مصر التي في خاطري وفي فمي، احبها من كل روحي ودمي، ياليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها، بني الحمي والوطن من منكم يحبها مثلي انا، نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الاكرم من عمرنا وجهدنا. اغنية مصر التي في خاطري التي دون الرجل العظيم احمد رامي حروفها ونسيجها الوطني وظهرت للنور علي اوتار صوت كوكب الشرق والذي ترتج في رحابها مشاعر اي مواطن مصري في اي بقعة من بقاع الارض فالوطنية حالة خاصة تربط المواطن بالوطن وتؤدي الي فاعلية اداء المواطن تجاه وطنه بطريقة ايجابية قائمة علي الفطرة ولا تعرف الربح والخسارة، والمواطن المصري علي مدار تاريخه لا يوجد له مثيل في عشقه لوطنه فهو يرتبط به في الازمات واوقات الشدة اكثر من اي وقت اخر ويصاب بالحزن والالم الشديد في حالة تعدي الاخرين علي كرامة وطنه او رموز دولته. نحن نملك الشجاعة الكافية ونقول اننا للاسف الشديد اصبحنا في هذا التوقيت لا نقدر مصر حق قدرها ولا نعطيها بالطريقة التي تستحقها ونتعامل معها معاملة التجار القائمة علي الحسابات الدقيقة وتحقيق اعلي معدلات الارباح، ونسخر بطريقة درامية من عبارة »ماتقولش ايه اديتنا مصر ونقول هندي ايه لمصر« وتستخدم افلامنا الشبابية وافلام المقاولات وبعض برامجنا الفضائية العبارات الجميلة التي تحمل قدرا رائعا من الوطنية في افلام الزمن الجميل بطريقة غير لائقة لا تنم عن اي ثقافة من اي نوع بالنسبة لاصحاب الالسنة الساخرة »هي دي مصر يا عبلة«، »انت من الاحرار يا علي«، »مصر هي امي« كنا رجاله ووقفنا وقفة رجاله. السخرية من كل شيء اصبحت الان هي اللغة الرسمية التي يتم بها تداول كل الموضوعات والافكار والاراء السياسية ومواقف مصر الوطنية، واصبحنا ننظر الي الاخرين بنظرة الاستهزاء ونتعامل مع من يختلف معنا في الرأي بطريقة السيد والعبد، واضحي المعارض يري نفسه اعلي وافضل من الاخرين، والمؤيد ينظر الي من يسير عكس اتجاهه نظرة العملاق للقزم. ولا اعرف ما هو الهدف الحقيقي وراء تأويل وتفسير اي خطوة ايجابية بطريقة مغايرة لوجهة نظر مصدر القرار او الرأي وفي نفس الوقت التركيز الشديد علي اي هفوة او سقطة لاي مسئول او قيادي والنفخ بعنف في الازمات والكوارث. مصر في حاجة الان الي عقلاء وحكماء هذا الشعب من الحكومة والمعارضة الذين يقودون مسيرة الفكر والرأي بما يملكون من ثقافة ووعي ووطنية وقبول لدي الشعب والذين يستطيعون الوقوف في مواجهة فلاسفة التشويش واصحاب سياسة التخوين وارباب النظرة السوداء التي لا نري اي ايجابيات موضوعية او خطوات واقعية في مستقبل هذا الوطن. مصر تعشق من يعشقها وتحترم من يحترمها وتقدر من يقدرها، فهي تحب بلا حدود وتعطي بلا قيود وتمنح بلا مقابل، تحب المؤيد والمعارض والغني والفقير والابيض والاسمر والمسلم والمسيحي والرجل والمرأة. مصر التي نحلم بها الان هي التي لا يعرف شعبها بكل فئاته الحقد والضغائن والمؤامرات والشعارات الرنانة واستاذة التهييج وعباقرة النفخ في الرماد، ولا تستجيب لاعداء الوحدة الوطنية الذين لا تغريهم نغمة تلاحم الهلال والصليب والذين يشعلون نار الفتنة عقب اي حادثة طبيعية او فردية، ويعلم شعبها علم اليقين ان هذا الوطن لن يتقدم الا بالعمل الجاد القائم علي الدقة والامانة بعيدا عن طقوس الاهمال والتراشق بالقضايا التافهة التي لا تحرك عقارب الساعة الي الامام.