قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، الجمعة، إن الهجوم بأسلحة كيماوية في سوريا يهدد إسرائيل والأردن حليفي الولاياتالمتحدة، مضيفا أنه كان يفضل أن يمضي المجتمع الدولي قدما للرد على ذلك. وقال أوباما للصحفيين، أثناء اجتماع مع زعماء يزورون البيت الأبيض، إن الولاياتالمتحدة ما زالت في عملية التخطيط للرد على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. وأضاف أنه يسعى إلى تحرك محدود ضد سوريا لا يتضمن التزاما مفتوحا أو عملية عسكرية كبيرة. وقال إنه يبحث توجيه ضربة "محدودة" على سوريا، وإنه لم يتخذ بعد "قرارا نهائيا" حول سوريا، وأشار إلى أن العالم لا يمكنه أن يقبل بتعريض النساء والأطفال للغازات السامة. وقال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، إنه سيتم تنفيذ عملية "محددة الهدف" ضد سوريا بدون نشر قوات على الأرض. وأكد كيري وجود أدلة دامغة على تورط نظام الأسد في هجمات الكيماوي، وقال، خلال مؤتمر صحفي، إن سيناريو العراق لن يتكرر مجددا، وأشار إلى أن نظام بشار الأسد يمتلك أسلحة كيماوية واستخدمها ضد شعبه. وأضاف كيري: "مسئول سوري أكد لنا استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية"، وأكد أنه يمكن التغاضي عن استخدام دكتاتور لأسلحته الكيماوية، وقال إن التحرك في سوريا سيمثل رسالة لحزب الله وإيران، وتابع: "ندرك أن الشعب الأمريكي بات منهكا من الحروب". ومن جانبه، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي "الناتو"، أندروس فوج راسموسن، لوسائل إعلام دنماركية أن استخدام النظام السوري المفترض للأسلحة الكيماوية يتطلب ردا من المجتمع الدولي، لكنه استبعد مشاركة مباشرة للحلف الأطلسي. وقال راسموسن، كما نقل عنه الموقع الإلكتروني لصحيفة بوليتيكن: "لا أرى دورا للحلف الأطلسي في رد دولي على النظام السوري". وكرر أن الاستخدام المفترض للسلاح الكيماوي هو "عمل مرعب وفظيع"، لافتا إلى أن "الهجمات الكيماوية تشكل انتهاكا صارخا للمعايير الدولية وجريمة لا يمكن تجاهلها"، وأضاف أن هذا الأمر "يتطلب ردا دوليا لعدم تكراره". وكان الأمين العام للحلف الأطلسي شدد سابقا على ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع السوري. وزار مفتشو الأممالمتحدة في الأيام الأخيرة الأمكنة التي استهدفها الهجوم الكيماوي في 21 أغسطس قرب دمشق، وحيث تحدثت المعارضة السورية عن سقوط أكثر من 1300 قتيل. وأكد راسموسن اقتناعه بمسئولية النظام السوري عن الهجوم، وقال: "ليس لدي أدنى شك في أن النظام شن هجوما كيماويا". وأضاف: "عندما نعلم من يملك مخزون المواد الكيماوية ومن لديه الوسائل لاستخدامها عبر شن هجوم، يمكننا أن نقول إنه النظام". وتابع: "لا توجد مؤشرات (قوية) توحي بأن المعارضة (السورية) قادرة على شن هجوم مماثل". وأفادت الأنباء بأن فريق المحققين الدوليين في سوريا زار المستشفى العسكري في دمشق، والتقى عددا من الجرحى، بحسب الحكومة السورية. وأضاف الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن نسيركي، في بيان له الجمعة، أن الحكومة السورية ذكرت في خطاب أرسلته إلى الأمين العام بان كي مون، أن الفريق الأممي زار أحد المستشفيات العسكرية، والتقى الجرحى الذين يتلقون العلاج فيها، وعندما سئل عن ماهية الجرحي العسكريين أم مدنيين، رد قائلاً: "التقوا بالجرحى الموجودين بالمستشفى". وذكر نسيركي أن مفتشي الأممالمتحدة انتهوا من جمع الأدلة والعينات من المناطق التي استخدمت بها الأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي، وأنهم سيغادرون سوريا غدا بعد الانتهاء من كل الاستعدادات اللازمة. ولفت إلى أن الفريق الأممي سيقوم بفحص الأدلة التي جمعها من سوريا في عدد من المختبرات الأوروبية، على أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، يعقبه إعداد تقرير عن نتائج الفحوصات سيقدم للأمين العام الذي سيقوم بحكم منصبه بمشاركة التقرير مع الدول الأعضاء بالأممالمتحدة ومجلس الأمن. وأكد أنهم لن يعطوا أي مهلة زمنية لإنهاء تلك الفحوصات، وأنهم لن يقوموا بأي تقييم قبل ظهور النتائج النهائية للتحقيقات والفحوص المعملية، مشيرا إلى أن المختبرات والمعامل الموجودة في بريطانيا وفرنسا العضوان الدائمان بمجلس الأمن الدولي، هى التي ستتولى مهمة فحص العينات. وأوضح نسيركي أن آك سلستروم، رئيس الفريق، والفريق التقني، سيغادرون سوريا إلى مدينة لاهاي الهولندية، وأن ممثلة الأممالمتحدة لنزع الأسلحة أنجيلا كاين، ستأتي إلى مدينة نيويورك لتقدم معلومات تفصيلية للأمين العام. وفي رد منه على سؤال لمراسل الأناضول، قال نسيركي، إن لقاء الفريق الأممي أمس بالجرحى في المستشفى العسكري بدمشق، كان من باب جمع معلومات في إطار التحقيقات التي أجروها في المستشفى، وإنه لن يعتد بتلك الزيارة في التقرير الذي سيتم إعداده عن الهجوم الكيميائي الذي وقع في ال21 من الشهر الجاري. ولفت نسيركي إلى أن أولوية الفريق الأممي في سوريا تغيرت بسبب الهجوم الكيميائي الأخير الذي فرض عليها إعداد تقرير عن ذلك الهجوم أولا. وأضاف أنه بعد إعداد تقرير عن نتائج الفحوصات التي ستجري في المختبرات، فإن المفتشين الأمميين سيعودون مجددا إلى دمشق، من أجل تقصي حقائق استخدام الكيميائي في ثلاث مناطق أخرى كان قد تم الاتفاق على زيارتها مسبقا مع الحكومة السورية، موضحا أنه لم يتحدد بعد ممن ستتشكل تلك اللجنة، ومتى ستعود إلى سوريا. وفس سياق متصل، ذكر راديو صوت نيجيريا أمس، الجمعة، أن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما حذر من احتمال التدخل العسكري في سوريا من قبل بعض الدول الغربية، بحجة استعمال سوريا أسلحة كميائية بمنطقة الغوطة بالقرب من العاصمة دمشق منذ حوالي 10 أيام. ونقل الراديو عن الرئيس زوما قوله إن "مجلس الأمن هو المخول بتحديد استخدام القوة العسكرية للرد على الاستعمال المحتمل للأسلحة المحرمة دوليا وفشل الجهود الهادفة إلي إيجاد الحلول السلمية للنزاع الذي استمر أكثر من عامين وأدى إلى وفاة ما يقرب من 100 ألف شخص". وأضاف زوما أنه يعتقد أن الحل العسكري لن يؤدي إلي الحل الدائم للأزمة السورية بل سيزيد الوضع سوءا وسيؤدي إلى زيادة معاناة المدنيين الأبرياء، وحث في الوقت نفسه على إعطاء الفرصة للمفتشين الدوليين لاستكمال مهمتهم والإعلان عن نتائج التحقيقات في استخدام الأسلحة الكيميائية. صدي البلد