بدلا من الاكتفاء »بالفرجة« من بعيد علي هذه المشاحنات التي نشبت في مدينة نيويوركالأمريكية بين شرائح عريضة من المجتمع الأمريكي وجماعة - أرجو ألا يكون لها علاقة بالجماعة التي نعرفها- من المسلمين حول مشروع بناء مسجد اختارت له »الجماعة« من بين الأراضي الأمريكية الشاسعة والواسعة، أن يقام في ذات موقع البرجين التوأمين اللذين قامت بتفجيرهما »جماعة« أخري في يوم 11 سبتمبر! بدلا من الاكتفاء بالفرجة من بعيد، وبدلا من انتظار صدور توجيهات أو تعليمات من القيادات الأعلي،أو بدلا من تردي وتدهور الأوضاع هناك إلي مالا تحمد عقباه، أتصور أن الواجب والاحساس الصحيح والسليم بالمسئولية يقتضيان التدخل الفوري والحاسم للقيادات الاسلامية في دولة الأزهر الشريف.. هذا الكيان الهائل والراسخ الذي نجح عبر قرون طويلة في الحفاظ علي صحيح الاسلام، وعلي التوجه الإنساني للمسلمين الحقيقيين، وهو التوجه الذي يتفق ويتسق مع جميع الديانات السماوية، ومع جميع التطورات الحضارية والإنسانية! أتصور أن أحدهم أو ثلاثتهم معا: فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وفضيلة وزير الأوقاف الدكتور حمدي زقزوق وفضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة.. أتصور ان احدهم أو ثلاثتهم معا ومعهم كل الأجهزة والإدارات التابعة.. اتصور، بل أجزم، انهم قادرون بكلمة واحدة وعاقلة ان يوقفوا هذا »الحق الذي يراد به باطل« وذلك في ذات الوقت الذي سيقدمون فيه للمجتمع الأمريكي صورة صحيحة وعادلة عن الاسلام والمسلمين.. وكل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم.