أرسل المطران مايكل لويس فيتزجيرالد سفير الكرسي الرسولي (الفاتيكان) بالقاهرة الي »الاخبار« نص الكلمة التي سيوجهها الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان ظهر اليوم الي المسلمين في أنحاء العالم بمناسبة شهر رمضان الكريم واقتراب الاحتفال بعيد الفطر المبارك.. يقول الكاردينال: أيها الأصدقاء المسلمون الأعزاء: (1) ان عيد الفطر، الذي يختتم شهر رمضان، يشكل، مرة أخري، مناسبة ملائمة لنهديكم تمنياتنا القلبية بالهناء والمسرة باسم المجلس البابوري للحوار بين الأديان لقد أخذتم علي أنفسكم، طيلة هذا الشهر، أن تصلوا، وتمدوا يد العون للأشد عوزاً، وتوطدوا أواصر القربي والصداقة هذه الجهود ستجد لها ثواباً عند الله. (2) يسرني ان أعرف بأن مؤمنين من أديان أخري، ولا سيما المسيحية، هم علي قرب روحي منكم في هذه الأيام، كما تشهد علي ذلك اللقاءات الودية التي تفضي في الغالب الي مداولات ذات طبيعة دينية ويطيب لي ان أعتقد أيضاً بأن رسالة مجلسنا هذه قد تمثل إسهاماً إيجابياً في تأملاتكم. 3- إن الموضوع الذي اعتمده المجلس البابوي لهذه السنة، وعنوانه »معاً، مسيحيين ومسلمين، من أجل التغلب علي العنف بين الطوائف« هو مع الأسف من قضايا الساعة، أقله في بعض مناطق العالم، ولجنة الحوار المشتركة بين المجلس البابوي ولجنة الأزهر الدائمة لحوار الأديان السماوية قد اصطفته، علي كل حال، ليكون مبحث لقائها السنوي الأخير (القاهرة، 23-24 شباط/ فبراير 0102) وأخضعته للتمحيص والتأمل والمداولة ليسمح لي بأن أشاطركم بعضاً من الاستنتاجات التي نشرت في ختام هذا اللقاء. 4- من جملة الأسباب وراء العنف المتبادل بين المؤمنين ما يلي: التلاعب بالدين لمآرب سياسية أو غيرها من المآرب، التمييز القائم علي الإثنية أو علي الهوية الدينية، الانقسامات والتوترات الاجتماعية أضف الي ذلك الجهل، والفقر، والتخلف، والظلم، التي تشكل بدورها مصادر مباشرة أو غير مباشرة لقيام العنف بين الجماعات الدينية، بل وحتي داخل هذه الجماعات ألا فلتؤد السلطات المدنية والدينية إسهامها في سبيل إصلاح أوضاع كثيرة، متوخية الخير العام للمجتمع بأسره ألا فلترس السلطات المدنية أحقية حكم القانون من خلال توفير عدالة حقيقية توقف المحرضين علي العنف ومؤججيه عند حدهم! 5- ويحتوي النص أيضاً علي توصيات هامة: تشريع القلوب علي الصفح المتبادل والمصالحة كي نعيش معاً حياة مسالمة ومثمرة الإقرار بما يجمعنا واحترام ما يفرقنا كأساس لقيام ثقافة للحوار الاعتراف بكرامة كل إنسان وحقوقه، واحترامهما، دون أي تمييز بسبب الإثنية أو الانتماء الديني، ضرورة إصدار قوانين عادلة تضمن المساواة الأساسية بين الجميع، أهمية التربية علي احترام الآخر، ومحاورته، ومؤاخاته، وذلك في شتي الحيزات التربوية: البيت، المدرسة، الكنائس، المساجد بذلك نتوصل الي معاكسة العنف بين الطوائف، والي تعزيز السلام والانسجام بين مختلف الجماعات الدينية إن ما يعلمه الرؤساء الدينيون، إضافة الي المصنفات المدرسية التي تحرص علي عرض الأديان بطريقة موضوعية، يرتديان أهمية حاسمة لا تقل عن أهمية التعليم العام في تربية الأجيال الشابة وتنشئتها. 6- أرجو أن تستطيع هذه الاعتبارات، كما ردود الفعل التي ستحدثها بينكم وبين أصدقائكم المسيحيين ان تساهم في مواصلة حوار يزداد احتراما وصفاء علي الدوام، حوار أستمطر لأجله بركات الله!