ينطلق يوم الجمعة القادم, المصادف24 سبتمبر أول اجتماع لوزراء خارجية مجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك علي هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وسط ترقب يمني كبير لما سيسفر عنه الاجتماع. ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع, الذي يستمر يوما واحدا24 وفدا تضم الكتل الرئيسية للمانحين وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وكندا وتركيا وأيضا المنظمات الدولية الرئيسة, وفي مقدمتها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة فضلا عن دول ومنظمات أخري. ويتضمن برنامج الاجتماع كلمات من الرئاسة المشتركة لكل من اليمن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة, ثم عرضا لنتائج أعمال فريقي العمل المعنية بالعدالة وسيادة القانون, وكذلك المعنية بالاقتصاد والحوكمة, ثم مداخلات وملاحظات للدول المشاركة في الاجتماع, قبل أن يصدر البيان الختامي والذي سيحدد نتائج اللقاء والخطوات اللاحقة لدعم اليمن والبرامج الزمنية والعملية لتنفيذ التعهدات الدولية والإقليمية. وتعول الحكومة اليمنية كثيرا علي أن تتضمن قرارات الاجتماع مبادرات عملية وواقعية لمساعدة اليمن علي مواجهة ثالوث الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية المتفاقمة, خصوصا مع اشارات ايجابية أعلنتها واشنطن أخيرا علي لسان وكيل وزارة الخزانة اندرو باو كول الذي زار صنعاء بشأن مقترح لتأسيس صندوق ائتماني لتمويل مشاريع التنمية في اليمن. وقد تشكل تجمع أصدقاء اليمن في لقاء لندن رفيع المستوي الذي عقد في شهر يناير2010, وتم الاتفاق خلاله علي تشكيل فريقي عمل, أحدهما معني بالاقتصاد والحوكمة وترأسه الامارات العربية المتحدة وألمانيا, والثاني معني بالعدل وسيادة القانون, ويرأسه الأردن وهولندا. آليات عملية ويؤكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر عبدالله القربي ل الأهرام أهمية أن يخرج الاجتماع بآليات عملية تحدد التزام أصدقاء اليمن تجاه دعم جهود الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات العديدة الراهنة, وبما ينعكس بشكل ايجابي ويمكن من إحداث تغيير ملموس في الوضع الاقتصادي والتنموي. وأعرب الدكتور القربي عن اعتقاده بأن اجتماع نيويورك سيعلن مبادرة للوقوف مع اليمن لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية, ومراجعة ماتم في الفترة السابقة والاتفاق علي اجتماع سيعقد في الرياض بداية العام القادم والذي ستوضع فيه أولويات اليمن وستترجم الي برامج وهذه البرامج الي احتياجات مالية لدعمها وسيأتي أصدقاء اليمن لكي يحدد كل منهم ما الدعم الذي يقدمه وفي أي مجال. وتابع وزير الخارجية اليمنية: يجب أن ننتقل الي تقديم العلاج لأن هذا ما تحتاجه اليمن من أصدقائها أن يأتوا ويساعدوا اليمن علي توفير الامكانيات. صعوبات جمة ويعتمد اجتماع نيويورك علي برنامج للإصلاحات وقعته الحكومة اليمنية وصندوق النقد الدولي مدته ثلاث سنوات يهدف الي التصدي لاحتمال تدني الايرادات النفطية وإعطاء دفعة للاستثمارات العامة والإنفاق الاجتماعي. وتركز الإصلاحات التي يستهدفها البرنامج علي ثلاث قضايا رئيسية, الأولي تخفيض دعم الوقود الذي يتراوح بين8 و10% من اجمالي الناتج المحلي, وقد بدأت الحكومة اليمنية بالفعل تطبيق زيادة تدريجية في أسعار الوقود بهدف إلغاء الدعم في نهاية المطاف, ولمواجهة مايترتب علي ذلك من ارتفاع في أسعار الوقود, تعمل الحكومة علي زيادة التحويلات الاجتماعية لحماية فئات السكان الأكثر تعرضا للضرر. وتتضمن الأولوية الثانية تعزيز إصلاحات سياسة الضرائب والإدارة الضريبية بغية الحد من اعتماد البلاد علي قطاع النفط, وكان مجلس النواب اليمني قد وافق بالفعل علي مجموعة من اصلاحات السياسة الضريبية لإلغاء معظم الإعفاءات علي ضرائب الدخل والرسوم الجمركية, ومن ضمنها إصلاحات المالية العامة الأخري وإتمام التطبيق الكامل للضريبة العامة علي المبيعات. ويعتبر صندوق النقد الدولي أن اليمن تواجه تحديات جسيمة متعددة الأبعاد تزداد تشابكا بسبب صعوبة الوضع الأمني, محذرا في وثيقة رسمية صادرة عنه بأنه مالم يقدم المانحون معونة كبيرة فسوف يتعذر علي اليمن تحقيق تقدم ملموس نحو أهداف التنمية في الألفية الجديدة, حيث يواجه هذا البلد الذي يعد من أفقر بلدان الشرق الأوسط مجموعة من القضايا الاقتصادية والأمنية الصعبة, من بينها سوء التغذية الذي يعد من أعلي المعدلات عالميا ووجود43% من السكان البالغ عددهم23 مليون نسمة تحت خط الفقر, فضلا عن صعوبات الوضع الأمني والقلاقل الأهلية وسرعة النمو السكاني وضعف البنية التحتية ومحدودية القدرات المؤسسية. تفاؤل بريطاني وفي تصريحات ل الأهرام توقع السفير البريطاني في صنعاء تيم تورلو بأن تشكل الجهود التي قامت بها الحكومة اليمنية في مجال الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق السلام في صعدة وبدء الحوار الوطني دفاعا كبيرا للمانحين والمجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل لجهود الاستقرار والتنمية في اليمن. وأوضح السفير البريطاني أن الاجتماع الوزاري في نيويورك سيناقش عدة قضايا ومسارات رئيسية منها المسار السياسي الذي يتضمن الحوار الوطني الشامل بين جميع الأطراف السياسية اليمنية والانتخابات القادمة والأوضاع في صعدة, والمسار الاقتصادي والذي يستعرض التقدم المحرز في برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي. وقال السفير البريطاني بصنعاء إن المسار الأمني يحتل أولوية في اجتماعات نيويورك حيث سيتم التركيز علي سياسات جديدة لمكافحة التطرف ومشكلة الإرهاب, لافتا الي أن الحكومة اليمنية لديها سياسة جديدة متكاملة لمعالجة هذا الجانب تشمل أيضا الجوانب التعليمية والثقافية ومكافحة البطالة والفقر, فضلا عن خطة طويلة الأمد لحماية الحدود اليمنية.