كان يجب علي أوباما أن يكون أكثر وضوحا وصراحة في المؤتمر الصحفي عقب قمة الأمن النووي في واشنطن، ويعلن ان الولاياتالمتحدة عاجزة عن اجبار إسرائيل علي الالتزام بالسلام، بدلا من قوله انها عاجزة عن فرض حلول سريعة للسلام في الشرق الأوسط. وان إسرائيل والفلسطينيين ودولا عربية ربما يكونون غير مستعدين لتسوية الصراع. فما هو المطلوب من الفلسطينيين والدول العربية حسب وجهة نظر أوباما حتي يكونوا قادرين علي السلام - هل المطلوب منهم الاستسلام لكل ما تريده إسرائيل لصنع سلام هش علي مزاجها دون مراعاة لأي حق فلسطيني أو عربي. أم المطلوب ان يقدم الفلسطينيون والعرب كل التنازلات التي تريدها حكومة نتنياهو المتطرفة.. وهل هذا يصنع سلاما أم تضييعا لكل الحقوق الفلسطينية والعربية، وان يضعوا أنفسهم في خانة صعبة من حساب التاريخ، بالتفريط في حق الفلسطينيين والعرب بانسحاب اسرائيلي كامل من الأراضي العربية المحتلة في 76 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقادرة علي الحياة. ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فشلت علي مدي عام كامل وثلاثة شهور في فرض أي التزام علي الحكومة الاسرائيلية بابداء حسن النية للسلام، سواء بوقف الاستيطان وفك الحصار عن غزة وتيسير تنقل الفلسطينيين في الضفة والعيش حياة كريمة. لم تدع اسرائيل أي فرصة لبناء الثقة مع الفلسطينيين بل زادت من تعنتها وتعسفها، ليس ضد الفلسطينيين أنفسهم ولكن ضد الادارة الامريكية بالمزيد من الاجراءات العدوانية التي اتخذتها اسرائيل طوال عام مضي. إلي حد الاهانة المباشرة لنائب الرئيس الامريكي خلال زيارته الي اسرائيل. وبدلا من اعلان امريكا فشلها في اقناع الحكومة الاسرائيلية أو فرض اجراءات تجبرها علي العودة الي مسار سلام حقيقي. يعبر أوباما عن احباطه لتعثر جهود السلام ويساوي ما بين الجانبين العربي والاسرائيلي في عدم وجود الارادة الحقيقية للسلام، مهما كانت ضغوط امريكا لتحقيق ذلك.. وطالما ان أوباما اتخذ هذا المنأي في موقفه. فنحن نسأله بدورنا أي ضغوط أمريكية تتحدث عنها وفرضتها امريكا علي اسرائيل للعودة الي السلام؟ أو ان يعلن صراحة عجز أمريكا عن فرض السلام علي اسرائيل.