ترق القلوب وتذرف العيون عندما تستمتع لكلام الله ويزداد اعجاز القرآن عندما تخشع له الآذان مرتلا بصوت ذلك الطفل الطاجيكي سعيدوف نبي الله محمدجان الذي لايعرف حرفا من اللغة العربية ولكنه يحفظ القرآن عن ظهر قلب رغم انه لم يتجاوز التاسعة من عمره. وهو جاء إلي القاهرة ليشارك في المسابقة العالمية للقرآن الكريم في اولي مشاركاته خارج بلده طاجيكستان في مسابقة دولية. يقول مترجمه ومرافقه محمد رسولوف الطالب بكلية اصول الدين بجامعة الازهر ان سعيدوف اتم حفظ كتاب الله في 01 اشهر فقط وهو يدرس حاليا في المرحلة الابتدائية وله شقيقان اصغر منه يحفظان القرآن ايضا ووالده موظف حكومي وقد اشترك في مسابقات محلية داخل طاجيكستان وتعد مشاركته في مسابقة مصر اولي مشاركاته خارج بلاده. ويوضح ان امنية سعيدوف ان يصبح داعية إلي الله. وعن شعوره بوجوده في القاهرة يقول انه سعيد جدا ولكنه يشتاق إلي اسرته ويتمني العودة سريعا لقضاء ما تبقي من رمضان في بلاده. قبل بداية التصفيات التي تجري بالقاعات الملحقة بمسجد النور يقدم الشيخ احمد ترك امام المسجد سعيدوف لرواد المسجد والمصلين في صلاة التراويح ليستمعوا إلي القرآن بصوته وفي تقديمه يقول ترك: هذا الطفل يمثل معجزة من السماء حيث تكفل الله بحفظ كتابه علي ألسنة العجم الذين لا يعرفون اللغة العربية. واذا كان هذا الطفل الصغير »الاعجمي« الذي لا يعرف العربية استطاع حفظ القرآن فأولي بالعرب ان يجدوا ويجتهدوا لحفظ كتاب الله وهم الذين يعرفون العربية وتمثل لغة ابائهم واجدادهم. ويوضح ان ذلك الطفل يطمئن بأن القران الكريم محفوظ إلي يوم الدين ويشعرنا بعزة الاسلام واعجاز القرآن.. وعقب بذلك وقبل ان تبدأ لجنة اختبار المتسابقين في الاستماع لسعيدوف يطلب الدكتور سالم عبدالجليل رئيس لجنة التحكيم من الحضور ترديد الاذكار وقول »ماشاء الله« حتي لا يصاب الطفل بالحسد لان صاحب النعمة محسود علي حد قول الدكتور سالم. ويبدأ الطفل في التلاوة بصوت طلي وخشوع جلي يأسر القلوب قبل الآذان ويطلب الدكتور سالم عبدالجليل من المحكمين التجاوز عن اللكنة التي تصاحب نطق سعيدوف لبعض الحروف مراعاة لكونه غير عربي ويوافق المحكمون علي ذلك ليحصل علي النهاية سعيدوف علي المركز الثالث في الفرع الثاني للمسابقة وهو حفظ القرآن الكريم كاملا. ورغم ان اقرانه ويوجه الدكتور سالم الدعوة للحضور لحفظ القرآن وتحفيظ القرآن لذويهم، مشيرا إلي ان الله ييسر القرآن لمن يريد الحفظ ولكن علينا ان نبدأ وان نتخذ من سعيدوف قدوة فهو رغم عدم معرفته للعربية ولكنه يستطيع ان يفهم اي سؤال موجه اليه في كتاب الله.