دخلت الانتخابات العراقية امس مرحلة حاسمة مع تفوق قائمة »العراقية« بزعامة اياد علاوي اثر فرز 08٪ من الاصوات ومطالبة ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي باعادة الفرز نظرا »للتلاعب الواضح«. وكانت قائمة علاوي قد فجرت مفاجأة كبري وقلبت المعادلات في العراق بتفوقها علي ائتلاف دولة القانون بحوالي تسعة آلاف صوت الامر الذي يشير الي حصول كل منهما علي 78 مقعدا من اصل 523 مقعدا في البرلمان العراقي. الا ان هذه النتائج الاولية لاتزال مرهونة بنتائج التصويت العام في العراق لانها لاتشمل احتساب نتائج التصويت الخاص للجنود والمرضي والسجناء وتصويت العراقيين في الخارج المقرر ان تعلنه المفوضية اليوم الخميس. وسارع ائتلاف المالكي علي الفور بالدعوة لاعادة عملية فرز الاصوات متهما مسئولا بالمفوضية المشرفة علي الانتخابات بالتلاعب لصالح قائمة علاوي. وتعد هذه اول شكوي يتقدم بها المالكي بشأن العملية الانتخابية التي تعاني اصلا وفقا لمراقبين من فوضي وبطء في عملية الفرز واتهامات بالتزوير. وقال النائب علي الاديب المرشح عن ائتلاف دولة القانون ان هناك تلاعبا واضحا داخل المفوضية لصالح قائمة معينة في اشارة الي قائمة العراقية مضيفا انه تم تقديم طلب لاعادة عملية العد والفرز للتأكد من عدم وجود تلاعب. ولم يوضح الاديب ما اذا كان الطلب يشمل جميع مراكز الاقتراع البالغ عددها نحو 74 الف في انحاء العراق. واكد الاديب ان المفوضية سلمتهم اقراصا مدمجة للنتائج للتدقيق في النسب بشكل تدريجي وانهم سيواصلون العملية حتي التحقق من الامر. واعرب الاديب عن شكوكه حيال تقدم قائمة علاوي قائلا ان تفوق »العراقية« يعتبر »معجزة«. وقد بعثت كتلة المالكي بشكوي للمفوضية تؤكد فيها تلقيها معلومات بان المسئول عن مركز الفرز الالكتروني حازم البدري عضو في جماعة سنية متحالفة مع علاوي. وكان المالكي قد اعلن قبل ثلاثة ايام عندما كانت النتائج لصالح ائتلافه ان الشكاوي المقدمة للمفوضية حول وقوع مخالفات لن »تتمكن من قلب النتائج«. ورفضت المفوضية اعادة عمليات العد والفرز قائلة انه ليس هناك مايستدعي ذلك مشيرة الي انه »كان الاجدر بهم ان يعترضوا قبل ذلك«. وشدد اياد الكناني وهو عضو بالمفوضية علي نزاهة العمل بداخلها موضحا انها تعمل بشفافية واهتمام كبير لانها تدرك اهمية المرحلة وتعقيدات الوضع السياسي الذي يتطلب ذلك. وفي المقابل قال حيدر الملا المرشح عن »العراقية« ان الشعب العراقي لم ولن يصوت لمن اجتث رموزه الوطنية ولن يصوت الا للهوية الوطنية. وأضاف ان ماحدث امس الاول يكشف حقيقة تقدم العراقية منذ اليوم الاول للانتخابات مؤكدا انها ستبقي في الطليعة لانها تمثل مشروع الهوية الوطنية. واعتبر الملا اتهام ائتلاف المالكي للمفوضية بالتلاعب بالنتائج نوعا من الضغوط التي يحاولون ممارستها علي المفوضية من اجل حفظ ماء الوجه والتغطية علي محاولاتهم لتغيير نتائج الانتخابات. وميدانيا، اعلن مصدر امني عراقي مقتل احد المسيحيين صباح امس باطلاق نار عليه في الموصل حيث تستمر الهجمات ضد ابناء هذه الطائفة منذ اواخر العام الماضي. وفي واشنطن قال الجنرال الامريكي ديفيد بتروس ان الولاياتالمتحدة قد تترك في شمال العراق هيكلا للقوات اكبر مما كان متوقعا اذا اقتضي الوضع ذلك حتي اذا تم تقليص القوات الي المستويات المستهدفة.