H كان يمتلك سيارة وكنت امتلك حذاء، كان من الاعيان وكنت من الهلافيت، كان موسوعة في العلم والحياة وكنت علي باب الله، كان كل شيء وكنت لا شيء ومع ذلك كان صديقي الذي يحترمني ويقدرني وينفق وقته الثمين في صحبتي دونما اي اعتبار لفرق السن أو العلم أو المقام، كان يمر عليَّ بسيارته في المدينة الجامعية بسوهاج حيث كنت طالبا في السنة الرابعة بكلية الاداب جامعة سوهاج، وكان هو استاذ الفلسفة بنفس الكلية، كنت في الصباح تلميذه الذي يجلس امامه وينهل من علمه في مدرجات الكلية وكنت صديقه بعد العصر، اجلس إلي جواره في سيارته وأرتوي من انسانيته وكرمه واخلاقه ونجوب مدرجات الحياة، نطوف بأملاكه وأملاك اسرته في البداري ليخبرني انه حصل علي ليسانس الحقوق خصيصا كي يدافع عن املاك اسرته امام المحاكم، فضلا عن حصوله علي بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية إلي جانب ليسانس الاداب قسم الفلسفة ثم الماجستير والدكتوراه في الفلسفة إلي جانب دكتوراه اخري في الانسانية والعطاء اشهد عليها باعتباري تلميذه وصديقه وأحد اهم قرائه ومريديه.. واليوم اهنئه من كل قلبي بمناسبة حصوله علي جائزة الدولة التقديرية، يبقي فقط ان نعرف ان هذا العالم والانسان اسمه »الدكتور نصار عبدالله«.