هل تفلت الفرصة التاريخية التي تنطلق اليوم في واشنطن لتحقيق السلام.. هل يقتلون الأمل الذي لاح لتحقيق الأمن والاستقرار.. هل يفرض أعداء السلام واقعا يقوض تفاؤل الشعب الفلسطيني والاسرائيلي في الحياة الآمنة وحياة شعوب المنطقة في انطلاقة جديدة للأمان والرفاهية.. اعداء السلام كثيرون دولا واشخاصا في اسرائيل والمنطقة، بل وبعض الفلسطينيين أيضا يرفضون السلام. وليس أدل علي ذلك من عملية مقتل المستوطنين وابتهاج حماس بذلك علي امل ان يقوض ذلك انطلاق المفاوضات.. ووصف قيادات حماس للرئيس الفلسطيني أبومازن بالمجرم والخائن! هل تغتنم اسرائيل الفرصة وتتجاوب مع زخم الجهود بانطلاق المفاوضات للتوصل الي اتفاق.. اللحظات تاريخية.. وللتاريخ رجاله الذين يقدرون المسئولية، ويحتكمون الي العقل في لحظات الجد والأمل الذي طال انتظاره.. فهل تقبل اسرائيل علي المفاوضات بعقل وقلب مفتوح لتحقيق هذا الامل، للأمن والسلام، وهي الاحوج اليه قبل الفلسطينيين ودول المنطقة. أم تستمر في عنادها ولاءاتها المشروطة علي رقاب الفلسطينيين وتهدد بنسف المفاوضات في بدايتها.. تصريحات نتنياهو قبل التوجه الي واشنطن لا تبشر بأن اسرائيل تدرك أهمية اللحظة. هذه التصريحات تكرار لتضييع الفرصة كما اعتدنا سابقا من القادة الاسرائيليين. فهو يذهب بشروط لن يقبلها أحد، من عدم تجديد وقف الاستيطان، والتمسك بالقدس الشرقية، والاعتراف بالدولة اليهودية، وعدم العودة الي حدود 76 ورفض عودة اللاجئين.. فهل ذهب نتنياهو الي واشنطن للتفاوض علي السلام أم الحصول علي صك جديد بتكريس الاحتلال. ورغم ذلك ذهب الفلسطينيون الي واشنطن، متمسكين بالأمل ويمدون اليد للسلام، يدعمهم موقف عربي ودولي، بقرارات الأممالمتحدة، ومبادرة السلام العربية وقرارات اللجنة الرباعية الدولية وخطة خريطة الطريق، التي أقرتها امريكا والعرب والعالم كله. لقد بذلت مصر جهودا مضنية من أجل الشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية، وضحت بالروح والمال لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ولذلك كان حرص الرئيس حسني مبارك علي قبول الدعوة للتواجد في واشنطن مع اطلاق المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.. ولتكون مصر داعمة للاشقاء الفلسطينيين في الموقف والنصيحة ومواجهة المراوغات الاسرائيلية.. فمصر لن تتخلي عن الشعب الفلسطيني حتي يقيم دولته.. وتنتهي معاناته.. ولكن يبقي الأمل معلقا في النهاية بتجاوب اسرائيل وتوافر الارادة بتنفيذ الاجراءات والالتزامات التي تكفل استمرار المفاوضات التي انطلقت اليوم.. العالم كله ينتظر!