أعلن كاهن يهودي انه تمت سرقة متاحف العراق ووضع آثارها في متاحف إسرائيل ومنها »توراة« نادرة. وقامت الشركات الأمريكية »بشفط« بترول العراق وتوزيعه واستغلال الآبار لصالحها.. واندثرت أحياء كاملة في العراق تحت نيران الجيش الأمريكي ومات مئات الآلاف وتشردت عائلاتهم. وسادت الفوضي في البلاد لتصبح فوضي خلاقة تنتج الديمقراطية البناءة وسادت الفوضي ولم نعثر علي الديمقراطية. وتناقلت وكالات الأنباء أخبار تعذيب العراقيين علي أيدي الجنود الأمريكيين في سجن أبوغريب وتناقلت وسائل الإعلام الصور الفوتوغرافية و»الفيديو« للتعذيب »صوتا وصورة«.. ولم نسمع خبرا حتي الآن عن نية أو فكرة تعويض العراق عن كل الدمار الذي شهده والعذاب الذي تلقاه أهله ومواطنوه الذين فقدوا الأهل والعائلة وتشرد أغلبهم في بلاد الغربة.. خاصة انه بعد كل ما حدث خرج المسئولون الأمريكيون يعلنون انه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل ولا يحزنون وأن كل الدمار الذي شهدته هذه الدولة العريقة كان علي سبيل الخطأ ورغم ذلك لم نقرأ أو نسمع حتي اعتذارا لهذا الشعب المنكوب. ومنذ أيام قرأت خبرا عن موافقة الحكومة العراقية علي دفع حوالي نصف مليون دولار تعويضا للأمريكيين الذين تضرروا »نفسيا« من غزو العراق لدولة الكويت عام 0991 أي منذ عشرين عاما.. والضرر ليس ماديا ولكنه نفسي! »يا سلام حاجة تقطع القلب«. والخبر نشرته صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« وقالت فيه انه تم التوقيع علي التسوية القانونية بين جيمس جيفري السفير الأمريكي في بغداد وهوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي.. وفي تبرير الحكومة العراقية لهذه الموافقة الغريبة قال المسئولون العراقيون ان دفع هذه المبالغ سوف تساعد علي إنهاء العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة علي العراق خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين.. والحقيقة ان هذا المبدأ لو تم تطبيقه لتعويض المتضررين من غزو العراق لدولة الكويت فمن باب أولي أن يتم تعويض المتضررين وعائلاتهم ودولهم من جراء غزو أمريكا للعراق بمساندة دول مثل انجلترا وألمانيا وغيرهما وأن تلتزم هذه البلاد بتعويض مواطني دول الشرق الأوسط الذين تضرروا ليس نفسيا فقط بل نفسيا وعضويا وماديا وسياسيا وكل أنواع الضرر الممكنة أم أنه كيل بمكيالين حتي في التعويض.