بمشاركة فاعلة ومحورية انطلقت من واشنطن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل بعد ما يقرب من عامين من التوقف, وتعقد اليوم أولي جلسات المحادثات بعد أن تم إطلاقها أمس بحضور الرئيس حسني مبارك, والرئيس الأمريكي باراك أوباما, وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني, والرئيس الفلسطيني محمود عباس, ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وفي كلمته دعا الرئيس حسني مبارك الإسرائيليين إلي اغتنام الفرصة الحالية, وألا يدعوها تفلت من بينهم, مؤكدا أن التوصل إلي السلام العادل يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات مهمة, وأن الاستيطان علي الأرض الفلسطينية المحتلة يتم بالمخالفة للقانون الدولي, وهو لن ينشئ لإسرائيل حقوقا, أو يحقق لها سلاما أو أمنا. بينما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن المحادثات قائمة علي إقامة دولتين, دولة إسرائيلية, ودولة فلسطينية تعيشان جنبا إلي جنب في أمن وسلام, بينما جاءت تأكيدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي ضرورة استعادة الحقوق الفلسطينية, وتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وفي كلمته شدد العاهل الأردني علي ضرورة بذل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل, محذرا من الفشل في تحقيق هذا الغرض, بينما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بتحقيق السلام الذي ينهي النزاع ويحقق الاستقرار. وقد شهد يوم أمس, خاصة الساعات التي سبقت حفل إطلاق المفاوضات, تحركات مكثفة قام بها الرئيس حسني مبارك, خاصة لقاءاته مع الملك عبدالله, والرئيس الفلسطيني محمود عباس, ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو, واختتمها بلقاء مع باراك أوباما, حيث كان لهذه المباحثات دور مهم في توفير الأجواء الإيجابية لإطلاق المفاوضات المباشرة, وأسست لمبادئ واضحة ومحددة تنطلق منها العملية التفاوضية, وتضمن لها الاستمرارية والنجاح وتحقيق أهدافها كاملة. وحسب تصريحات السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية مساء أمس, أن الرئيس مبارك قدم رسالة واضحة للرئيس أوباما تؤكد أن مصر تساند التوصل إلي حل سلمي سريع للقضية الفلسطينية من أجل تحقيق السلام في المنطقة, كما أن الرئيس مبارك أكد خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي أن المنطقة العربية والدول الإسلامية حريصة علي تحقيق السلام, وتنتظر التوصل إلي نهاية ناجحة لجولة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تبدأ في العاصمة الأمريكية اليوم. وكشف عواد عن أن الرئيس مبارك ذكر أنه لا يريد أن يكرر عملية أنابوليس للسلام, ولكن مصر تتطلع إلي مساندة قوية من الإدارة الأمريكية, لأنها ملتزمة بالسلام منذ يومها الأول. وربما ما حملته كلمات أطراف العملية التفاوضية التي تنطلق اليوم من تأكيدات لتحقيق السلام المنشود تفتح أبواب الأمل من جديد في إمكان إحراز سلام عادل وشامل يجلب الاستقرار لشعوب المنطقة التي عانت ويلات الحروب, ولعل أجواء التفاؤل التي أحاطت بإطلاق المفاوضات تتطلب من الجميع العمل علي تحقيق السلام, ولعل كلمة الرئيس مبارك التي ألقاها في حفل إطلاق المفاوضات, قد وضعت كل الأطراف أمام مسئولياتها حينما قال: لم يعد من المقبول أو المعقول ونحن في مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة, أن نفشل في إقامة سلام عادل ينهي قرنا كاملا من النزاع, ويحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني, ويضع نهاية للاحتلال!