كأن ثورة لم تقم وكأن بلدا لم يتحرر من سيطرة رأس المال المستبد وأصحاب النفوذ ، فعلي نفس نهج سياسات الرئيس المخلوع مبارك أجري حزب الحرية والعدالة الذارع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بعض التغييرات في منصب أمانة المرأة وأمانة الشباب وأيضا علي أمانة العضوية ،حيث اختيرت الدكتورة هدي غنية عضو مجلس الشعب السابق أمينة للمرأة ، والدكتور أحمد دياب أمينا للعضوية بالحزب ، في حين تدخل المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لتعيين "صهره" زوج ابنته المهندس أيمن عبدالغني أمينا للشباب الأمر الذي أثار حفيظة غالبية شباب الحرية والعدالة لاعتراضهم علي الاسلوب الذي تم تعيين عبد الغني به، رغم أن الهيئة العليا للحزب كانت قد رشحت أكثر من ثلاثة أسماء لتولي هذا المنصب إلا أن الشاطر أصر علي اختيار صهره ليكون أمينا للشباب وقدم تقريرا كاملا عرض فيه إنجازات زوج ابنته في قيادة الشباب خلال الفترة الماضية خاصة فيما يخص دورهم داخل الجامعات المصرية وما حققه من انجاز في انتخابات الاتحادات الطلابية الاخيرة علي حد قوله وهو ما امتثل له الدكتور سعد الكتاتني دون أن يبدي أي اعتراض. جاء اختيار عبد الغني أيضا لأنه ساهم خلال الأيام الماضية في حل جميع مشاكل الشباب لذلك يتطلع مكتب الإرشاد للسيطرة علي تحركات الشباب كافة وضمان عدم خروجهم من جديد علي قرارت الإخوان والاعتراض عليها بأي شكل من الأشكال ، والغريب أيضا أن عبد الغني يبلغ من العمر 49 عاما ، وقد تم ترشيحه من قبل الشاطر بالمخالفة للائحة الحرية والعدالة الداخلية مما جعل الشباب يهددون ويتوعدون بالتصعيد والانشقاق عن الجماعة والانضمام لحملة تمرد انتقاما من الشاطر وهو ما أكده مصدر مقرب من الجماعة بقوله إن أكثر من 100 ألف شاب إخواني انتقدوا سياسة المهندس خيرت الشاطر في السيطرة علي كافة الأمور داخل مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة رغم أنه قال منذ البداية إن الحزب منفصل تماما عن الجماعة ولن يحدث بأي حال من الأحوال التدخل في أموره الخاصة وقد هدد بعض الشباب الآخرين بعقد مؤتمر صحفي في أقرب وقت ممكن للكشف عما حدث في انتخابات أمانة الشباب بالحزب وكيف سيطر عليها مكتب الإرشاد واختار من يراه مناسبا من وجهة نظره، ولتفادي ذلك ناقش أعضاء مكتب الإرشاد في اجتماعهم الدوري أول أمس كيفية التعامل مع الشباب الذين اعترضوا علي ترشيح أيمن عبد الغني لأمانة الشباب وتم تكليف الدكتور أحمد عارف المتحدث الرسمي باسم الجماعة ومعه الدكتور محمود حسين والدكتور سعد الكتاتني بتهدئة الشباب وتفادي ثورتهم التي قد تقضي علي الإخوان في هذا الوقت الحرج. قال حسام البدري أحد شباب الاخوان وعضو شبكة نبض الاخوان إن المهندس خيرت الشاطر ليس عضوا في حزب الحرية والعدالة ، ولا يحق له أن يتدخل بأي حال من الاحوال في أمور الحزب أو في أي انتخابات تخصه مشيرا إلي أن الشاطر لم يعين عبد الغني أو يقترح اسمه مطلقا لكنه تقدم بنفسه للانتخابات وتم اختياره بنزاهة وشفافية مطلقة ، خاصة أنه يمتلك الكثير من الخبرات التي تؤهله لقيادة مجموعة الشباب داخل الحرية والعدالة ومن الممكن أن يثقل من خبراتهم ومهاراتهم في العمل الدعوي والسياسي بصرف النظر عن عمره كما يتحدث البعض. أكد محمد سيف عضو المركز الاعلامي بحزب الحرية والعدالة الذارع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين أنه تم ترشيح المهندس أيمن عبد الغني من قبل مكتب الارشاد رغم أنهم يتشدقون كل يوم بانفصال القرار السياسي للحزب عن الجماعة ، متجاهلا تماما ترشيحات الحزب للجنة الشباب وبمجرد ترشيح مكتب الإرشاد ل" عبد الغتي" تم اختياره دون تردد بأغلبية ساحقة نظرا لما بذله من جهد مع شباب الإخوان خلال الفترة الماضية ، قائلا : " لكننا كنا نتطلع أن يكون أمين لجنة الشباب أصغر سناً من صهر المهندس خيرت الشاطر ، حيث يبلغ من العمر 49 عاما ، علما بأن اللائحة الداخلية للحزب تقضي بأن لا يقل سن أمين الشباب عن ال"18" عاما وألا يزيد عن ال"35" عاما. في حين أوضح محمود سيف عضو المكتب التنفيذي لشباب الحرية والعدالة أن المهندس خيرت الشاطر لم يختر أيمن عبدالغني ليكون أمينا للجنة الشباب ، لكنه رشحه بعد الموافقة عليه من أعضاء مكتب الإرشاد ، وفي المقابل رشح حزب الحرية والعدالة معه علي خفاجي أمين شباب الجيزة وطارق الجابري أمين شباب الشرقية ، وحصل عبد الغني علي 34 صوتا وخفاجي علي 11 صوتا والجابري علي 3 أصوات فقط . وقال سيف إنه بالرغم من أن عبد الغني سيحدث طفرة هائلة بين شباب الجماعة ويربي كوادر كثيرة إلا أن جميع شباب الحزب كان يأملون في اختيار من هو أصغر سنا . وتابع أحمد الحمراوي القيادي الإخواني المنشق مؤخرا قائلا : المهندس خيرت الشاطر هو المسئول الأول والأخير عن كل الأمور داخل حزب الحرية والعدالة ، ولا يستطيع أحد أن ينكر أنه أيضا المسئول عن تعيين صهره المهندس أيمن عبد الغني أمينا للجنة الشباب خاصة أن الاثنين تربطهما علاقة نسب . مؤكدا أن الحزب منذ نشأته لم ينفصل أبدا عن مكتب الإرشاد سياسيا وماليا لكن قيادات الإخوان تصر دائما علي تصدير هذه المعلومة الخاطئة في وسائل الاعلام المختلفة بما يناسب الحقيقة . وأضاف الحمراوي : إذا أراد أي شخص داخل الإخوان أن يتقلد منصبا قياديا فعليه بتقديم فروض الولاء والطاعة مع كثير من النفاق غير المبرر ، فجماعة الإخوان المسلمين تسير بنظام التوريث في كل شيء ، موضحا أنه منذ تعيين أيمن عبد الغني دبت خلافات شديدة بين شباب الحزب والجماعة ، وهذه الخلافات من الصعب السيطرة عليه فالشباب لم يوافقوا علي انتخاب صهر شاطر الإخوان إلا أن قاعدة السمع والطاعة أجبرتهم علي السكوت بعض الوقت حتي تهدأ الاوضاع السياسية في مصر ، فالثورة الثانية قادمة علي أيدي شباب الإخوان