موقف المرض خطير.. وتداعياته أخطر.. فدائرة انتشاره تزيد وتتسع والتهاون في التحرك السريع حتما يهدد البقية الباقية من صناعة الدواجن.. فالمرض توطن.. والفيروس توغل ووصل إلي مرحلة التحور. وهذا يعني ان جهود المقاومة التي تغني بها الجميع من مسئولين وأصحاب مزارع وخبراء من قبل كانت اضعف من المرض بكثير.. ويعني ايضا ان الانتاج العشوائي لايزال خارج السيطرة!وقد أدت خطورة تحور الفيروس إلي مبادرة اتحاد منتجي الدواجن بالموافقة علي المساهمة في تمويل انتاج لقاح جديد.. لكن هل تري مزارع الدواجن اللقاح المرتقب قريبا لانقاذ ما يمكن انقاذه؟.. نتمني ذلك ! الدكتورة مني محرز رئيس معهد صحة الحيوان تؤكد ان هناك اصابات منتشرة وهناك مزارع لاتقوم بالابلاغ عن اصابتها رغم وجود التعويضات مما أدي إلي نقص في المعروض وارتفاع الاسعار في سوق الدواجن كما ان الشركات تغير فكرها وشعرت اننا علي حق وان المشكلة حلها في تطبيق الامان الحيوي وهناك تدريب للمربين في اماكن تواجدهم.. ثم حملات مكثفة وهو الحل الامثل كما ان هناك وقفة تفصيلية لكل منشأه علي حدة فلكل واحدة وضعها وآلية خاصة بها وليس معقولا ان نهدم منشآت قائمة لكن الحل هو تحسين حال الشركات الكبيرة ومن الواضح ان القائمين علي العمل لم تصلهم الفكرة وهي فكرة بسيطة تتلخص في منع دخول المرض للمكان ورفع وعي العاملين بالمزارع. خرائط الكترونية وتضيف: لدينا حاليا مشروع كبير مع الاتصالات وهو عمل خريطة الكترونية لكل المشروعات الحيوانية الموجودة في مصر من مزارع ومجازر عن طريق ال GPS ونقوم حاليا بتطبيق المشروع في محافظتي الجيزة واكتوبر ويقوم فريق بزيارات ميدانية للتحقق من البيانات قبل وضعها علي الخرائط ومنها خريطة وبائية والانفلونزا نموذج لذلك وتشمل ايضا أي امراض اخري وقد وجدنا مزارع غير مسجلة فنحن ندخل القري ونسأل ونعرف علي الطبيعة ونسجل ما نراه. وتقول د. مني: لابد للمربين ان يعرفوا ضرورة الابلاغ عن المرض خاصة وان التخلص من الطيور الموبوءة هو لمصلحتهم وان الامان الحيوي هو الحل أما اللقاحات فهي حل ثانوي وأكد الوزير أمين أباظة أي شركة تنتج اللقاح سيتم بمعايرته وتقييمه حقليا قبل دخوله البلاد واي شركة تريد عمل لقاح عليها ان تتقدم بطلب للوزارة. تحور الفيروس يقول د. محمد الشافعي وكيل اتحاد منتجي الدواجن.. إن هناك تحورا للفيروس ولم تعد اللقاحات الموجودة حاليا تأتي بنتائج قوية.. لكن هناك لقاحا جديدا من الفيروسات المتحورة يتم تحضيره حاليا، فقد استطاعت المعامل المصرية عزل الفيروسات والتعرف علي تراكيبها الجينية الوراثية وهو انجاز في حد ذاته وتم الاتفاق مع شركات اجنبية علي تحضير لقاح منها واحضار كميات لاختبارها في معاملنا ومعايرتها ثم تجربتها في مزارعنا وخلال شهر سيتم استيرادها، ونحن كاتحاد طلبنا اللقاح علي حساب الاتحاد وسيتم تجربته بعد معايرته في المصل واللقاح وستتحمل الشركات هذه النفقات فكل الشركات متضررة والمشكلة الحقيقية في نفوق كميات كبيرة من كتاكيت التسمين والأمهات وانخفاض المعروض مع زيادة الطلب في ظل ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك مما ترتب عليه ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق خلال الفترة الأخيرة. ويقدم د. الشافعي الحل قائلا لدينا حل مؤقت فالأسواق بها نقص في المعروض من الدواجن ويجب فتح باب الاستيراد لسد الفجوة الحالية علي ان يتم وقف هذا الاستيراد او تخفيض كمياته مع زيادة المنتج المحلي فلدينا صناعة مهمة استثماراتها حوالي 25مليون جنيه ويعمل بها عمالة كثيفة فيمكن فتح باب الاستيراد حاليا للدواجن والكتاكيت وبالنسبة للمجمد اذا اضطررنا نستورد لتغطية جزء من العجز وبالنسبة للأزمة الحالية ودخول شهر رمضان الكريم يقول وكيل الاتحاد لقد وقعنا بروتوكولا مع الشركة العامة للصناعات الغذائية علي توريد 1200 طن دواجن مجمدة من الشركات المحلية بسعر 15.70 جنيه للكيلو لطرحها في المجمعات خلال شهر رمضان المبارك كمساهمة من الشركات لحل المشكلة وهو سعر اقل من التكلفة ويضيف أيضا لابد من توعية المربين بأهمية وسائل الامان الحيوي لحماية القطعان وتشجيع او زيادة الارشاد لدي المزارعين. تعويض المزارع ويضيف لدينا صندوق لتعويض أصحاب المزارع في حالة إصابتها فيتم إعدام الطيور المصابة وتقديم التعويض المادي عنها بنسب مختلفة من مزرعة إلي أخري حيث تتراوح نسبة التعويض بين05٪ لشركات جدود الدواجن لكي تكون شريكة معنا في اتباع الاحتياطات اللازمة التي تحول دون انتشار المرض لديها أما التعويض بنسبة06٪ فيكون لمزارع الأمهات وأمهات التسمين وأمهات اللحم البياض بينما يتم صرف تعويض بنسبة07٪ لمزارع التسمين والشرط الرئيسي لصرف التعويض هو إبلاغ المزرعة مديرية الطب البيطري أو مديريات الزراعة التي تقع في دائرتها المزرعة عن الاصابة بالفيروس فور وقوعها لكي تتمكن الجهات المعنية من الانتقال ومحاصرة المرض في أضيق نطاق منعا لانتشاره.. وقد تم صرف أكثر من003 ألف جنيه لبعض المزارع تعويضا لها عن الإصابة وإعدام الدواجن وهذا التعويض يجب أن يشجع أصحاب المزارع التي تظهر بها الاصابات علي الإبلاغ. نسبة عجز ويؤكد ان هناك نسبة عجز في الانتاج تتراوح بين 20 و25 ٪ خاصة ان ظروف الحر الماضية ادت الي خسائر كبيرة رغم ان الصيف يقلل نسبة الاصابة بالفيروس لكن مع الحر تتأثر الدواجن وينفق الكثير منها ونتيجة هذا النقص وارتفاع اسعار الكتاكيت تتكلف الدجاجة علي باب المزرعة حوالي 18 جنيها فتكلفة الكيلو من الدواجن الحية يتراوح بين 12 و12 ونصف جنيه ويصل سعر الكيلو الصاحي للمستهلك حوالي 16 جنيها فهناك مخاطرة وتهريب لمنع التداول الحي والمستهلك يتحمل هذه المخاطر أما سعر الدواجن المجمدة فيصل الي 19 جنيها للكيلو للمستهللك والمجازر الموجودة تغطي 75 ٪ من الانتاج وهو رقم جيد وقرار منع التداول لم يؤثر علي المزارع لوجود المجازر وهناك الكثير من المربين وفقوا اوضاعهم. الوضع الوبائي يقول د. هشام سلطان استاذ امراض الدواجن ووكيل كلية الطب البيطري للدراسات العليا و البحوث بجامعة المنوفية انه بقراءة الوضع الوبائي الحالي لفيروس انفلونزا الطيور يتضح ان جميع مناطق الجمهورية مصابة بالفيروس الضاري، وان اختلفت شدة الاصابة من منطقة لاخري تبعاً لكثافة الانتاج و درجة الامان الحيوي المطبق فيها . كما لوحظ ان كبري شركات انتاج الدواجن واكثرها حرصاً علي تطبيق الامان الحيوي تعرضت لاصابات بالغة لدرجة التوقف عن الانتاج تماماً مع نسب نفوق عالية جداً و خسائر فادحة . كما اؤكد استمرار تحور الفيروس المسبب للمرض مع توافر الاسباب العلمية لتحوره وخاصة الاستخدام المكثف للقاحات الخاملة والعدوي الصامتة للطيور المحصنة ومخالفة الواقع تماماً عن التقصي المعلن عنه. ومما سبق يتضح ان فيروس انفلونزا الطيور متوطن مما يستدعي تغيرا شاملا لفكر مقاومة المرض . و كانت النتائج الاقتصادية علي صناعة الدواجن مؤلمة مما أدي الي اختفاء طيور التسمين و ارتفاع اسعارها بصورة كبيرة،فقد ادت عمليات النفوق الكثيرة خلال الفترة الماضية سواء بسبب المرض او الموجات الحارة الساخنة الي انخفاض عدد الامهات وبالتالي ارتفاع اسعار الكتاكيت. وقد تم فتح ابواب استيراد كتاكيت التسمين عمر يوم بعد ان وصل سعر الكتكوت 9 جنيهات و الارتفاع الجنوني لاسعار بيض المائدة بعد نفوق معظم القطعان المنتجة لبيض التفريخ وبيض المائدة. وتتجه معظم الجهود في الوقت الحاضر لمحاولة تحضير لقاح محلي من خلال تحضير اللقاح من السلالات المحلية بالتعاون مع الشركات الاجنبية و بيعه في السوق المصري . و من المعروف علمياً ان الاستمرار في استخدام اللقاحات المحلية و حتي ان ادي الي تحسن مؤقت في نسب الحماية ضد النفوق وافرازات الفيروس الا انه لن يمنع تكاثر الفيروس وتحوره في القصبة الهوائية للطائر المحصن المصاب مما يتضح ان معظم الجهود الموجهة لمقاومة المرض تنحصر في كيفية تسويق لقاح و بيعه بصرف النظر عن النتائج المترتبة علي ذلك . و من الجدير بالذكر ان التوجه الي محور تسويق اللقاحات المحلية او الاجنبية بدون تطبيق المحاور الاخري المعروفة علمياً سوف تزيد مشكلة توطن و تحور فيروس المرض موسمياً مما يستحيل معه استمرار صناعة الدواجن . و اخيراً ان الوضع الحالي لمرض انفلونزا الطيور يتطلب التدخل السريع و الجاد لوضع خريطة وبائية حقيقية للفيروس وتطبيق الاسس العلمية المتعارف عليها ووعدم اختزال مقاومة المرض في استخدام اللقاحات الخاملة لتحقيق نتائج وهمية وارباح خيالية سريعة .