Hشهد شهر رمضان الماضي علي أنه سوف يكون الموسم الدامي الأخير للاسطورة النجم الاوحد التي استمرت سنوات طويلة تتحكم في عناصر صناعة الدراما التليفزيونية بداية من الرواية أو القصة المؤلفة تفصيلا للنجم الاوحد حيث تتجمع كل عناصر التشويق والاثارة الرومانسية في شخصية بمفرده وعلي كل من حوله من ممثلين أن يقوموا بدور السنيدة علشان النجم يعيش.. نهاية بالاجر الكبير الذي يجعله يختار كل عناصر صناعة الدراما من مخرج ومؤلف وممثلين واحيانا المنتج ايضا.. انتهت هذه الاسطورة في رمضان الماضي بنجاح العديد من المسلسلات التي اتسمت بالبطولات الجماعية سواء كانوا من الشباب أو نجوم الدراما التليفزيونية الذين ساهموا بخبراتهم في نجاح دراما الشباب والبطولات الجماعية.. وذلك من خلال نصوص لم تعتمد علي النجم الاوحد وبالتالي تمت كل عناصر صناعة الدراما بصورة معتدلة حيث قام فريق الاخراج بدوره في الاهتمام بكل عناصر المسلسل من تصوير واضاءه واختيار ممثلين.. وكذلك استطاعت شركات الانتاج ان تنفق بحريه علي جميع العناصر الانتاجية بعد ان تواري تحكم النجم الاوحد بأجره الكبير ومن اهم الاعمال الدرامية التي تسببت بنجاحها في هذا الانقلاب.. مسلسل »الحارة« للمؤلف احمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز حيث ساهمت كل عناصر العمل الدرامي بداية من القصة التي نال فيه كل الممثلين حقهم في مباراة تمثيليه الي ادوار هامة ومؤثرة وحتي اماكن التصوير الطبيعية واسلوب التصوير والاخراج واداء الممثلين. كما نجح مسلسل »العار« للمؤلف الشاب احمد أبو زيد بالقصة التي تضمنت العديد من الابطال سواء الرجال أو النساء وبالاخراج المعبر والصادق عن كل تفاصيل العمل للمخرجة الواعدة شيرين عادل وبالانتاج الذي لم يدخر جهدا أو مالا من أجل ان تنال المسلسل اعجاب المشاهدين. وكذلك في مسلسل »مملكة الجبل« الذي قدم لنا من خلاله المؤلف سلامة حمودة صورة اقرب الي الواقع لعالم الخارجين عن القانون ويعيشون في الجبال ومعه المخرج مجدي أحمد علي الذي جسد هذا النص الدرامي الصعب بصورة جذابة وجديدة مع اضاءة معبرة بصدق عن واقع هؤلاء الناس لمدير الاضاءة الرائع رمسيس مرزوق وانتاج لبي كل طلبات الاخراج من الممثلين حتي يظهر العمل بالصورة التي لاقت قبول واعجاب المشاهدين. أما في مسلسل »بره الدنيا« وعلي الرغم من ان البطولة لنجم بحجم شريف منير الا ان الرواية التي كتبها المؤلف أحمد عبدالفتاح اراد منها ان يؤكد وجود العديد من الشخصيات داخل المسلسل ولكنهم يعيشون »بره الدنيا« وليس فقط شخصية »بركات« ولذلك كانت البطولة ايضا جماعية والاثارة والتشويق شملت جميع ابطال المسلسل حتي النهاية واستطاع المخرج الرائع مجدي أبو عميرة بخبرته وحسه الدرامي أن يجعلنا نعيش ونتفاعل مع كل شخصية في المسلسل حتي نهايتها. لذلك فإن العام القادم سوف يشهد عودة الي مسلسلات البطولات الجماعية ولكن بصورة اكثر وضوحا من رمضان الماضي وهو مكسب كبير للدراما المصرية والعاملين فيها وكذلك للمشاهدين الذين اعلنوا صراحة رفضهم للأعمال المفضلة خصيصا للنجم الأوحد.