نيهال مجدى تشهد إسرائيل ارتفاعًا مقلقًا فى حالات الانتحار بين جنود جيشها، فى ظل تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وتكشف تقارير صحفية عبرية وغربية عن أزمة نفسية متفاقمة تهز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث يواجه الجنود ضغوطًا نفسية هائلة ناتجة عن المعارك الطويلة والمشاهد المروعة التى يتعرضون لها، مما يدفع العديد منهم إلى إنهاء حياتهم. بحسب صحيفة «هآرتس» العبرية سجّل الجيش الإسرائيلى 21 حالة انتحار بين الجنود خلال عام 2024 منها 14 حالة منذ بداية العام، فيما وصلت الحصيلة إلى 15 حالة على الأقل فى النصف الأول من 2025. وتشير إذاعة الجيش الإسرائيلى إلى انتحار 18 جنديًا منذ بداية 2025 بينهم 3 حالات فى يوليو الجاري، وهو ضعف العدد المسجَّل فى نفس الفترة من العام الماضي. كما أفادت تقارير أخرى نقلًا عن مصادر عسكرية بأن 35 جنديًا انتحروا خلال 2024، مع دفن العديد منهم دون مراسم عسكرية أو إعلان رسمي، مما يعكس سياسة التعتيم التى تنتهجها المؤسسة العسكرية. 4 محاولات صحيفة «معاريف» والقناة 12 العبرية وموقع «والا» كشفوا عن 4 محاولات انتحار خلال أسبوعين فى يوليو 2025، نجحت 3 منها، بينما أُصيب جندى بجروح خطيرة فى محاولة رابعة. وفى تقرير لصحيفة «هآرتس»، أُشير إلى أن الجيش يرفض نشر أرقام رسمية، حيث صرّح المتحدث العسكرى إيفى دوفرين: «كل جندى عزيز علينا، لكننا لا نستطيع نشر كل شيء». هذا التعتيم أثار انتقادات داخلية حول تعامل الجيش مع الأزمة النفسية. أسباب نفسية واجتماعية تُعزى هذه الزيادة فى حالات الانتحار إلى الضغوط النفسية الناتجة عن الحرب المستمرة فى غزة ولبنان. تقارير من موقع «والا» أشارت إلى حالة جندى انتحر بعد معاناته من مشاهد الفظائع وروائح الجثث التى نقلها من الجبهتين، حيث شكا لعائلته من هذه التجربة المؤلمة. كما كشفت «هآرتس» أن العديد من الجنود المنتحرين تعرضوا لحوادث قتالية أثرت على صحتهم النفسية، خاصة جنود الاحتياط الذين يتم تجنيدهم رغم إصابتهم باضطرابات نفسية. كسر الصمت منظمة «كسر الصمت» للمحاربين القدامى اتهمت الجيش بالتكتم على التجارب النفسية القاسية، مشيرة إلى أن 75% من المحاربين القدامى يحتاجون إلى دعم نفسي، وأن آلاف الجنود يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. تقرير لموقع إيطالى أشار إلى أن 1600 جندى إسرائيلى يخضعون للعلاج النفسي، وأن 42 جنديًا انتحروا بسبب الحرب. أكد إيتامار جراف، رئيس قسم التخطيط فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنشاء فرق من المعالجين النفسيين لمتابعة حالات الجنود، لكنه أقر بأن التحديات لا تزال قائمة. ومع ذلك، تشير تقارير إلى عجز الجيش عن تلبية الطلب المتزايد على الدعم النفسي، مما يترك الجنود عرضة للانهيار النفسي. قدرة الجيش تُثير هذه الأزمة تساؤلات حول قدرة الجيش الإسرائيلى على الحفاظ على معنويات جنوده فى ظل حرب طويلة الأمد دون أفق واضح. يرى مراقبون أن استمرار التعتيم وغياب الدعم النفسى الكافى قد يُفاقم الوضع، مما يهدد استقرار المؤسسة العسكرية. هذه الظاهرة، التى تُذكّر بانتحار جنود أمريكيين وألمان فى حروب سابقة، تسلط الضوء على أزمة أعمق تتعلق بالثقة فى القضية العسكرية والشعور بالهزيمة أو عدم جدوى الحرب. وتُواجه إسرائيل حاليًا أزمة غير مسبوقة مع تصاعد حالات الانتحار بين جنودها، وسط تعتيم رسمى وتحديات نفسية هائلة. تكشف التقارير الصحفية عن حجم المعاناة التى يعيشها الجنود، مما يستدعى تدخّلًا عاجلًا لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة. كما تُبرز هذه الأزمة جانبًا إنسانيًا من تداعيات الحروب، وتؤكد أهمية الدعم النفسى للجنود في أي نزاع مسلح. اقرأ أيضا: إذاعة الجيش الإسرائيلي: انتحار 18 جنديا منذ بداية 2025