[email protected] تولي مصر اهتماما كبيرا بقضية السلام واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عبر حل الدولتين.. فهي القضية الأولي التي تهتم بها وتؤمن بإن التوصل عبر المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، إلي اقامة الدولة الفلسطينية إلي جانب إسرائيل هو السبيل الوحيد لاقرار الأمن في منطقة الشرق الاوسط.. لهذا لابد ألا تتوقف عجلة السلام لانقاذ المنطقة من التوتر والتطرف والارهاب.. فمصائر الشعوب يجب ان تسير في طريقها الصحيح بعيدا عن اللعب بمقدراتها.. وبسبب التعنت الاسرائيلي والاجواء السياسية السلبية التي تخيم علي مسار المفاوضات والتقريب بين الفلسطينيين والاسرائيليين فان الجولات المكوكية للمبعوث الامريكي السيناتور جورج ميتشيل في المنطقة تنتهي دون احراز أي تقدم بفعل المناورات التآمرية التي تقوم بها حكومة نتنياهو والتي تدور حول إغراق المفاوضات في تفاصيل لا علاقة لها بجوهر العملية التفاوضية.. فلقد عمدت حكومة اسرائيل إلي طرح تفاصيل من شأنها اغلاق طريق الحل السياسي واغفال فرص الانتقال من محادثات التقريب إلي المفاوضات المباشرة التي ينادي بها نتنياهو ليلا ونهارا. وفي نفس الوقت تعمل حكومة إسرائيل من خلال الحمائم والصقور علي طرح أولويات سلبية في المفاوضات كالعلاقات الاقتصادية الفلسطينية الاسرائيلية اضافة إلي المياه والمطالب الأمنية.. وعملت علي اتخاذ خطوات استفزازية استيطانية تهويدية في مدينة القدس كما جددت فكرة التبادل السكاني مع السلطة الفلسطينية.. ونقل أراض فارغة من السكان في النقب ومناطق مأهولة بالسكان في المثلث إلي السلطة الفلسطينية عوضا عن المستوطنات والقدس التي ستؤول إلي السيادة الاسرائيلية وفق المنظور التفاوضي لحكومة نتنياهو.. وبالطبع مع تجنب تقديم مواقف واضحة في شأن حدود الدولة الفلسطينية باعتبارها العنوان الرئيسي للعملية التفاوضية المرجوة وفق مرجعية الشرعية الدولية وجهود التسوية السياسية.. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عقب جولة المباحثات نريد التواصل إلي معاهدة جادة.. صراحة إن القراءة المتأنية في نتائج جولة ميتشيل تؤكد أنها لم تستطع كسر الجليد المتجمد في طريق المفاوضات غير المباشرة ولن تستطيع بدون موقف أمريكي جاد ينتقل من لعب دور الوسيط الظاهري باتجاه موقف الراعي الرئيسي النزيه للعملية التفاوضية.. فلقد اقترح ميتشيل خمس نقاط مهمة لبناء الثقة الحقيقية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني وفق رؤيته ووعده باقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافيا وقابلة للحياة تعيش بجانب اسرائيل ولكن لم تنفذ الادارة الأمريكية ايا من هذه النقاط والمقترحات فالقضية الفلسطينية تدور في حلقة مفرغة بين طلبات اسرائيل واقتراحات أمريكا والتي ترفضها اسرائيل.. لهذا تظل كل الأطراف تدور في كعب داير وحلقة لا تنتهي من المقترحات والطلبات والجولات المكوكية التي هي في النهاية تساوي صفرا.