اسواق الخضار .. من يضبط فرق الأسعار بها؟ حلقة مفقودة نبحث عنها دائما عند حديثنا عن الأسعار.. حلقة تتوه فيها حقائق كثيرة ويستغلها التجار ليتلاعبوا بالأسعار.. سوق الفواكه والخضراوات صورة فجة لهذا الاستغلال ففارق الأسعار بين المزارع والمستهلك يزيد علي 021٪ وهو ما عكس الارتفاع الملحوظ في أسعار الفواكه خلال الفترة الحالية.. »الأخبار« رصدت الأسعار في المزارع والأسواق وحاولت البحث عن سر الارتفاع الجنوني في سوق الفاكهة. حالة من الارتفاع الملحوظ في الأسعار تشهدها حاليا أسواق الفاكهة في معظم المناطق.. فالأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ عن أسعار العام الماضي رغم تعدد أنواع الفاكهة المعروضة.. فكيلو العنب يصل سعره حاليا 6 جنيهات في الوقت الذي كان يباع في العام الماضي ب4 جنيهات فقط، وكذلك أيضا وصل سعر كيلو التفاح العادي أكثر من 5 جنيهات وكان سعره في العام الماضي 3 جنيهات فقط.. كما امتد الارتفاع في الأسعار أيضا إلي الفراولة التي وصلت سعرها في العام الماضي إلي جنيهين في حين يتم بيعها حاليا للمستهلك ب3 جنيهات.. ومع بدء ظهور فاكهة المانجو سجل مؤشر سعرها حاليا 21 جنيها للكيلو الواحد، الأمر الذي ينبيء باستمرار الارتفاع في أسعارها مع مرور الوقت وزيادة العرض من المانجو. ارتفاع الأسعار وكشفت الجولة علي أسواق الفاكهة لمنطقة أثر النبي بالساحل وسوق العتبة التجاري أن أسعار البطيخ هذا الموسم اختلفت عن أسعار الأعوام السابقة، فالبطيخ هذا العام يشهد انخفاضا حادا في أسعاره.. الأمر الذي نتج عنه ضربة موجعة لمزارعي هذه الفاكهة، فكثرة المعروض من البطيخ في أوائل هذا الصيف أدي إلي انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ وصل إلي 1 جنيه للكيلو الواحد، ووصل في بعض المناطق الأخري جنيه ونصف الجنيه، ويفسر ابراهيم محمد تاجر فاكهة هذا الانخفاض في أسعار البطيخ إلي كثرة العرض في فترة قصيرة، حيث كان من المتبع أن تصل فاكهة البطيخ القادم من الصعيد إلي الأسواق في بداية الصيف، وفي المنتصف يتم الاعتماد علي بطيخ الأراضي الصحراوية بالطريق الصحراوي، وفي النهاية يتم الاعتماد علي بطيخ الدلتا، وهذا التفاوت في العرض كان يساهم في الحفاظ علي الأسعار خلال الأعوام الماضية، أما ما حدث في الموسم الحالي فإن المصادر الثلاثة السابقة للبطيخ قامت بطرح هذه الفاكهة في وقت واحد وهو ما أدي إلي كثرة المعروض وانخفاض الأسعار، الأمر الذي أدي إلي تحقيق خسائر فادحة للمزارعين والتجار والبائعين. ومن أسباب الارتفاع في أسعار الأنواع الأخري من الفاكهة يقول علي الطيب تاجر فاكهة ان السبب الأساسي وراء الارتفاع يرجع إلي الموجات الحارة المتتالية التي شهدها المناخ خلال الشهور الماضية، ومن ثم تلفت معظم أنواع الفواكه وقل المعروض منها، ومن ثم ارتفعت الأسعار، كما ان بعض التجار يحاولون تعويض فترات الركود في حركة البيع خلال فصل الشتاء، ليقوموا برفع أسعار الفاكهة في الصيف مستغلين اقبال المواطنين علي شراء أنواع متعددة من الفاكهة مع بداية موسم عز الحر. تكلفة النقل ويفسر تاجر فاكهة آخر بمنطقة امبابة الغلاء في أسعار الفاكهة إلي تكلفة النقل حيث ارتفعت أسعار نقل الفاكهة من أسواق الجملة كسوق العبور إلي أسواق التجزئة بمختلف المناطق، ويحاول التجار تعويض الزيادة في أسعار النقل بإضافة تلك الزيادة علي المستهلك الذي يشتري أي سلعة من الفاكهة، ويضيف أيضا.. ان ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية لزراعة الفاكهة أدي أيضا إلي ارتفاع أسعار توريد الفاكهة من المزارعين إلي التجار، حيث وصلت أجرة العامل الزراعي في اليوم الواحد 04 جنيها، كذلك ارتفعت أسعار المبيدات الزراعية، وأسعار تجهيز الأراضي وهو ما أهلك وأثقل عاتق المزارع الذي اضطر إلي رفع أسعار توريد محاصيله وفاكهته إلي التاجر تعويضا لهذه التكلفة الباهظة، ويشير إلي انه رغم ارتفاع أسعار الفاكهة إلا أن هناك اقبالا كبيرا علي الشراء خاصة علي فواكه العصائر في هذا الجو الحار. أين الزيادة وعن أسعار الفاكهة من المزارعين يقول محمد عباس مزارع بالبحيرة ان سعر كيلو العنب في المزرعة يصل إلي 3 جنيهات وفي سوق الجملة يصل إلي 4 جنيهات وسوق التجزئة يبلغ سعره 7 جنيهات، وبالنسبة للتفاح فسعره داخل المزرعة يتراوح من 2 5.2 جنيه وعند الجملة يصل إلي 3 جنيهات وفي سوق التجزئة يصل سعره 5 جنيهات. وكما يقول محمد عفيفي مزارع بالمنوفية ان التجار الوسطاء يلعبون دورا كبيرا في رفع الأسعار، وقد رفعوا الأسعار في جميع أنواع الفاكهة عدا البطيخ الذي وصل سعره حاليا في سوق التجزئة 5.1 جنيه وسعره في سوق الجملة 1 جنيه ويصل سعره في المزارع من 05 06 قرشا. ويضيف عفيفي ان موسم البطيخ هذا العام موسم مضروب بالنسبة للمزارعين والتجار بسبب زيادة تكلفة زراعته وانخفاض أسعاره عند التوريد وجني المحصول، كما ساعدت الموجات الحارة المتتالية التي شهدها الجو هذا العام إلي التعجيل بجني البطيخ ومن ثم زيادة المعروض عنه بالأسواق مرة واحدة، كما انه من المتوقع أن تشهد الأسعار انخفاضا آخر في الفترة القادمة بالنسبة للبطيخ. ركود بالخضار والمشهد مختلف نسبيا في سوق الخضار الذي يشهد حاليا حالة من الثبات النسبي في الأسعار، وقد سجل مؤشر سعر كيلو البامية داخل سوق العتبة 5 جنيهات والكوسة ب2 جنيه والباذنجان والطماطم والبطاطس ب3 جنيهات. وكما يقول سيد عطوط تاجر خضراوات ان سوق الخضار حاليا يتسم بالهدوء والركود وعدم الاقبال علي الشراء، وكعادة مواطني مصر في فصل الصيف لا يحبون الاقبال علي وجبات الخضار. ويقول سعيد أسامة تاجر خضراوات ان السوق حاليا »نايم«، فلا بيع ولا شراء، ومعظم المواطنين يفضلون النشويات في هذا الجو شديد الحرارة ولا يعتمدون علي الخضار بصفة أساسية. ويشير سعيد ان الهدوء الذي يشهده حاليا سوق الخضار هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، فمن المؤكد أن أسعار الخضار سترتفع خلال الشهر القادم الذي يسبق شهر رمضان بطبيعة هذا الموسم وهذا الشراء حيث يتزايد الاقبال علي اقتناء جميع الخضراوات ومن المؤكد ان السعر سيرتفع وسيحقق التجار مكاسب تعوضهم عن فترات الركود التي يعانون منها حاليا. مطلوب رقابة وعن آراء المواطنين في الارتفاع أو انخفاض الأسعار تقول فوزية عبدالسلام ربة منزل إن الأسعار تعتبر في الفترة الحالية »معقولة« سواء للخضراوات أو بعض أنواع الفاكهة، ونأمل أن تستمر هذه الأسعار حتي نهاية شهر رمضان وعيد الفطر المبارك ولا نجد زيادة في الأسعار بدون مبرر. ويقول علاء عبدالحي موظف ان أسعار الفاكهة مرتفعة هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي وزادت بنسبة 02٪، لذا يجب أن تتدخل الهيئات الرقابية لمراقبة الأسواق ولا تضع الأمر برمته في أيدي تجار الفاكهة، فمن المعروف أن أعداد وكميات الفاكهة تكون كثيرة خلال فصل الصيف، وهذا يعني ان كثرة العرض يخفض السعر، لذا نطالب الهيئات الرقابية بمراقبة التجار ومنعهم من رفع أسعار الفاكهة.