التجار: التقلبات الجوية وارتفاع تكاليف المستلزمات الزراعية.. وراء الغلاء مسلسل الارتفاع في الاسعار عرض مستمر.. ولكن هذه المرة في أسواق الفاكهة والخضار فالأسعار اشتعلت ووصلت الي جيوب المستهلك لتكويه وتفعل به ما تشاء.. وقد بلغت الزيادة أكثر من 30٪ مقارنة بأسعار العام الماضي وكالعادة يلجأ التجار والبائعون الي اختراع حجج وأسباب وهمية لتبرير الزيادة في الأسعار ويبقي لسان حال المستهلك البسيط: »كده الميزانية في الضياع« بعد ارتفاع اسعار الفاكهة والخضار وارتفاع أسعار اللحوم ووصول سعر الكيلو أكثر من 52 جنيها وكذلك السكر الذي وصل سعر الكيلو منه الي 5 جنيهات »الأخبار« ترصد طبيعة الأسعار داخل اسواق روض الفرج وباب اللوق وشبرا وتقف علي طبيعة حركة البيع والشراء.. رغم الركود في البداية كشفت الجولة داخل الاسواق الثلاثة عن عامل مشترك وهو سيطرة حالة من الركود داخل الاسواق فلا يوجد بيع أو شراء فالتجار والبائعون فتحوا محلاتهم وعرضوا بضائعهم منذ الصباح الباكر ولكن لا يوجد اقبال من المواطنين علي الشراء مما اضطرهم الي القراءة في الصحف أو احتساء الشاي علي المقاهي المجاورة للمحلات او الخلود الي النوم علي أمل نداء من احد المستهلكين يطلب كيلو أو نصف كيلو من اي سلعة. ارتفاع الأسعار وعن أسباب حركة الركود يقول احمد السني - تاجر - ان ارتفاع الاسعار هو السبب الاساسي وراء عزوف المستهلك عن الشراء وقد زادت الاسعار بمقدار 30٪ عن العام الماضي وانعكس ذلك علي أسعار السلع حيث بلغ سعر كيلو البسلة 4 جنيهات والفاصوليا ب 3 جنيهات والقلقاس ب 3 جنيهات والبصل ب 3.5 جنيه والثوم ب 3.5 وكيلو الخيار ب 2 جنيه وكذلك ارتفعت اسعار الفاكهة حيث بلغ سعر كيلو البرتقال 3.5 جنيه واليوسفي 2.5 جنيه والموز ب 4 جنيهات والتفاح السوري ب 8 جنيهات. ويري أحمد ان اسباب الزيادة في الأسعار تعود الي ارتفاع تكلفة النقل من أسواق الجملة كسوق العبور الي اسواق التجزئة كسوق روض الفرج وقد ضاعفت أزمة السولار الأخيرة بعد ان اختفي بمحطات البنزين من ارتفاع تكاليف نقل الخضراوات والفاكهة ويضيف أن ارتفاع الاسعار أثر بالسلب علي التجار حيث يلجأ المستهلك الي ترتيب أولوياته عند شراء أنواع من الفاكهة والخضار وقد يضطر الي الاستغناء عن أنواع معينة مقابل شراء أنواع أخري أو يلجأ الي شراء نصف الكميات التي كان يشتريها من قبل. تقلبات الجو وبلهجة من الاسي تحدث محمد إبراهيم بائع خضراوات وفاكهة قائلاً: نحن أول من اصابته لعنة ارتفاع الاسعار بعد ان توقفت حركة البيع والشراء ويري ان الاسباب التي أدت الي ارتفاع الاسعار هذا العام بشكل مبالغ فيه هي التغيرات المناخية في فصل الشتاء والذي شهد موجات حارة في عز البرد مما تسبب في تلف كميات كبيرة من المحاصيل وانخفاض الكميات المنتجة وحتي يعوض المزارعون خسائرهم لجأوا الي توريد المحاصيل بأسعار مرتفعة الي التجار فاضطروا هم الاخرون ببيعها بأسعار مرتفعة للمستهلكين. ومن جانبه أوضح سيد قطب - تاجر - أن من ضمن الاسباب التي نتج عنها زيادة في أسعار الفاكهة والخضراوات والتي أدت الي ضرب الموسم هو ارتفاع تكاليف مستلزمات الاراضي الزراعية من أسمدة ومبيدات وأجرة عمال وسولار الماكينات الزراعية بما أدي الي ثقل الاعباء المادية علي الفلاح او المزارع فيضطر الي بيع المحصول بأسعار مرتفعة حتي يغطي تكلفة النفقات السابقة أنين المستهلك ومع لهيب الأسعار المرتفعة زادت شكوي المستهلك من مجموعة الضربات المتتالية والتي تستقبلها ميزانيته وبنبرة حزن تقول وفاء أحمد ربة منزل: المرتب الشهري أصبح لا يكفي تلبية المأكل فقط بعد ان ارتفعت أسعار اللحوم والسكر وأخيراً الفاكهة والخضار وتتعجب وفاء من الزيادة المتكررة في الاسعار وتطالب برقابة مشددة علي الاسواق للسيطرة علي طمع وجشع التجار والبائعين. وتتفق معها منال حسنين - موظفة - في أن أسعار الفاكهة والخضار زادت بشكل غير طبيعي من العام الماضي مشيرة إلي ان كيلو البرتقال في العام الماضي كان سعره 1.5 جنيه اما حالياً فمؤشر سعره لم يتحرك عن سعر ثلاثة جنيهات وتختتم كلامها قائلة: »مش مهم نأكل فاكهة وكمان ممكن نستغني عن بعض أنواع الخضار«