لعل الاجتماع الوزاري الثالث بين الحكومة في صنعاء ومجموعة أصدقاء اليمن المقرر الجمعة القادمة علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. يفيد في تعديل مسار معالجة الأزمة اليمنية ويساعد في الفهم الصحيح لها .ولا ينكر أحد أنها متعددة الأبعاد. وتأخذ أكثر من شكل وعنوان. الاان الاساسي فيها ومنبعها والسبب الرئيسي فيها اقتصادي وليس أمنيا اوسياسيا نتيجة الأزمة المالية العالمية وارتفاع معدلات البطالة وزيادة مستويات الفقر. مثل هذه المشاكل المعقدة هي التي تخلق الأجواء المناسبة لزيادة شوكة تنظيم القاعدة في الأشهر الماضية.. الفقر هوالذي يخلق البيئة المناسبة لانضمام شباب عاطل لايجد فرصة عمل إلي القاعدة والحراك الجنوبي أو حتي إلي عناصر الحوثيين الذين يقودون التمرد في إقليم صعدة .والأوضاع هناك غير مستقرة رغم جهود الوسيط القطري مابين عودة للعمليات العسكرية واستئناف للقتال .وهكذا فان آخرما يحتاجه اليمن من أشقائه في الخليج وأصدقائه في أوربا وأمريكا. أن يتم توفير قوات أمريكية لمكافحة الإرهاب من تلك التي انسحبت من العراق.او إقامة قواعد عسكرية .فمثل هذه الأشياء رغم أنها جزء من حملة تشويش وافتراءات وأكاذيب ومزاعم يتعرض لها اليمن .تعقدالامور وتؤزم الأوضاع. ناهيك عن امتلاك اليمن لمؤسسات أمنية وعسكرية قادرة علي القيام بواجبها في مكافحة الإرهاب.. مايحتاجه اليمن بالفعل ووفقا لاستقراء أوضاعه الاقتصادية والسياسية ويجب أن يحظي باهتمام المجموعة الدولية التي تجتمع في نيوريوك بحث السبل الكفيلة بفتح أسواق الخليج أمام العمالة اليمنية لتخفيض نسب البطالة وتخفيف الاحتقان السياسي والاقتصادي .والبحث في آليات جديدة لتقديم تمويل علي المدي الطويل لتلبية احتياجاته التنموية بما ينسجم مع أولويات الحكومة اليمنية. مع توفير كل سبل المراقبة علي الانفاق والتقدم الحاصل في الإصلاحات المطلوبة .ودعم دعوة الرئيس علي عبد الله صالح المتجددة والمستمرة.بإجراء حوار وطني شامل يؤدي إلي انتخابات برلمانية تعددية نزيهة وتعزيز مفهوم الشراكة الوطنية علي أساس احترام الدستور والقانون والحفاظ علي الجمهورية والوحدة.وأخيرا فالاقتصاد هومفتاح السر لإنهاء الأزمة في اليمن ووقف تداعياتها علي مجمل الوضع في المنطقة العربية والخليج بصفة خاصة .فمن يفهم! ومن يعي قبل فوات الأوان!