سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأرز يشرب نصف الكوب.. ويهدي نصفه للقمح البحث العلمي التطبيقي ل »الزقازيقي« ينهي أزمة الأرز.. ويفض الاشتباك بين الري والفلاحين
أرز الجفاف، بشرائح عطا، يكتفي بثلاثة آلاف متر مكعب.. كأي محصول آخر
زرعنا هذا العام مليون فدان ب 6 مليارات م3.. وعام 3102
الحاج سيد وشقيقه فرحان بنتائج محصول تكاليفه أقل مما تعودوه هذه ثورة حقيقية في زراعة الأرز.. سيمتد تأثيرها إلي كل المحاصيل.. هذا ليس أي كلام.. انه حدث جد.. بل جد جدا.. فهو ثمرة بحث علمي جاد.. دؤوب.. شامل.. متكامل مر بكل مراحل التجريب.. والتأكيد.. والتطبيق الحقلي شاهد علي صحته وجدواه.. وجدته.. وبالتحديد وايجاز: فالمليون فدان التي زرعناها أرزا هذا العام، بستة مليارات متر مكعب مياه.. سنزرعها عام 3102 بثلاثة مليارات متر مكعب مياه فقط.. ونوفر ثلاثة مليارات متر مكعب لمحاصيل أخري.. فإذا زادت المساحة إلي مليون ونصف مليون فدان بعد ثلاث سنوات.. وهذا حتمي، فإنها ستكتفي بأربعة مليارات ونصف مليار متر مكعب.. ونوفر مثلها.. لنستصلح ونزرع بها مليون فدان قمحا نحن في مسيس الحاجة إليها.. هذه هي النتيجة الرائعة لابحاث فريق علمي بجامعة الزقازيق قاده عالم الوراثة الدكتور سعيد سليمان، اسفرت عن استنباط صنفين من الأرز يتحملان الجفاف.. ويرتويان بثلثي كمية المياه التي ترتوي بها كل اصناف الأرز المزروعة حاليا »عرابي 1« و»عرابي 2«.. وبالتضامن العلمي، التطبيقي.. والزراعة بنظام »شرائح عطا« التي ابتكرها الأستاذ الباحث بمعهد المياه وطرق الري الدكتور يسري عطا، انخفضت الاحتياجات المائية لصنفي عرابي 1 وعرابي 2 من أربعة آلاف متر مكعب إلي ثلاثة آلاف فقط.. إننا ندعو وزيري الزراعة والري.. وكل من يهمه أمر الزراعة والمياه لزيارة قريتي »أوليلة« بمركز ميت غمر دقهلية، وقرية »إكوة« مركز ديرب نجم شرقية.. ليروا بأعينهم الحقول.. ويستمعوا إلي الفلاحين.. ليتأكدوا مما نقول.. ويتحملوا مسئولية سرعة تسجيل الأصناف الجديدة، وتشجيع انتشارها.. هذا أمر لا يجوز فيه الاستخفاف أو اللامبالاة من المسئولين، فعدم أخذه بجدية سيعني اهدار مليارات من الأمتار المكعبة من مياه النيل الغالية والعزيزة.. وهي خطيئة تفوق خطيئة اهدار المال العام.. لم يكن التوصل إلي اصناف أرز تكتفي بأربعة آلاف متر مكعب من مياه الري.. وبنظام الزراعة بشرائح عطا، تكتفي بثلاثة آلاف متر مكعب، بالأمر السهل، بل اقتضي ذلك من خريج زراعة الزقازيق الشاب.. الذي شغله الأرز ومياهه، أن يعد رسالته للماجستير في استحداث طفرات تبكر في انضاج الأرز، لتقل احتياجاته المائية.. ثم يجعل رسالته للدكتوراة في التحليل الوراثي للطفرات المبكرة للأرز وقد استفاد قسم الأرز في مركز البحوث الزراعية بنتائج هذه الابحاث في استنباط اصناف مبكرة النضج، أقل احتياجا للمياه.. ثم واصل أبحاثه طوال هذا الزمن، حتي تحقق هدفه العلمي أخيرا.. يستعرض الدكتور سعيد سليمان أستاذ ورئيس قسم الوراثة بكلية زراعة الزقازيق رحلته مع أرز الجفاف.. من الحلم إلي العلم: عام 8791 نجح مركز الأرز العالمي في الفلبين في استنباط سلالات مقاومة للجفاف وعالية المحصول في نفس الوقت، لكنها لا تلائم الذوق المصري في الطهي، تابعت الأمر، فعلمت أن الصين حققت نفس الشئ في الأرز الياباني، ولما كانت الاصناف المزروعة في مصر تنتمي إلي الأرز الياباني.. فقد طرحت علي نفسي هذا السؤال: لماذا لا تكون بعض اصنافنا تتحمل الجفاف ولو جزئيا.. أيضا؟.. وكتبت مقالا بهذا المعني، تحت عنوان »أرز الجفاف« نشر في صحيفة »الأهالي« عام 5891، في وقت كثر فيه الحديث عن أزمة مياه النيل، في نفس العام تم اختياري بفريق مشروع البحوث والتدريب في الأرز التابع لمركز البحوث الزراعية، بقرار من رئيسه عندئذ الدكتور أحمد ممتاز، وعندما أعلن عن المشروع القومي للأبحاث الزراعية NARB الممول من هيئة التنمية الدولية الأمريكية ووزارة الزراعة المصرية، تقدمت بمشروع تحت عنوان »التربية لتحمل الجفاف في الأرز« ووفق عليه وتم التعاقد عام 8891. أصناف تروي بأكثر مما تحتاج! واصل الدكتور سعيد: قمنا بتجارب لتقييم كل السلالات والأصناف المصرية، وكذلك الاصناف الفلبينية.. والسلالات التي توصلت إليها من نتائج أبحاثي في الماجستير 9791 والدكتوراه 4891، واثبتت التجارب عام 8891/9891 اننا نملك اصنافا متوسطة التحمل للجفاف، ومع ذلك تزرع تحت ظروف الغمر وتروي بتسعة آلاف متر مكعب، بينما يمكن ريها ب 0036 متر مكعب فقط، وتعطي انتاجية افضل، هي اصناف جيزة 271 وجيزة 671 وريهو، ثم قمنا بعمل كل التهجينات الممكنة بين الاصناف المحلية والأجنبية المتحملة للجفاف والمعاملة بالمطفرات اشعة جاما، EMS لاستحداث طفرات.. وجري تقييم المحصول بين الاصناف المصرية متوسطة تحمل الجفاف، والصنف المقاوم للجفاف IET1444 تحت ظروف الجفاف عام 1991، وعام 2991 أعيد تنفيذ التجربة مع استخدام معدلات سمادية من البوتاسيوم واعطي الصنف جيزة 671 مع الري كل 8 أيام، وتسميد 05 كجم سلفات بوتاسيوم 4 طن، وكان ذلك حدثا استثنائيا، بالنسبة للمعتاد، وحصلنا علي موافقة إدارة المشروع للانتقال إلي اجراء تجارب تأكيدية لدي المزارعين، وتم ذلك في 5 مواقع بمحافظات الشرقية والاسماعيلية والدقهلية وكانت النتائج باهرة. في هذه المرحلة نبهنا إلي هذا الباحث، العالم الموسوعي الدكتور أحمد شوقي أستاذ الوراثة بزراعة الزقازيق، وتوجهنا معا عام 1991 إلي هناك، لكن لأن التجارب كانت ماتزال في صوبة في الكلية، فقد امتنعت عن النشر، حتي تنتقل التجارب إلي الحقول الطبيعية والفلاحين العاديين، في الموسم التالي، وكان الانتقال قد تم، زرته وشاهدت التجربة في مزرعة الكلية، وليس الصوبة، وتحدثنا مع العمال، والمهندسين سعيد محمد شحاتة ودلال السيد النحال طالبي الماجستير، ثم انتقلنا إلي المنطقة الرابعة بالصالحية الجديدة، وتحدثنا مع الفلاحين الذين زرعوا 9 قراريط أرز، في أراض رملية، لأول مرة في تاريخ زراعة الأرز بمصر، كانت أمنية الدكتور سعيد سليمان عندئذ أن تعدل خريطة توزيع التقاوي فنحن نزرع جيزة 171 في 64٪ من المساحة، يليه جيزة 271 في 22٪ من المساحة بينما لا تتجاوز مساحة جيزة 671 الذي يتحمل الجفاف 31٪ فقط من المساحة لو بدلنا الوضع لوفرنا مليار متر مكعب من المياه، طبعا لم يحدث ذلك إلا بعد زمن طويل! وقد نشرت تحقيقا تفصليا بكل ذلك في »الاخبار« بعنوان »الأرز« يشرب قليلا، يوم 22/1/2991. الحرب.. والتصميم بدلا من أن يفرح المسئولون بهذا الانجاز ويشجعون الباحث علي المزيد من التقدم.. حاربه أحد المسئولين القدامي، وقلل من قيمة أبحاثه ونتائجه.. وطبعا هذه عادتنا ولن نشتريها!.. وظل يضع العراقيل حتي »نجح« في وقف تمويل المشروع. سألت الدكتور سعيد: ماذا فعلت إزاء ذلك؟ قال: أبدا.. واصلنا أبحاثنا في نطاق الكلية وجامعة الزقازيق واستطعنا استنباط سلالات مصرية تتحمل الجفاف وعالية المحصول.. حتي وصلنا بالانتخاب إلي صنفي عرابي 1 وعمره 031 يوما ويستهلك 0004 متر مكعب،لكن بالزراعة بشرائح الدكتور يسري عطا، ينخفض استهلاكه وعمره 021 يوما فقط، ويستهلك - بشرائح عطا- 0572 مترا مكعبا، وانتاجيته 4 طن للفدان. أضاف: جاء ذلك نتيجة تجارب مع الدكتور يسري عطا في محطات بحوث معهد إدارة المياه وطرق الري عام 8002 وعام 9002، أما هذا العام فقد انتقلنا معا إلي حقول الفلاحين في 5 مواقع بالشرقية والدقهلية.. وسوف ترونها علي الطبيعة.. أكمل: فضلا عن ذلك، ولفتح مجال للأرز في الأراضي الجديدة، وبطرق ري متقدمة، ففي عام 8002 تم نشر بحث رائد بالاشتراك مع الدكتور عادل غازي الاستاذ بمعهد بحوث الهندسة الزراعية.. حول نجاح زراعة الأرز في الأراضي الرملية حديثة الاستصلاح، بنظام الري بالرش الدقيق.. فقط أعطي الفدان 5.3 طن.. فريق بحثي متكامل سألت الدكتور سعيد سليمان: قمت بكل هذه الأبحاث وحدك؟ رد منزعجا: أعوذ بالله، لا يتم بحث علمي حقيقي بجهد فردي.. واستطرد: ففضلا عن الدعم المتصل الذي قدمه لي الدكتور أحمد ممتاز رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق.. وفضل أساتذتي الكبار الذي ساهموا في صياغة منظومة مشروع التربية لتحمل الجفاف في الأرز عام 6891.. بل والمشاركة في وضع اللبنات الأولي للمشروع بعد الموافقة عليه عام 8891.. وهما الدكتور ممدوح أبوالمحاسن إسماعيل أستاذ الوراثة بالكلية، والدكتور محمد محمود شوقي أستاذ الفسيولوجي.. وهما في رحاب الله.. كما شاركني في الأبحاث زملائي الدكتور عباس السيد صقر، استاذ فسيولوجي النبات، الذي تولي مع زميله الدكتور السيد محمود مقيبل، كل القياسات الفسيولوجية المرتبطة بالجفاف والملوحة، والدكتور محمد أبوزيد أستاذ أمراض النبات الذي تولي تقييم السلالات من حيث مقاومة اللفحة، والدكتور نصر نصار أستاذ الأراضي والمياه، الذي تولي حساب المقننات المائية والدكتورة وفاء العطار أستاذ الكيمياء الحيوية، التي تولت دراسة الجودة- معدل التبييض، العناصر الغذائية، الطهي.. قاطعته: هذه نقطة تهمنا.. قارن لي بين عناصر جودة عرابي 1 وعرابي2، وبقية الاصناف؟.. وما مرجعيتك؟ قال: أولا تصافي التبييض أفضل، ثانيا يتساويان مع بقية الأصناف في النشا والاملاح، أما البروتين فأعلي.. فالبروتين في عرابي1 وعرابي2 بين 9 و01٪ بينما في الاصناف السائدة بين 6 و7٪.. اشمعني!؟ ج: لأن الصنف الأصلي الياباني عالي البروتين. وصفات الجودة تمت تحت اشراف الدكتورة وفاء العطار، كما حصل فيها الطالب أحمد فهمي علي درجة الماجستير والدكتوراة مع الدكتورة وفاء العطار، أما التحليلات فكلها تمت في معامل الكلية أما الطهي، فيوم الندوة وزع الطلبة والطالبات أطباق رز بلبن علي جميع الموجودين، من الصنفان الجديدان.. ونال مذاقها ارتياح الجميع. أضاف: أيضا كان للمشروع مخرجات علمية أخري.. فحصل الدكتور سعيد محمد شحاتة علي الماجستير والدكتوراه في وراثة تحمل الملوحة والجفاف في الأرز، والدكتور أحمد فهمي علي الماجستير والدكتوراه في دراسة صفات الجودة تحت ظروف الجفاف، كما حصلت أ. دلال السيد النحال علي ماجستير في وراثة تحمل الجفاف في الأرز، أ. هاني عبدالرؤوف وفا ماجستير في زراعة »المتوك«- عضو التذكير في الزهرة- وهو بحث بالغ الأهمية، لأنه يساعد علي اختصار زمن التربية، ويعد حاليا طالب الماجستير أحمد معوض رسالته في مقاومة الثاقبات، كما طالب الماجستير علاء عويس أبوسيف رسالته في دراسة صفات الجودة في سلالات الأرز والتحسين الوراثي المتوقع في السلالات الجديدة. واختتم: لقد نشرنا 01 أبحاث في دوريات علمية حول وراثة التحمل للجفاف والملوحة، كما تم نشر بحث عالمي عام 0102 في مجلة العلوم الأمريكية تناول البصمة الوراثية للسلالات الجديدة، واصبحت معلمة عالميا بالسلالات المقاومة للجفاف المصرية. طلباتك.. أخيرا سألت الدكتور سعيد سليمان.. ماذا تريد؟ - قال: لا أريد شيئا لنفسي.. فقط ان يسرع المسئولون في وزارة الزراعة بتسجيل السلالات الجديدة كأصناف معتمدة ملك جامعة الزقازيق، حتي تحصل الجامعة علي حق المربي، أسوة بالمراكز البحثية وحفظا لحق الملكية التجارية.. وان تشتري تقاوي الاصناف الجديدة من الفلاحين الرواد حتي يمكن نشرها وحل مشكلة مياه الأرز نهائيا. سألته: وما كميات هذه التقاوي.. وحتي تكفي لزراعة المساحة الكاملة للأرز؟ - أجاب هذا العام سنحصل من مواقعنا علي ما بين 05 و06 طنا، تزرع عام 1102 ما بين 338 و0001 فدان، تنتج تقاوي ما بين 0052 و0003 طن، تزرع عام 2102 ما بين 24 ألفا و05 ألف فدان، تنتج تقاوي ما بين 68 ألفا و051 ألف طن، تزرع عام 3102 ما بين مليون ونصف مليون فدان ومليونين ونصف مليون فدان، والأرجح أن تكون التقاوي أكثر من ذلك.. اضاف: فإذا زرعنا 5.1 مليون فدان عام 3102، تروي بأربعة مليارات ونصف مليار متر مكعب.. فإننا نكون وفرنا ما يكفي لزراعة مليون فدان قمح في أرض جديدة، بس. أصناف الأرز.. ومقنناتها المائية للمقارنة بين الاحتياجات المائية للصنفين الجديدين عرابي1 وعرابي 2 وهي 0003 متر مكعب، والاصناف السائدة الآن.. سألت المهندس عطوة محمد عطوة رئيس قسم الارشاد الزراعي بمركز ديرب نجم، بخبرته ومتابعته للزراعة.. عن الأصناف المزروعة فعلا، ومساحاتها، ومقنناتها المائية، وعمرها، وانتاجيتها.. فقال: مساحة الأرز في ديرب نجم 3219 فدانا. موزعة كالآتي: سخا 101 حوالي 0054 فدان، عمره 531 يوما، يروي ب0007م3، انتاجيته 5.3 طن جيزة 771 حوالي 0081 فدان، عمره 521 يوما، يروي ب0006م3، انتاجيته 52.3 طن. سخا 401 حوالي 0081 فدانا، عمره 031 يوما، يروي ب0056م3، انتاجيته 5.3 طن. سخا 501 حوالي 53 فدانا، عمره 721 يوما، يروي ب 0006م3، انتاجية 52.3. سخا 301 حوالي 02 فدانا، عمره 021 يوما، يروي ب 0085م3، انتاجيته 5.3 طن. هجين 1 حوالي 02 فدانا، عمره 531 يوما، يروي ب 0007م3، انتاجيته 57.4 طن. هجين 2 حوالي 02 فدانا، عمره 531 يوما، يروي ب 0007م3، انتاجيته 57.4 طن.