»القلب رمز إنساني ذو دلالات روحانية وحسية ومعرفية جمالية، القلب هو تجليات الحب والمحبين، إنه الخشوع، السجود، الركوع، إنه الخفقان، التوتر، الهدوء، التوحد والتوحيد، الوجد والإلهام، الإبداع، المتعة، الإحساس، القلب هو تجليات خصوصية الإنسان الفنان، القلب هو كل هذه الدلالات والذي لا يتوقف منذ الميلاد، وقلب الهدهد هو قلب طائر ملك الطيور وأجملها في زهد لوني رائع وذكاء فطري لاحدود له، والهدهد لا تستطيع أن تجده بمفرده إطلاقاً فحبيبته الهدهدة ترافقه طوال الوقت من هنا إلي هناك يعزفان لحناً جمالياً موسيقياً في تتابع كل منهما للآخر في الطيران والارتجال من مكان لآخر عبر الزمان، وطوال تأملي ومراقبتي لهدهد في سماء دهشور الجميلة وأرضها استطيع أن أعترف وأزعم أنني تعلمت منه الكثير والكثير، وكثيراً ما يهاجم الهدهد الكلاب والقطط والغربان ولكنه بكل يسر ودون انفعال يرتقي بالطيران إلي السماء ويقف دائماً علي مستوي أعلي فوق النخيل والأشجار أعلي من هؤلاء الأعداء وينظر لهم ويتأملهم في حب وحنان ثم يطير إلي مكان آخر ويترك لهم تلك المساحة يتقاتلون، كل منهم مع الآخر وهو هناك في مكان آخر بدون أعداء. قلب الهدهد ابيض - قلب الهدهد فرحان، قلب الهدهد محب، قلب الهدهد خفاق، قلب الهدهد ساجد - لله في اطمئنان«. بهذه المقدمة التي كتبها الفنان أحمد عبد الكريم في مقدمة كتالوج معرضه الذي أقيم في قاعة بيكاسو بالزمالك خلال شهر مارس 2102، وأصبح الهدهد رمزاً في الأعمال الفنية للفنان يحمل.. دلالات للقيم الإنسانية والعاطفية، وتحوَّل الرمز إلي مفردة تشكيلية ذات ملامح خاصة مختزلة وفق تراكم المخزون البصري في عمق الذاكرة ومن هنا تأتي بساطة المعالجة الفنية للرمز في حالة توافق بنائي وجمالي، وتعتمد حركة الهدهد علي المد والجزر كلما اختلفت فضائيات أعماله الفنية، وتتلاحم مفردات اخري ذات اهمية كالنبات والأسماك والإنسان - تذكرنا بالبرديات المصرية القديمة - والهدهد في حالة الوضع الجانبي يتأمل المشهد.. »الانسان النبات - المياه، الأشجار والنخيل« تأتي هذه المنظومة ليكتمل المشهد الذهني الجديد للاعمال الفنية ، والتي تجمع بين الواقع والخيال، وبين الطبيعة وما وراء الطبيعة، والخير إشارة واضحة وكامنة في الأعمال الفنية بينما تتألق المعاني في توحد هذه المفردات ناطقة وفاعلة وكاشفة عن جمال الفكرة وانبثاقها وانسيابها بين نسيج متماسك البناء، وفي هذا المعرض تنوعت المعالجات الفنية من خلال أداء متجدد أكثرها عمقاً هي الأعمال الفنية التي تخلص فيها الفنان من الرقش الزخرفي وايضاً التي اختزل فيها كم العناصر والمفردات، والفنان أحمد عبد الكريم دائم التجريب منذ اشتراكه في الدورات الأولي التأسيسية لصالون الشباب عام 9891، والفنان أستاذ بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان ووكيل الكلية، والفنان يرسم ويلون كما يتحدث وكما يتحرك.. وهذا جزء كبيرمن هوية الفنان وأخلاقياته، وتذكرنا أعمال الفنان برسومه بالأحبار السوداء أو بأقلام الرصاص أو الفحم، وتعد هذه ميزة هامة عند الفنان الرسام الذي يمتلك القدرة علي التأمل في الطبيعة والحياة بروافدها وقضاياها الاجتماعية والإنسانية - والتعبير عنها بعمق وبروح المبدع، وتألق الفنان، وإرادة الرسام، وقلب الإنسان، وهذه الحالة بتفاصيلها جزء أصيل لا يتجزأ من مرجعية الفنان التي تحفزه علي الإبتكار وأعمال العقل علي بث أفكار جديدة، أقام عدة معارض خاصة بمصر وبعض الدول العربية، وله مقتنيات بالمتحف المصري للفن الحديث وبعض مؤسسات الدولة، بالاضافة الي مقتنيات خاصة للأفراد في مصر وبعض دول العالم.