تجردت أم من مشاعرها الإنسانية، وألقت طفلها الرضيع داخل أحد صناديق القمامة المجاور لمنزلها فى منطقة العشش المتفرعة من شارع السودان بالجيزة، الأمر الذي تسبب في إصابة الرضيع بحالة إعياء شديدة، وتم نقله إلى مستشفى أم المصريين لتلقي العلاج. كان الرائد كريم علي، رئيس مباحث العجوزة، قد تلقى بلاغًا من موظف يفيد بالعثور على طفل داخل أحد صناديق القمامة في حالة صحية سيئة. وانتقلت قوة أمنية إلى موقع البلاغ، وتبين أن الطفل مصاب بسحجات وكدمات فى وجهه، فأمر بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وكشفت معاينة الطب الشرعي، أن الرضيع لا يتجاوز العام ومصاب بجروح عميقة في وجهه ورأسه وأنحاء متفرقة في جسده، نتيجة الاعتداء عليه بآلة حادة. بتكثيف الإجراءات بقيادة اللواء جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، تبين أن الطفل هو «أسامة» نجل جلال سمير «36 عاما» أحد النجارين بمنطقة عشش السودان، حيث كشف أمام أجهزة المباحث أن زوجته نورا محمد «26 عامًا – ربة منزل»، ألقت نجلها فى القمامة، بعدما نشبت بينهما مشادة كلامية بسبب خلافات أسرية سابقة، وتطور الأمر إلى تهديدها بالتخلص من نجلها والانتحار في حالة عدم الانصياع لكلامها، إلا أنه رفض ذلك وأصر على ضربها، وما أن حاول زوجها الاقتراب منها لضربها هربت وتركت المنزل ولم يعلم أنها ألقت الطفل في القمامة. وأكد الأب فى أقواله أمام أجهزة المباحث، أن "الأم تعاني من أمراض نفسية منذ سنوات، وأنه حاول علاجها أكثر من مرة إلا أنها سريعًا ما تعود لحالتها التي ما كانت عليه مرة أخرى بمجرد انقطاعها عن العلاج"، مضيفًا أن "العناية الإلهية تدخلت لإنقاذ ابنه الوحيد بعد أن تعدت عليه أمه بالضرب المبرح". وبتكثيف التحريات، تمكنت أجهزة المباحث من القبض على الأم أثناء اختبائها في أحد المنازل المهجورة، واعترفت بتفاصيل الواقعة وأقرت أن اعتداء زوجها الدائم عليها سبب إلقاء نجلها في القمامة ومحاولة الانتحار، مؤكدة أنها "حاولت تهدئه نجلها بسبب البكاء المتواصل إلا أن استمرار الطفل في البكاء أجبرها على الاعتداء عليه بقطعة حديد ومحاولة التخلص منه، وإلقائه في صندوق قمامة بعدما فقد وعيه، حررت المحاضر اللازمة وأمر اللواء كمال الدالي بإحالتها إلى النيابة التي باشرت التحقيق. المصدر: الشروق