بعد حل مجلس نقابة التشكيليين واستقالة النقيب كان للأهالي حوارها مع د."طه القرني" الفنان التشكيلي المرشح لمجلس النقابة الجديد ،وبعد ثورة 25 يناير والتي كان من المشاركين بها وشهد علي أحداثها وقرر بعد يومين من بداية الثورة أن يرسم جداريه ضخمة عن الثورة بميدان التحرير ويعكف علي العمل عليها ليصل حجمها لأكثر من 40 مترا ويجهزها لتعرض في ميدان التحرير لتكون بمثابة توثيق للأحداث علي مدار 18 يوما. الفنان "طه"كان قد دخل موسوعة جينيس في جداريه "سوق الجمعة " التي كان حجمها 23 مترا وارتفاعها 140 سنتيمترا كما قام بعمل جداريه "المولد" العملاقة وأطلق عليه فنان الشعب أيضا وقام لأول مرة في مصر بتجربة الرسم المباشر أمام الجمهور فكان دائما يحرص علي التواصل مع الطبقات البسيطة في المجتمع وكل الطبقات الأخري فلا يعيش منعزلا عن مجتمعه وعن مشاكله فيقول واجبي هو التعبير عن هذا الشعب الذي أنا منه وناضلت وسجنت لأجله أيضا وحمل علي عاتقه دائما مهمة توصيل صوت الفقراء للمسئولين من خلال فنه . فهذا هو دور الفن الحقيقي في المجتمع ولذلك فكانت مشاركة د."طه" في ثورة 25 يناير ليست بالبسيطة إلا انه بعد يومين من الأحداث قرر البدء في عمل جداريه أخري عن الثورة لأنه أدرك حجم هذه الثورة في التاريخ المصري ليكون بذلك شاهدا علي التاريخ ويوثقه أيضا عن طريق رسمه في لوحته الفنية معبرا عن مراحل أحداث الثورة التي كان البطل الوحيد بها هو الإنسان المصري بانفعالاته وفئاته ومطالبه في استرداد الكرامة بداية من الوقفات السلمية الفئوية ثم جمعة الغضب و ثورة الحجارة وهجوم الجمال علي المتظاهرين وصولا إلي لحظة تنحي الرئيس والأفراح بعد النصر فيقول د."طه " قد رسمت موقف الأمن وهو موقف واضح أدين فيه النظام وأعلن عن موقف وإرادة الشعب ،وعن مشقة هذا العمل يقول أنا أؤمن بهذا العمل جدا وأنني اعتبره بمثابة "طبطبة علي قلب هذا الوطن" فالألم والوجع اعبر عنه لأنني شعرت به . ويضيف قائلا أجمل لحظة من الممكن أن يعيشها الإنسان وهو يري التاريخ يصنع أمامه بل ويشارك في صناعته وتوثيقه عن طريق الفن وستعرض اللوحة كنصب تذكاري وذلك بعد تشكيل حكومة جديدة ،وإذا تمت الموافقة علي عرضها بشكل دائم ستكبر بخامات أخري لتتحمل الطقس والأتربة والمطر. ويشير د."طه" لخوف النظام السابق دائما من عرض إحدي هذه الجداريات التي تعبر عن المواطن البسيط في أماكن عامة لتفادي التكتلات وأي شخص يحاول تمثيل شريحة من المواطنين ويحاول اجتذابهم كان يعامل بقهر من النظام . وعن معاناة الفن التشكيلي في التواصل مع المجتمع كان دائما يراهن علي وعي المواطنين البسطاء وتحدث عنهم دائما في فنه فيرد قائلا د."طه" أننا مازلنا نعاني في تواصل الفن مع المجتمع فانا دائما أصر فمهما كان فالناس البسطاء هم الرهان الوحيد لتطور أي نجاح موجود وأي قصور من الشعب كان مسئولية حكامه . وعن ترشيحه لنقابة التشكيليين والدعوة علي موقع "الفيس بوك" لترشيحه نقيب التشكيلين فيقول د"طه" تخلصنا من رأس النظام ولكن مازال الفساد كامن في جسد البلاد ويجب اتخاذ إجراءات فورية بمتابعة الفساد الممتد للنقابات ولذلك انوي الترشح للنقابة للعمل ببرنامج إصلاحي يرد للفن كيانه بحيث يتساوي الفنان التشكيلي بكل القامات الأدبية الأخري وان يكون الفنان قادرا علي التعاطي مع المجتمع. ويضيف أريد أن تكون النقابة حقيقية وليست تأدية وظائف عامة لأنها أصبحت حوائط بلا وظيفة تنهض بالفن والأساس في برنامجي هو إيجاد آلية مشاركة مجتمعية في كل الأحداث المجتمعية و برتوكوليا أن يتم التعاون بين النقابة والمحافظات والمحليات للمشاركة في الأعمار والرؤي الجمالية في كل أنحاء مصر، وكذلك المشاركة في كل مشكلات المجتمع الموجودة لان دور الفن التشكيلي أن يعبر عن أنين المجتمع وبالطبع اشكر من أعطاني هذه الثقة ويؤيد ترشيحي للنقابة وهي مسئولية كبيرة وغالية ،ولذلك أدعو الشباب الفنانين أن يتقدموا لمجلس النقابة كمرشحين للمجلس في يوم 12 مارس المقبل. ويستكمل د."طه"كلامه أنا كنت دائما اعي المسألة المجتمعية و أراها جيدا وأتعايش معها لاني جزءا منه وهذا هو الفرق بيني وبين أي فنان بالرغم من أن الكثير أفضل مني علي المستوي الفني ولكن أنا أتميز في تواصلي مع مجتمعي فالبعض معتقد أن الفنان يقوم بعمل فن جمالي فقط ولكن يجب علي الفنان أن ينضم لصفوف مجتمعه ويتواصل معه لان أي فنان يبتعد عن مجتمعه المجتمع يبعد عنه أيضا فهو شعور متبادل. بعد حل نقابة التشكيليين واستقالة النقيب فالقائم بالعمل بها الآن هو لجنة لتسيير الأعمال لحين وقت الانتخابات فيقول د."طه"أفضل ما في هذا إن النقيب انسحب في هدوء بعد أدانته بعدم انحيازه للشارع ففي الوقت الذي كان اغلب الفنانين التشكيلين منضمين لصفوف الشارع كان النقيب السابق غير معبر عنهم بأي حال من الأحوال فكان موقفه متخاذلا ولا يعبر عن صورة ودور المجتمع بل كان منحازا للنظام الفاسد ولابد ان يعتذر للشعب المصري علي الكاريكاتير المسيء للشعب المصري الذي رسمه خلال الأحداث وفيه إهانة بالغة للمصريين كما لم يتقدم بالعزاء للشهيد الفنان "احمد بسيوني".فالنقيب السابق كان لا يعبر عن الفنانين بأي حال من الأحوال.