جمال الشرقاوى منذ عشرين عاما أتابع الجهود البحثية والتطبيقية للدكتور سعيد سليمان أستاذ الوراثة بكلية زراعة الزقازيق من أجل ايجاد صنف أرز قليل الاحتياجات المائية، وعالي الانتاجية، ومقاوم للأمراض، لينتهي الصراع الدائم بين وزارتي الري والزراعة. اللتين تحددان مساحة الارز عند مليون ومائة ألف فدان، لأن الأصناف التي تزرع عندنا مقنناتها المائية عالية، بينما مواردنا المائية لا تسمح بالمزيد.. وبين الفلاحين الذين يجدون أن الأرز يعود عليهم بدخل أكبر من أي محصول آخر.. فيزرعونه بالمخالفة لمخططات وزارتي الزراعة - والري. وحتي لو أصرت الوزارتان علي تقليل المياه، وحجزها عن الاراضي غير المصرح لها بزراعة الأرز، مما يقلل من انتاجية هذه الأراضي، فان الفلاحين يواصلون المخالفة.. وهي مشكلة مزمنة تتكرر كل صيف. خلال 53 عاما ظل الدكتور سعيد سليمان يبحث ويطور ويجرب حتي أمكنه ايجاد صنف أرز مصري، سماه »عرابي« وواصل حتي صاروا 4 عرابي. أكثرهم تلبية لاحتياجاتنا عرابي 2. لم يكن د. سعيد وحده، وانما عاونه زملاؤه في أقسام الكلية، حسب تخصصه. وعندما صار الصنف مؤكدا، عقد سيمنار في الجامعة، برعاية رئيسها، عرض فيه كل الجوانب والاطوار العلمية. وأنتقل الدكتور سعيد بتجاربه لصنف عرابي من مزرعة الكلية، الي محطة معهد بحوث المياه وطرق الري بالزنكلون بالزقازيق، بالتعاون مع الدكتور يسري عطا. وفي موسم 0102 زرع الدكتور سعيد سليمان لدي الفلاحين في ديرب نجم شرقية، وفي أوليك مركز ميت غمر دقهلية. وقد زرت هذه المواقع، وصورها زميلي مناع محمد، وكان معنا من الخبراء من يستطيعون الحكم. وكان واضحا تماما أن صنف عرابي2، روي بنصف كمية المياه التي تروي بها جميع الأصناف الأخري، وأن انتاجيته أعلي، رغم نقص المياه، فضلا عن مزايا أخري أهمها تخفيض استهلاك الطاقة، وتقليل تكلفتها. .. وحتي نكسب وقتاً، للاسراع بتسجيل صنف عرابي2 تقدمنا برجاء لوزير الزراعة عندئذ الدكتور أيمن فريد أبو حديد الذي تفضل مشكورا بأن تزرع التقاوي التي انتجت عام 0102 في حقول الفلاحين، تحت اشراف الادارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي، لتكون ضمن برنامج تسريح التسجيل، ويعمم ناتجها تقاوي لموسم 1102، وأصدر الدكتور أيمن قرارا بذلك، تم تنفيذه فعلا. تمت في الموسم السابق زراعة 002 فدان بصنف عرابي 2 في حقول 24 مزارعا، في 13 قرية، في 71 مركزا، تقع في خمس محافظات: الشرقية، الدقهلية، البحيرة، دمياط، الغربية. كلها تحت الاشراف الكامل للادارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي. وتم الحصاد - خصوصا في الشرقيةوالدقهلية - في احتفالات حضرها كل مسئولي الزراعة. وفي الشرقية حضر المحافظ الدكتور عزازي علي عزازي. وكان أقصي قدر من المياه لري الفدان 0053 متر مكعب، بينما أدني قدر للاصناف السائدة 0006 متر مكعب. وكان متوسط انتاجية فدان عرابي2 أربعة أطنان وربع طن، متفوقا بطن كامل عن المتوسط العام. ومنح الدكتور سعيد سعد أحمد سليمان »شهادة حماية صنف نباني« من الادارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي - مكتب حماية الاصناف النباتية ورئيسه المهندس عماد صفوت فهيم. صادرة بالقرار الوزاري رقم 1522 بتاريخ 62/21/1102 لمدة عشرين عاما. وها هو الموسم الجديد يبدأ في مايو.. بعد أيام. الدكتور سعيد يحتفظ لدي الفلاحين من الموسم السابق بمائتي طن تقاوي، تزرع موسم 2102 ثلاثة آلاف فدان، ومثلها لدي الفلاحين، تزرع الموسم التالي 051 الف فدان * 2.. لتتمكن عام 4102 من زراعة 5.1 مليون فدان، بما نزرع به من مياه الآن 057 ألف فدان.. هذا إذا أصدر الوزير المهندس محمد رضا اسماعيل قرارا مثل الذي أصدره الدكتور أيمن فريد أبو حديد..