فرضت الظروف والازمات السياسية علي الساحة العربية ان يتم توسيع جدول اعمال اجتماع وزراء الخارجية العربي غير العادي والذي كان مخصصا للبحث في ازمة الصراع بين دولتي السودان وجنوب السودان حول منطقة هجليج ،باضافة بندين اخرين وهما الازمة السورية علي ضوء ماتم التوصل اليه من نتائج وقرارات في اجتماع اللجنة الخاصة بالازمة والتي عقدت اجتماعا لها في الدوحة منذ ايام ،وكذلك تداعيات زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد لجزيرة ابو موسي الاماراتية بناء علي طلب من وزارة الخارجية الاماراتية باضافة هذا البند الي جدول الاعمال . وسبق اجتماع وزراء الخارجية ،لقاء جمع بين د.نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية ووفد من المجلس الوطني السوري المعارض امس لبحث التطورات علي الساحة السورية. وكشفت بسمة قضماني عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض والمتحدث الرسمي باسمه عقب اللقاء عن الاتفاق مع د.نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية علي موعد مقترح لاجتماع كافة أطراف المعارضة السورية في الجامعة العربية يومي 16 و17 مايو القادم، يضم المجلس الوطني والأطراف السورية المعارضة المختلفة بهدف توحيد رؤية المعارضة السورية والخط السياسي المشترك الذي يجمع المعارضة الوطنية السورية جميعها. وقالت أن اللقاء مع الأمين العام وكبار المسئولين في الجامعة العربية كان حول متابعة تطبيق خطة كوفي أنان وبصفة خاصة ضرور احترام النظام السوري لوقف إطلاق النار، كما تم مناقشة التصعيد الذي حصل خلال ال48 ساعة الماضية. واضافت: طلبنا من الأمين العام أن يكون هناك موقف حازم من وزراء الخارجية العرب والمطالبة بعدم التباطؤ في نشر المراقبين الدوليين في سوريا وضرورة احترام قرار مجلس الأمن واستنتاج عدم احترام النظام السوري لقرار وقف إطلاق النار. واشارت الي طلب المجلس الوطني من الجامعة العربية أن يكون هناك قرار واضح في هذا الشأن ،منوهة الي أن وفد المجلس الوطني السوري سيبحث مع عدد من وزراء الخارجية العرب الأوضاع في سوريا. وعلمت الاخبار ان الاتجاه داخل اجتماع وزراء الخارجية يشير الي تبني ماتم التوصل اليه في اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية في اجتماعها الاخير بالدوحة حيث اكدت علي الالتزام بالتنفيذ الكامل لكافة قرارات مجلس الجامعة ذات الصلة بالأزمة السورية وتأكيد دعمها الكامل لمهمة كوفي أنان، وفق إطار زمني محدد، ومطالبة الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والشامل والفوري لخطة المبعوث المشترك ولالتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن ونقاطه الست المرفقة بهذا القرار ،وادانت اللجنة مواصلة عمليات العنف والقتل التي تستهدف المدنيين السوريين، ودعوة جميع الأطراف للتقيد بوقف كافة أعمال العنف المسلح وانتهاك حقوق الإنسان، ودعوة مجلس الأمن إلي تسريع عملية نشر المراقبين في الأراضي السورية، ومطالبة الحكومة السورية تسهيل عملية الانتشار لفريق المراقبين وضرورة المساءلة الجنائية لجميع المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني، وعدم إفلاتهم من العقاب. الوضع في هجليج وعلمت الاخبار ان وزراء الخارجية العرب سيعلنون في اجتماعهم علي دعمهم للحكومة السودانية ، و لكافة المساعي المبذولة لتسوية جميع القضايا العالقة بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان، والتي توقفت المباحثات بشأنها إثر العدوان الأخير علي هجليج، بما يفتح الطريق أمام تحقيق جهود التنمية الشاملة ويعود بالنفع علي الشعبين، والترحيب بالجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية لتحقيق التهدئة وحل الخلافات بين الطرفين بالطرق السلمية. وكان السفير كمال حسن علي سفير السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية قد اكد علي حاجة السودان الي دعم اشقائه العرب في هذه القضية ،مضيفا :لقد رأينا الاتحاد الافريقي يدين هذه القضية بشكل كبير ويعقد الان اجتماعا لمجلس السلم والامن الافريقي ،ورأينا ايضا الاممالمتحدة التي ادانت تلك المسالة بصورة كبيرة وواضحة . وقال ان السودان دولة عربية تم الاعتداء عليها فلابد من موقف عربي واضح جدا ونحن طلبنا هذا من الجامعة العربية ووجدنا استجابة قوية جدا . وانتقد كمال حسن علي ردة الفعل العربية وقال : هي اقل من مواقف بعض الدول الاوروبية والصين وروسيا وغيرها من الدول ، مضيفا: سندنا وعمقنا الاستراتيجي هي الدول العربية حتي استهدافنا هو استهداف للدول العربية لذلك نحن نريد موقفا عربيا قويا جدا يدعم السودان ضد الاستهداف العسكري لاراضيه . الإمارات وايران كما علمت الاخبار ان الاجتماع الوزاري لن يخرج في موقفه تجاه ازمة زيارة نجاد لجزيرة ابو موسي عن الموقف الذي اتخذته دول الخليج في اجتماعهم الوزاري الذي عقد في الدوحة الاسبوع الماضي من ادانة زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسي المتنازع عليها بين الإمارات وإيران والتأكيد علي ان تلك الزيارة تمثل انتهاكا لسيادة الإمارات، و أنها لن تغير من واقع سيادة الإمارات القانونية والتاريخية علي هذه الجزيرة وجزيرتين أخريين بالقرب منها ،وان كان هناك اتجاه متشدد داخل المجلس يدعو الي موقف اكثر حزما بعد التصعيد الاخير من الجانب الايراني بنشر قواعد صواريخ علي الجزر الثلاثة وهو مايعد تصعيدا خطيرا خاصة ان هناك توجها لاعلان جزيرة ابو موسي لمحافظة جديدة باسم خليج فارس.