بينما تتواصل الجهود المصرية والقطرية لاستمرار التفاوض من أجل إتمام صفقة التبادل ووقف العدوان وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، يأتى إعلان الكنيست الإسرائيلى عن مشروع قانون فرض السيادة على الضفة الغربية، ليؤكد استمرار المخطط الإسرائيلى المتواصل بفرض أمر واقع ومحاولة تقنين وضعية الاحتلال، فهل كانت الخطوة التى أقدم عليها الكنيست فى هذا التوقيت محاولة من نتنياهو لتهدئة ضغوط شخصيات يمينية متطرفة مثل بن غفير وسموتريتش للحفاظ على بقاء حكومته؟ أم أنها محاولة لإيجاد هامش سياسى للمناورة فى ملف الصفقة ووقف العدوان؟! السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أكد أن الحكومة الإسرائيلية، التى ما زالت تحتوى على عناصر إرهابية وتحلم بضم الضفة الغربيةالمحتلة، تسعى دائمًا وكذلك الكنيست الإسرائيلى إلى شطب مصطلح «الضفة الغربية» واستبداله ظلمًا وعدوانًا ب«يهودا والسامرة»، وللأسف، سمعنا عن هذا التوجه فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. أرض عربية ومن جانبه، قال السفير بركات الفرا سفير فلسطين الأسبق بالقاهرة إن هذا القرار لا يعنى شيئًا؛ فالضفة الغربية، بما فيها القدس، أرض عربية فلسطينية خالصة، باعتراف قرار مجلس الأمن الدولى رقم 242 والقرارات المتعاقبة عليه، وهى أراضٍ محتلة، وكل ما يُقام عليها من مستوطنات باطل قانونًا ولا يُعتد به. وأكد الفرا أن كل الدول العربية ترفض ذلك، لكن الأمر يحتاج إلى جهود متواصلة ومكثفة لمواجهته، وناشد كل الدول العربية والإسلامية أن تمارس كل ما يمكن ممارسته من علاقاتها مع الدول الأوروبية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية، للتأكيد على حل الدولتين ورفض القرار الذى اتخذه الكنيست. اعتراف فرنسا وثمّن الفرا، قرار الرئيس الفرنسى ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، مؤكدًا أن هذه خطوة هامة أصابت إسرائيل وأمريكا بالجنون، خاصة أن فرنسا دولة عضو فى مجلس الأمن ولها مكانتها فى الاتحاد الأوروبى، وهو ما شجّع مزيدًا من دول الاتحاد على اتخاذ نفس الخطوة، إضافة إلى موقف كل من بريطانيا وكندا اللتين لوّحتا باتخاذ خطوة مماثلة. الوضع الديموغرافى ويُرجع المحلل السياسى الفلسطينى عبد المهدى مطاوع الأهداف السياسية من هذا القرار إلى رغبة الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة فى تأكيد توجهها لناخبيها نحو ضم الضفة الغربية كما وعدت، إضافة إلى كونه رسالة للعالم واختبارًا لرد فعله على مثل هذا القرار، خاصة فى ظل هذه الحرب وانشغال العالم بإيقافها. وأكد مطاوع أن إسرائيل تريد تغيير الوضع الديموغرافى فى كل من الضفة وغزة، لأن عدد الفلسطينيين فى فلسطين التاريخية يفوق عدد اليهود، لذلك ستتجه إسرائيل بعد انتهاء الحرب فى غزة إلى السعى لضم أكثر من 70% من أراضى الضفة الغربية، بما فيها المستوطنات، لخلق كانتونات معزولة تضغط باتجاه إجبار الفلسطينيين على الهجرة وتغيير الوضع الديموغرافى. اقرأ أيضا: لليوم الرابع.. تحرك شاحنات المساعدات من مصر باتجاه قطاع غزة