لماذا ترتبط الأعمال الدينية في المسرح المصري العام بشهر رمضان المبارك فقط .. ولماذا لا تنتج الا مع هذا الشهر حتي في الدراما المصرية والعربية ؟! .. هذا السؤال مطروح دائما عندما يأتي رمضان وفي المناسبات الدينية ولن نجد له إجابة رغم أن المنتجين يعلمون أهمية الأعمال الدينية وانها أعمال مربحة ماديا .. وربما يختلف الأمر في المسرح عن التليفزيون لأن المسرح لا يهتم بالتسويق وبالتالي فأن الانتاج مكلف ويجب وضعه علي خريطة العرض في المناسبات الدينية بصفة دائمة في ضوء الاهتمام بتقديم رسالة دينية وسطية بعيدا عن التعصب . ومن بين الاعمال الدينية التي قدمها البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية كان عرض (حبيبي يا رسول الله) بطولة مداح الرسول أحمد الكحلاوي وأحمد ماهر ومديحة حمدي وخليل مرسي وناهد رشدي ومعتز السويفي ووفاء الحكيم .. تأليف سراج الدين عبد القادر واخراج شريف عبد اللطيف .. وهذا العمل من العروض الرائعة التي تترك أثرا مهما في الانسان يمكن تسويقه في الدول العربية والاسلامية فهو يتناول سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام مع زوجاته رضوان الله عليهن وكيف كن خير الزوجات للرسول الكريم .. ولا شك أن الحاج أحمد الكحلاوي من الاصوات المتميزة الرائعة في مدح الرسول مع النص الجيد والاشعار التي تغني بها فنجح في تقديم عرض متميز في الشهر الكريم ويجب الحرص علي تصوير هذه العروض لتقديمها في المناسبات الدينية علي شاشة التليفزيون المصري بدلا من الأعمال التي أصبحت مكررة دوما. ومن بين الأعمال الرمضانية في المسرح .. كانت السهرة الممتعة التي قدمها عصام الشويخ من تأليفه واخراجه في حديقة المسرح العائم بالمنيل و تناول فيها أهم ملامح الشهر الكريم في مصر واستعان فيها بالتنورة والعاب السيرك والفوانيس وصانع الكنافة وبائع الفول المدمس .. مثل هذه الأعمال تعبر عن اهتمام المؤسسة الثقافية بالمناسبات والاعياد الدينية وهو توجه جيد ومطلوب من المسرح الرسمي لأنها جزء من رسالته للمجتمع. يسري الجندي وسقوط الخلافة في رأيي أن الكاتب الكبير يسري الجندي هو عميد الدراما التاريخية علي مستوي العالم العربي الان وهو أطال الله في عمره لم يتخل عن دور المثقف الواعي بقضايا امته وفي مسلسله (سقوط الخلافة) اخراج السوري محمد عزيزية يتناول فترة هامة في تاريخ العالم الاسلامي ويمزج بين الماضي والحاضر في دراما رائعة ليذكرنا بما آل اليه حال الأمة الان .. يسري الجندي يحتل موقعاً متميزاً بين كتاب المسرح المصري والعربي باجتهاداته المستمرة في تأصيل شكل مسرحي عربي له رؤاه المعاصرة مستلهماً التراث الشعبي حيث بدأ تواجده في الساحة المسرحية ابتداء من أواخر الستينيات بكتابة مسرحية اليهودي التائه وتتالت بعدها مسرحيات مهمة حيث توجت اجتهاداته عام 1981 بحصوله علي جائزة الدولة التشجيعية في المسرح ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي ثم جائزة الدولة للتفوق عام 2005 للفنون.