سعيد إسماعيل وإذا قيل لهم »الإمامية« فلأنهم جعلوا الإمامة ركنا أساسيا من أركان الإسلام إذا كان اليهودي اليمني »عبدالله بن سبأ«، الذي أظهر إسلامه في عهد الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، لتخريب الدين الحنيف من داخله، هو أول من بذر بذور الفتنة، حين دعا إلي التشيّع لعليّ بن أبي طالب، بزعم أنه الأحق بخلافة رسول الله »صلي الله عليه وسلم«، بعد وفاته، وإن أبابكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان طمعوا فيها، واستأثروا بها، وتناوبوا عليها الواحد بعد الآخر.. فإن كثيرين من اليهود والمجوس، الذين ساروا علي دربه، بعد أن أظهروا الإسلام علي طريقته، استطاعوا العبث بعقول المسلمين وزرعوا الفرقة بينهم، وشقوا صفهم الواحد ليتفرقوا إلي شيع وفرق متعددة.. وأول الفرق التي اعتنقت فكر »عبدالله بن سبأ« هي »السبأية« التي خرجت منها بعد ذلك فرق الشيعة كافة.. ويؤمن أتباع هذه الفرقة بألوهية عليّ، وبأنه لم يمت، بل صعد إلي السماء.. وسيعود مرة أخري !! ومن الفرق التي انبثقت عن »السبئية«، »الكيسانية«، و»الزيدية« و»الإمامية« التي تنفرد بأن لها عدة أسماء.. فيقال عنها »الرافضة« لأن من ينتسبون إليها يرفضون خلافة الشيخين »أبوبكر الصديق« و»عمر بن الخطاب« رضي الله عنهما، ويسبون ويشتمون أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم.. وإذا قيل عنهم »الشيعة« فلأنهم شايعوا عليا، وقالوا بإمامته، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده.. وإذا قيل لهم »الإمامية« فلأنهم جعلوا الإمامة ركنا أساسيا من أركان الإسلام »!«.. وإذا قيل لهم »الأثني عشرية« فلاعتقادهم بإمامة اثني عشر إماما.. وإذا قيل لهم »الجعفرية« فلنسبتهم إلي الإمام جعفر الصادق الذي كان من فقهاء عصره.. أئمة الشيعة والشيعة الإماميون يرتبون أئمتهم علي النحو التالي: الإمام الأول: هو علي بن أبي طالب ويلقبونه ب»المرتضي« أو »أبوالحسن«.. الإمام الثاني: هو الحسن بن علي بن أبي طالب، ويلقبونه ب»المجتبي« أو »الزكي«، أو أبومحمد.. الإمام الثالث: الحسين بن علي بن أبي طالب، ويلقبونه ب»الشهيد«، أو »سيد الشهداء«، أو »أبوعبدالله«.. الإمام الرابع: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ويلقبونه ب»السجاد«، أو زين العابدين، أو »أبومحمد«. الإمام الخامس: محمد بن علي بن الحسين، ويلقبونه ب»الباقر«، أو »أبوجعفر«.. الإمام السادس: جعفر بن محمد بن علي، ويلقبونه ب»الصادق«، أو »أبوعبدالله«. الإمام السابع: موسي بن جعفر الصادق، ويلقبونه ب»الكاظم«، أو »أبو إبراهيم«.. الإمام الثامن: علي بن موسي بن جعفر، ويلقبونه ب»الرضي«، أو »أبوالحسن«. الإمام التاسع: محمد بن علي بن موسي، ويلقبونه ب»التقي«، أو »الجواد«، أو »أبوجعفر«. الإمام العاشر: علي بن محمد بن علي، ويلقبونه ب»النقي«، أو »الهادي«، »أبوالحسن«. الإمام الحادي عشر: الحسن بن علي بن محمد، ويلقبونه ب»الزكي«، أو »العسكري«، أو »أبومحمد«.. الإمام الثاني عشر: محمد بن الحسن العسكري، ويلقبونه ب»المهدي« أو »الحجة القائم المنتظر«، أو »أبوالقاسم«.. وهذا الإمام الأخير، الذي ولد في عام 652 هجرية، دخل إلي سرداب في دار أبيه ولم يخرج، ولايزال الشيعة الذين ينتمون إلي الأثني العشرية ينتظرون خروجه حتي الآن، ويؤمنون بأنه حي وسيعود ويلقبونه ب»المهدي المنتظر«!! دعاء صنمي قريش.. والشيعة الإماميون يؤمنون بكفر أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، ويقول »محمد باقر المجلسي« شيخ الدولة الصفوية في كتابه »بحار الأنوار« أن لها بابا من أبواب النار تدخل منه.. ويؤمنون كذلك بوجوب لعن الصحابيين الجليلين »أبوبكر« و»عمر«، وشتمهما.. وتشتمل كتبهم علي أدعية ضدهم، أشهرها ما يسمي ب دعاء »صنمي قريش« الذي يلعنون فيه »أبا بكر« و»عمر« وابنتيهما أمهات المؤمنين »عائشة« و»حفصة« رضي الله عنهم جميعا. وقد ورد نص هذا الدعاء في الصفحتين »224 و324« من كتاب »تحفة العوام مقبول« الذي تم طبعه في »لاهور«، نقلا عن كتاب »بحار الأنوار« الذي كتبه »محمد باقر المجلس« في سنة »602« هجرية.. وفيما يلي نصه: »بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم صل علي محمد، وآل محمد.. اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما.. اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا آلاءك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك، وعصيا رسولك، ووليا أعداءك، وخربا بلادك، وأفسدا عبادك، وجحدا أنعامك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك، وأحبا أعداءك..« »اللهم العنهما، وأتباعهما، وأولياءهما، وأشياعهما، ومحبيهما، فقد خربا بيت النبوة، وردما بابه، ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وآبادا أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارثه، وجحدا نبوته، وأشركا بربهما فعظم ذنبهما، وخلدهما في سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر«. »اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومنافق لوه، ومؤمن أرجوه، وولي آذوه، وطريد آووه، وصادق طردوه، وكافر نصروه، وإمام قهروه، وفرض غيروه، وآثر أنكروه، وشر آثروه، ودم آرقوه، وخير بدلوه، وكفر نصبوه، وكذب دلسوه، وإرث غصبوه، وفيء اقتطعوه، وسحت أكلوه، وغدر أضمروه، وظلم نشروه، وخمس استحلوه، وباطل أسسوه، وجور بسطوه، ونفاق أسروه، ووعد أخلفوه، وعهد نقضوه، وحلال حرّموه، وحرام أحلوه، وبطن فتقوه، وجنين أسقطوه، وضلع دقوه، وصك مزقوه، وشمل بددوه، وعزيز آذلوه، وذليل أعزوه، وذو حق منعوه، وحكم قلبوه، وإمام خالفوه«. »اللهم العنهم بعدد كل آية حرفوها، وفريضة تركوها، وسنة غيروها، وأحكام عطلوها، ورسوم قطعوها، ووصية بدَّلوها، وأمور ضيعوها، وبيعة نكثوها، وشهادات كتموها، ودعوات أبطلوها، وبينة أنكروها، وحيلة أحدثوها، وخيانة أوردوها، وعقبة ارتقوها، ودباب دحرجوها، وأزيان لزموها..« »اللهم العنهم في مكنون السر، وظاهر العلانية، لعنا كثيرا، أبدا، دائما، دائبا، سرمدا، لا انقطاع لعدده، ولا نفاد لأمده، لعنا يعود أوله، ولا ينقطع آخره، لهم، ولأعوانهم، وأنصارهم، ومحبيهم، ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين إليهم والناهقين باحتجاجهم والناهضين بأجنحتهم، والمقتدين بكلامهم، والمصدقين بأحكامهم..« »قل أربع مرات: اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار، آمين رب العالمين.. ثم قل أربع مرات اللهم العنهم جميعا..« وقد اهتم علماء الشيعة الإمامية بهذا الدعاء اهتماما بالغا، وقاموا بشرحه حتي بلغت شروحه أكثر من عشرة شروح، وسجلوها في العديد من كتبهم، مثل كتاب »البلد الأمين« للإمام الكفعمي، و»علم اليقين« للكاشاني، وكتاب »فصل الخطاب« لميرزا حسين، محمد النوري الطبرسي، وكتاب »مفتاح الجنان« لطهراني الحائري.. ويقول آية الله »روح الله مصطفي أحمد الموسوي الخوميني المعروف ب »آية الله الخوميني« في كتابه كشف الأسرار« ان من يقرأ ذلك الدعاء مرة واحدة، كتب له الله سبعين ألف حسنة، وغفر له سبعين ألف سيئة، ورفعه سبعين ألف درجة، ويقضي له سبعين ألف ألف حاجة.. وأن من يلعن »أبا بكر« و»عمر« في الصباح لن يكتب عليه ذنب حتي يمسي، ومن يلعنهما في المساء لا يكتب عليه ذنب حتي يصبح!! قدسية الإمام يقول الشيعة الإماميون إن الدنيا والآخرة بيد الإمام، يتصرف فيهما كيف يشاء.. وجاء في كتاب »الكافي« لمحمد بن يعقوب الكليني، وهو من أبرز وأهم مفكري الشيعة، ان الإمام السادس جعفر بن محمد بن علي »أبو عبدالله« قال ان الأرض كلها للإمام.. وأن الإمام يضع الدنيا والآخرة حيث يشاء، ويدفعهما إلي من يشاء!! وذكر شيخ الدولة الصفوية »محمد باقر المجلسي« في كتابه »بحار الأنوار« ان »بن مهران« كان جالسا مع الإمام السادس »أبي عبدالله« عليه السلام، عندما أرعدت السماء وأبرقت.. فقال »أبوعبدالله«: ان هذا الرعد وهذا البرق من أمر صاحبكم.. فقال له بن مهران: من صاحبنا؟.. فقال الإمام: انه أمير المؤمنين عليه السلام علي بن أبي طالب!! وفي موضع آخر من نفس الكتاب، قال »المجلسي« إن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أومأ إلي سحابتين، فأصبحت كل سحابة كأنها بساط موضوع، فركب علي سحابة بمفرده، وركب بعض أصحابه علي الأخري.. وأن عليا قال عندئذ: »أنا عين الله في أرضه.. أنا لسان الله الناطق في خلقه.. أنا نور الله الذي لا يطفأ.. أنا باب الله الذي يؤتي منه، وحجته علي عباده..« والشيعة الإماميون يعتقدون أن أئمتهم يعلمون الغيب.. وقد أقر هذا الاعتقاد شيخهم »محمد بن يعقوب الكليني« في كتابه »الكافي«، الذي ذكر فيه أنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.. وأنهم يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لا يخفي عليهم شيء.. وروي إمامهم محمد باقر »المجلسي« في كتابه »بحار الأنوار« عن أن الإمام السادس »جعفر بن محمد بن علي« أنه قال: »والله لقد أعطينا علمُ الأولين والآخرين« فقال له رجل من الجالسين حوله: »جُعلت فداك.. أعندكم علم الغيب؟«.. فقال له: »ويحك إني لأعلم ما في اصلاب الرجال وأرحام النساء«!! ويعتقد الشيعة الإماميون أيضا أن الوحي ينزل علي أئمتهم، وهذا الوحي ليس جبريل الذي نزل علي رسول الله، بل ملك آخر أعظم من جبريل وأفضل.. وهم لذلك يعلمون الغيب وكل ما هو كائن إلي يوم القيامة.. وهذه العقيدة موجودة في كتب الشيعة بروايات متعددة، وقد أورد إمامهم »محمد بن الحسن الصفار« المتوفي سنة »092« هجرية، والذي يعدونه من أصحاب الإمام المعصوم الحادي عشر »الحسن بن علي بن محمد«، الملقب بالعسكري، كما يعدونه من أقدم المحدثين لديهم، بالإضافة إلي انه شيخ »محمد بن يعقوب الكليني« الذي يعتبره الشيعة حجة الإسلام.. في كتابه »بصار الدرجات الكبري« اخبارا كثيرة، لا تحصي ولا تعد، اشتملت عليها أجزاء الكتاب العشرة، في إثبات أن الوحي ينزل علي الأئمة.. ففي الباب السادس عشر من الجزء الثامن.. ورد علي لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.. أن جبريل كان ينزل إليه أثناء وجوده في الطائف.. وأن هذا الأمر لم يختص به أمير المؤمنين وحده، بل يشاركه فيه جميع أئمة الشيعة الاثني عشر.. وذكر الصفار في الجزء التاسع من »بصائر الدرجات الكبري« إن الروح القدس كان يلتقي الائمة إذا احتاجوا إليه!! »وللحديث عن الشيعة وعقائدهم بقية«