اكدت المملكة العربية السعودية أن الإجتماع رفيع المستوي المعني بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بالأمم المتحدةيشكل فرصة هامة لمراجعة وتعزيز الجهود الوطنية والدولية في سبيل تحيق الأهداف التي ينشدها المجتمع الدولي قاطبة خاصة والمجتمع الدولي يقترب من العام 2015م وهو عام انجاز الأهداف التنموية للألفية . جاء ذلك في كلمة المملكة التي القيت أمس الاول امام الاجتماع الذي رأس وفد المملكة خلاله الامير سعود الفيصل وزير الخارجية. وأصدرت المملكة في الصيف المنصرم تقريرها الخامس حول متابعة تنفيذ الأهداف التنموية للألفية ، وتعكس هذه التقارير المتابعة السنوية المستمرة لمسار تنفيذ الأهداف الألفية . فقد تضمنت التقارير الخمسة رصداً كمياً وتحليلياً لجهود المملكة في تحقيق هذه الأهداف . وأبانت نهج المملكة في شمولية الخطاب التنموي ممثلاً بخطة التنمية الثامنة للمملكة (2005 - 2009م) ، وخطة التنمية التاسعة (2010 - 2014م ) ، وعلي النحو الذي يجعل اهداف الألفية جزء من منظومة توجهات الخطط التنموية للمملكة بجميع أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية. وقد رصدت التقارير الخمسة التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في تحقيق الأهداف الألفية ، وأبرزت أربعة سمات رئيسية لتجربة المملكة في هذا المجال علي النحو الآتي: أولاً : التكامل التنموي ما بين الاهداف التنموية للالفية والتنمية المستدامة ، كما تقوم بترسيخه خطط التنمية عموماً وخطتا التنمية الثامنة والتاسعة علي وجه التحديد. لقد شكلت الخطتان الثامنة والتاسعة للمملكة حجر الزاوية لهذه المساعي ، فهي توفر وضوح الرؤية الاستراتيجية، والحشد المبرمج للجهود البشرية والمالية والتركيز علي تحقيق الأهداف التنموية . ثانياً : تطوير البنية المساندة التي تمكن من تحقيق الأهداف التنموية للألفية وتبرز هنا أربعة أمثلة لتوضيح الجهد الواسع المبذول في هذا المجال .يتعلق المثال الأول بتوسيع مشاركة النساء في النشاط الاقتصادي . ويرتبط المثال الثاني بتطوير الآليات المؤسسية لخفض البطالة . ويتعلق المثال الثالث بتوسيع القاعدة المعلوماتية . أما المثال الرابع فيتعلق بتعزيز البيئة. ثالثاً : يتبين من تقارير متابعة تنفيذ الأهداف التنموية للألفية التي أصدرتها المملكة العربية السعودية أننا قد تجاوزنا السقوف المعتمدة لإنجاز أغلب الأهداف المحددة. رابعاً : اعتماد الشراكة العالمية للتنمية كنهج تنموي ثابت للمملكة.لقد أكدت المملكة في سياساتها التنموية علي مضامين مبادئ الشراكة العالمية للتنمية كنهج ثابت ، وأصبحت هذه المضامين في صلب أهداف خطتي التنمية الثامنة والتاسعة . أضف إلي ذلك أن المملكة العربية السعودية تعد دولة مانحة وشريكاً رئيساً في التنمية الدولية . فقد مثلت المساعدات والمعونات الخارجية جانباً اساسياً من سياسات المملكة الخارجية والتنموية . وبلغ اجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة الي الدول النامية خلال الفترة (1973-2009م) أكثر من (99,75) بليون دولار أمريكي ، استفاد منها أكثر من (95) دولة من الدول النامية في آسيا وأفريقيا ومناطق أخري من العالم .