوحاته وجدارياته لا تري مجرد وجوه، أو بيوت، أو ملامح وتفاصيل.. بل مشاعر وحياة تأخذك لتجعلك جزءًا من عالمه، في تجمعات الموالد، والأسواق، وميدان الثورة، يشعرك بسكون الليل، وبهجة النهار، وانفعالات الناس، ويقين الثوار، وتسمع ترتيل القرآن، وصوت الأذان، وتواشيح المنشدين، وأنين المهمشين ومظالم الفقراء. وحركة الناس عنده تكشف أحاسيسهم وأوجاعهم، وعيونهم تظهر ما خفي بالصدور، أعمال طه قرني تكره التغريب ولا تعبد النظريات الفنية الجاهزة، هي فقط تعتز بأنها أسيرة الهوية المصرية، وتأخذنا إلي مصر التي يعتقد أن أغلبنا لا يراها جيدا، وهو بأعماله يريد أن يكون صوتها حتي يستحق - عن جدارة - لقبه المحبب فنان الشعب (يحيي قلاش). إلا ... المرأة!! ................؟ هذا صحيح.. هي إشارة رقيقة وأنيقة همست بها عرفانا وإكبارا للمرأة المصرية، إنها اجدارية الزهور التي عبرت فيها عن اعتذارنا لنساء مصر عن أحداث مجلس الوزراء لم أجد ما أعبر به عن تضامني وتعاطفي وإجلالي لهن خاصة في حالة تعرض بعض الناشطات للسحل، سوي أن أضع هذه الجدارية تحت أيديهن كاعتذار عما حدث. فأرجو القبول وأرجو العفو. شهادة (12): الفنان طه قرني يسعي من خلال مخزونه الثقافي والفني الي تحقيق بانوراما تؤكد التوافق بين التصوير والأستماع القائم بين مفرداته التي تدعوك بدورها الي المشاركة الخيالية والبصرية لتتحرك في عالمه بين - المأمل والمناجي والمنادي، السعيد والحزين، والمتوحد مع نفسه والمتحاور مع مجاوريه فتمتد لوحاته بصغرها وإتساعها لحشد الجمال المتجسد في الحياة ليقيم نصوصا بها دلالات ومضامين فكرية وفنية تجمع بين الوحدة والتعدد(د.سامي البلشي).