[email protected] من يلاحظ سيارات التاكسي الجديدة وأتوبيسات النقل العام الفاخرة التي تنطلق بشوارع القاهرة هذه الايام يشعر بأن هناك تغيرا جديدا يهل علينا بالشارع المصري و- في العاصمة العتيقة القاهرة- التي تستحق منا بكل تأكيد كل العناية والرعاية ليست فقط لتراثها الحضاري والثقافي العميق وكونها عاصمة مصرنا الغالية- ولكنها ايضا عاصمة الوطن العربي الكبير من المغرب إلي المشرق العربي،، وقد تابعت بعين المتابع و المحلل علي مدي شهر فائت العديد من التغيرات التي حدثت علي مختلف الاصعدة السياسيةوالاقتصادية والصناعية والاجتماعية والاعلامية تستحق ان نكتب عنها ونسلط الاضواء عليها.. أدرجها في الاتي:- علي الصعيد السياسي جاءت كلمات وزير الخارجية أحمد أبوالغيط اثناء زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت قوية وتحمل تغيرا مصريا في لغة الخطاب السياسي امام الاشقاء اللبنانيين والسوريين علي حد السواء عندما استخدم في تعليقاته الصحفية كلمة-العدو الاسرائيلي- وهي تحمل لغة جديدة في التعبير عن الجيران الاسرائيليين وتعكس ارتفاع درجة الحرارة المصرية تجاه التعنت الاسرائيلي امام قضية تهويد القدس وشل عملية السلام بالمنطقة مما يهدد وينسف الجهود المصرية والدولية لإرساء السلام بالمنطقة منذ معاهدة السلام المصرية عام 9791. وعلي الصعيد الصناعي اعلنت واحدة من اكبر الشركات الالكترونية في اليابان انها صنعت بمصر بالتعاون مع احد المصانع المصرية الوطنية بمنطقة قويسنا بمحافظة المنوفية اول ماكينة تصوير وآلة طباعة وفاكس بأيد وخامات مصرية 001٪ ليتم لأول مرةتصنيع تكنولوجيا عالمية عالية الجودة تحمل اسم »صنع في مصر« وتحمل آمالا عريضة لإمكانية تطوير الصناعة المصرية في هذا المجال الهام ويؤكد اننا نسير في الطريق السليم لتحديث الصناعة المصرية ووضعها علي خريطة الصناعات العالمية.. خاصة ان حقيبة وزارة الصناعة تحمل بين طياتها مشروعا كبيرا لتعميق الصناعة المصرية في جميع المجالات يتيح الفرص لتصنيع المواد الخام المصرية وتخفيض رقم الواردات المصرية الذي تعدي 04 مليار دولار عام 9002 مما يتيح آلاف فرص العمل امام خريجي القطاعات الفنية والهندسية في مصر ويتيح بناء عشرات ومئات المصانع الجديدة. وعلي صعيد التعليم: أعلن الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم عن مبادرة رائعة لتغير المناهج الدينية الاسلامية والمسيحية بالتعاون مع دار الإفتاء والكنيسة المصرية في المدارس لأول مرة منذ اكثر من ربع قرن لإبعاد الكتابات والعبارات التي تدعو إلي التطرف وكراهية الاخر- وهي مبادرة طالما طالبنا بها وكافح من اجلها المجتمع المدني في مصر في الآونة الاخيرة. وكذلك الخطة الطموح التي تعدها وزارة التعليم لتطوير التعليم في مصر لإطلاق مناهج تتمشي مع المستويات العلمية والتعليمية وتحفز الابداع والابتكار لدي التلميذ المصري و تحارب مفاهيم الحفظ التقليدية وقتل الفكر الابداعي الذي طالما عانينا منه في سنوات حياتنا الدراسية. وعلي الصعيد الإعلامي: يشهد الإعلام المصري سواء من خلال شاشات التليفزيون المصري أو القنوات الفضائية وكذلك الإعلام المقروء حراكا غير عادي وتطويرا هائلا في الامكانيات والموضوعات. إن مصر تشهد حراكا اقتصاديا وسياسيا وتعليميا وإعلاميا معتدلا وقويا بعيدا عن الحراك الاخر لانتخابات المجالس النيابية والذي تشير اليه الصحف الخاصة و الحزبية يوميا للتشويش علي ما يحدث وبدون القاء الاضواء علي هذا الحراك الايجابي لاشعار الجميع ان الوضع ثابت في مصر بل ان البلد يتأخر!! وهو ما نرفضه بالطبع ولانريد الا الاعتدال و الوضوح والصراحة التي يحتاجها المصريون حاليا وفي كل الاوقات. كاتب المقال: عضو جماعة الإدارة العليا بمصر