خلص ناوتو كان عندما كان رئيسا لوزراء اليابان وقت أزمة فوكوشيما النووية في مارس آذار الماضي إلى أن الطاقة النووية لا تستحق المخاطرة لكن خلفه يبدو أقل اقتناعا بهذه الفكرة. وبدأت حكومة رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا التي لا يتجاوز عمرها الشهر مناقشات حول سياسة الطاقة في اليابان لكن نودا أشار بالفعل الى أن الطاقة النووية يمكن أن تلعب دورا على مدى عقود. وبعد مرور ستة أشهر على أسوأ أزمة للتسرب الإشعاعي خلال 25 عاما والتي وقعت بمحطة فوكوشيما النووية التي تضررت من جراء زلزال عنيف وأمواج مد عاتية تبعته يقول منتقدون إن المؤيدين لاستخدام الطاقة النووية يخوضون بهدوء حملة مضادة. وقال جيفري كينجستون مدير قسم الدراسات الاسيوية بجامعة تمبل في اليابان "كان عاما سيئا على 'القرية النووية' لكنني لا اعتقد أنهم فشلوا" في إشارة الى مجموعة المرافق والمشرعين والجهات التنظيمية التي روجت لفترة طويلة للطاقة النووية باعتبارها آمنة ونظيفة ورخيصة الثمن. وتصاعدت المخاوف الجماهيرية بشأن الأمان بعد حادث فوكوشيما الذي أجبر 80 ألف شخص على النزوح عن ديارهم وأثار مخاوف بشأن إمدادات الغذاء والمياه. وأيد نحو 70 في المئة من الناخبين الذين استطلعت آراؤهم في يوليو تموز دعوة كان إلى انهاء الاعتماد على المحطات النووية تدريجيا. وفي محاولة لاستغلال هذا الشعور طرح كان أهدافا طموحة لاستخدام الطاقة المتجددة وتحدث عن مستقبل خال من الطاقة النووية. ووعد بتعديل خطة حكومية أقرت العام الماضي لإنشاء 14 مفاعلا جديدا وزيادة حصة الطاقة النووية في تركيبة الكهرباء اليابانية الى 53 في المئة بحلول 2030 عن نحو الثلث قبل حادث فوكوشيما. واقر نودا بأن المخاوف على السلامة العامة ستجعل من الصعب إنشاء مفاعلات جديدة لكنه على النقيض أحجم يوم الجمعة عن التصريح بأن الطاقة النووية لن يكون لها دور بحلول عام 2050 . وقال إن القرارات بشأن المفاعلات التي يجري إنشاؤها يجب أن تتخذ لكل حالة على حدة. ولم يكن واضحا ايضا بشأن المعايير التي ستستخدمها لجنة استشارية ستقدم توصيات عن خطة جديدة للطاقة بحلول الصيف القادم للوصول الى نتائج. وقال نودا في مؤتمر صحفي "بطبيعة الحال نحن نطمح إلى التوصل إلى أفضل توليفة للطاقة يمكن أن تهديء مخاوف المواطنين بشأن الأمان." ويرأس اللجنة رئيس شركة نيبون للصلب التي تستخدم الكهرباء بكثافة وتعتبر منحازة للطاقة النووية لكنها تضم ايضا معارضين للطاقة النووية.