الانفاس تخرج ولا تعود وايضا مسحراتي القدس. في الاسبوع الماضي أوشك مسحراتي بلدة العيسوية بوسط المدينة المقدسة علي الاستشهاد قبل الفجر حين إقتحمت البلدة القوات الاسرائيلية وإعتلت احدي المرتفعات واستهدفت برصاصاتها المسحراتي وكانت الحجة ان صوته أزعج المستوطنين. واذا كان الله قد كتب عمرا جديدا لمسحراتي العيسوية فقد استشهد زميله الشاب جهاد الناطور وهو يوقظ الناس للسحور منذ 8 سنوات بالقرب من مدينة نابلس. لذلك يخرج مسحراتي الاراضي المحتلة وكفنه في بيته ووصيته في جيبه، ولذلك يكون صادقا تماما إن ردد أبيات فؤاد حداد الشهيرة: "اصحي يانايم وحد الدايم - وقول نويت بكرة إن حييت - الشهر صايم والفجر قايم - إصحي يانايم وحد الرزاق - رمضان كريم". مشكلة الصهاينة ليست صوت المسحراتي، بل الرسالة التي يوجهها لإستنهاض همم الناس لمقاومة العدو، والرمز الذي يمثله ويقف كالحجاب الحاجز لخطط تهويد مدينة القدس، فكل الرموز والمعاني الاسلامية والعربية مستهدفة، من فوانيس رمضام المعلقة في البلدة القديمة بالقدس التي تقوم اسرائيل بتكسيرها الي "فرشات" الكنافة والقطايف التي تهدها إجتياحات العدو. المسحراتي في الاراضي المحتلة ليس مغنواتي او مطبلاتي كما هو الحال في باقي الدول العربية ولكنه مقاوم يحمل وعيا رساليا، فيختار كل يوم الاهازيج والاشعار ذات الدلالة الواضحة التي تدعو الي يقظتين الاولي (مثل باقي الصائمين المحررين) الاستيقاظ لتناول السحور والثانية لبدء يوم جديد من الإستبسال لمناطحة العدو. لذلك لن تندهش اذا سمعت مسحراتي فلسطيني يردد أشعار فؤاد حداد: "المشي طاب لي والدق علي طبلي - ناس كانوا قبلي قالوا في الامثال - الرجل تدب مطرح ما تحب - وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال - حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال - وكل شبر وحتة من بلدي،حتة من كبدي (حتة من قدسي) حتة من موال "عرفتم الان لماذا ينزعج الصهاينة من صوت المسحراتي الذي يقض (بالفعل لا المجاز) مضاجعهم. إصحي ياظالم,إصحي ياغاصب، إصحي يامحتل. خير البر عاجله رفضت السلطة الزملكاوية المفاوضات المباشرة مع حركة المقاومة الاهلوية (حمراء) بشأن القضية المركزية "جدو أولا ". وأعلن ممدوح عباس الممثل الشرعي والوحيد للبيت الابيض اللاءات الثلاثة: لا صلح مع جدو ولا إعتراف بانتقاله للاهلي ولا تفاوض للتنازل عن عقابه, وقرر عباس إحالة اوراق اللاعب الي الكابتن "اوكامبو" رئيس المحكمة الجنائية الدولية عقابا علي جرائم الحرب النفسية التي إرتكبها ضد المشجعين الزملكاوية، جاء ذلك خوفا من نفوذ اللوبي الاحمر، مدمن أكل النيفة داخل الفيفا. وطالب عباس بعودة اللاجئين معتز اينو واحمد مجدي واحمد الميرغني وكل من هاجر من القلعة البيضاء بعد نكسة يونيو 2010 . وشدد عباس علي ان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وان أبلغ رد علي "تحمير " جدو" هو تبييض متعب وعفروتو. ويا أهلنا في البيت الابيض لماذا كل هذا الزعل علي جدو، أنا إتولدت بعد نكبة 1948 بست سنوات واصبحت الان "جدو" والقضية لم تتحرك خطوة. كمان كلها سنة ويبقي الحضري "جدو".